عندما تسمع الرئيس السيسى يتكلم عن أهلنا فى العشوائيات، ستعرف أنه «رئيس بنى آدم».. وحينما ترى أنه يتكلم عن إحساسه بالوجع، واقتسام اللقمة، ستعرف أنه بنى آدم.. لا هو مكبّر دماغه، ولا هو يبيع الوهم، ولا هو يتعلل بأنه لا يستطيع، الإيد قصيرة والعين بصيرة، والصبر مفتاح الفرج.. لم يقل هذا، ولم يتعلل بشىء.. كانت أول خطوة له أنه بدأ بالغلابة، وكان يسمع أنّات صدورهم لأنه بنى آدم!
الرئيس لم يوفر لهم المساكن الحضارية فقط، ولكنه أمر بتأثيثها بالعفش والأجهزة الكهربائية، لأنه بنى آدم.. كان ناقص يوفر لهم الأطعمة الساخنة فى المطابخ.. كان ناقص يقدم لهم منحة مالية علشان يعيشوا ويشتروا تموين رمضان.. كان يحاول أن يسعدهم، لأنه بنى آدم.. أيوة ليس كل مسؤول بنى آدم، فهؤلاء لم يسكنوا العشوائيات أمس، إنما سكنوها عبر عشرات السنين دون تحرك!
أتذكر الآن مقولة الرئيس فى بداية عهده، إن الشعب المصرى لم يجد من يحنو عليه.. كان يعرف ما يحسّه المصريون.. كان يعرف مفتاح السعادة، ومضى فى طريق تحقيق السعادة لشريحة منسيّة من المصريين.. الآن هو يحنو عليهم ويطبطب عليهم.. يوفر لهم أهم شىء فى الحياة الآدمية وهى الوحدات السكنية.. وهكذا ترجم الرئيس كلمته ترجمة عملية، ليس معاشاً ولكن مفتاح شقة!
هنا مدينة الأسمرات.. هنا طاقة نور جديدة.. حياة آدمية تانية.. هواء نظيف، ومناظر حضارية، وملاعب حديثة، ودنيا تانية.. لن يصدق سكان منشية ناصر والدويقة أن هذه الشقق أصبحت ملكهم.. لن يصدقوا أن فيها أجهزة كهربائية، وأن هناك غرفة للبنات وأخرى للأولاد، غير غرفة الأب والأم.. كانوا جميعاً يسكنون فى غرفة واحدة.. وداعاً للمعاناة والتشرد.. لا عشوائيات بعد اليوم ولا آلام!
توقفت باحترام أمام هذه المقولة «أنا لما كنت بشوف الصور اللى بتيجى فى التليفزيون كان بيوجعنى الشكل ده، وبقول للمصريين لا يمكن نسمح بيه.. لو هنقسم اللقمة والله».. مفردات إنسانية عبر عنها بصدق.. بيوجعنى الشكل ده.. لا يمكن نسمح بيه.. لو هنقسم اللقمة والله.. لا تملك إلا أن تصدق الرئيس.. إحساسه جارف تجاه شعبه لأنه بنى آدم.. ولذلك قررت أن يكون ذلك عنوان المقال!
حى الأسمرات أكبر مكسب فى رصيد الرئيس، لأنه فتح باب الأمل للناس، بعد أن فرضت عليهم الظروف أن يعيشوا فى بطن الجبل وتحت السفح عرضة للخطر والموت.. ها هو يرسم الابتسامة على شفاه المطحونين.. وها هو ينفذ ما يريد فى وقت قياسى.. من المصادفة أن يكون ذلك قبل شهر رمضان المبارك، وسيأتى عليهم العيد وهم فى بيوت جديدة وحضارية.. يحسون بالفرحة مثل كل الناس!
فارق كبير بين سُكنى العشش فى بطن الجبل، وسُكنى حى الأسمرات الحضارى.. فارق كبير بين أموات هنا وأحياء هناك.. الآن وجدوا من يحنو عليهم قولاً وفعلاً.. الآن يشعر أهلنا بالفرحة والأمل.. هكذا تغيرت حياتهم فعلاً لأن رئيس مصر «بنى آدم».. أسمع أحدهم يقول: دلوقتى، مصر مكتوبة لابنى!