سعدت جداً باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير منطقة آثار الأهرام. ويعتبر مشروع تطوير أهم منطقة أثرية فى مصر بمثابة المشروع القومى للبلد لاعتبارات عديدة ذكرنا منها أن منطقة أهرامات الجيزة ليست فقط أهم منطقة أثرية فى مصر، بل وفى العالم كله وبلا منازع، ومما لا شك فيه أن مشروع التطوير يمثل نقلة ثقافية وحضارية لمصر. ولكى لا نبدأ من جديد أرجو أن يكون لدى من يقوم على تنفيذ المشروع علم بكل التفاصيل..
لقد فكرنا فى تطوير الهضبة منذ أكثر من 25 عاما، وتم عقد اجتماعات مع كل الجهات المتصلة بالهضبة من محافظة الجيزة والمسؤولين عن الخيالة وأصحاب الكارتات والشرطة، من أجل معرفة متطلبات ورغبات كل جهة، مع الوضع فى الاعتبار مصلحة الأثر فى المقام الأول. بالفعل تم وضع أفكار عامة عرضت على لجنة عليا من اليونسكو، وكان الإطار العام هو أن نجعل هضبة الهرم متحفاً مفتوحاً بدون أى مضايقات، سواء من الباعة الجائلين أو الجمالة والخيالة، حيث سيكون تواجدهم خارج الهضبة بحيث يستمتع الزائر بركوب الجمل أو الحصان والأهرامات من خلفه، ولن يضار هؤلاء فى عملهم، بل إنهم سيجنون المزيد من خلال العمل المنظم المحترم.
تم التخطيط فى مشروع تطوير الهضبة لإقامة سور أمنى حتى يتم التحكم فى دخول كل من يعمل بالموقع، وأن يكون المدخل العام للمنطقة عن طريق الفيوم، وكان من المخطط وضع متحف للمركب الثانية التى يعمل بها الآن فريق مصرى- يابانى مشترك عند مدخل المنطقة من طريق الفيوم. لقد تم التخطيط بكل عناية للمسارات من بعد المدخل مباشرة، وإلى جوار مواقف الحافلات السياحية تم وضع مكان للبازارات وآخر للباعة الجائلين لكى يتمكنوا من عرض بضائعهم بما لا يضر الآثار أو الزائرين. وقبيل الدخول إلى المنطقة الأولى للأهرامات تم وضع مركز للزوار به تاريخ المنطقة الأثرية وتاريخ الحفائر بالجيزة وأشهر الاكتشافات الأثرية بجوار الأهرامات، وذلك من خلال وسائل شرح متقدمة تخاطب كل السائحين من مختلف بلاد العالم بلغاتهم المختلفة. يبدأ السائح فى ركوب الطفطف السياحى إلى منطقة الهرم الثانى- هرم الملك خفرع- ويمشى السائح على قدميه من الهرم الثانى إلى الهرم الأكبر- هرم الملك خوفو، أو الهرم الثالث- هرم منكاورع- وبعد ذلك ينزل إلى أبوالهول، ومن هناك تأخذهم سيارات معدة إلى المنطقة، حيث تنتظرهم الحافلات التى أقلتهم إلى المنطقة بصحارى سيتى، وتم تخصيص عربات لكبار السن وأخرى مجهزة لذوى الاحتياجات الخاصة، وفى نفس الوقت يتم تطوير مناطق الخدمات من أماكن لدورات مياه، وإسعافات وأماكن للجلوس والاستمتاع بالأهرامات وأبوالهول والمقابر بالهضبة.
تم تكليف المعمارى طارق أبوالنجا، الذى قام بعمل مشروع متكامل لمنطقة الأهرام وأبوالهول. ولضمان تنفيذ المشروع تم تكليف المهندس طارق والى للعمل فى تطوير الهضبة بالكامل، وطارق أبوالنجا للعمل فى تطوير منطقة أبوالهول ونزلة السمان.
لقد قمنا بصرف 200 مليون جنيه لتنفيذ السور الأمنى وتطوير مدخل الأهرامات من عند المينا هاوس بالمبانى الإدارية والخدمية، وكذلك مدخل المنطقة من عند أبوالهول.
لقد تم تنفيذ مراحل كثيرة، ولكن للأسف توقفت الأعمال بعد الثورة.. والمطلوب هو استكمال المشروع الموجود فعلاً وأن يتم عرضه على رئيس الجمهورية لكى لا نبدأ كما قلت من جديد ونهدر ما هو موجود لدينا بالفعل، سواء من دراسات مكلفة وأعمال تم تنفيذها. يجب ألا ننسى أن تنفيذ مشروع كهذا هو أكبر دعاية لمصر نحن فى حاجة ماسة لها.