تطوير «عزبة خيرالله».. قصة شراكة أصلها «خير وبركة»

كتب: اخبار الأحد 29-05-2016 12:30

يحلم «منذر» ذو الأعوام التسعة باختراع «آلة الزمن»، ويبرر ذلك برغبته فى رؤية «الديناصورات»: «عايز أرجع للزمن ده علشان أشوفها، وعلشان كده هخترع آلة الزمن». «منذر» واحد بين آلاف الأطفال فى «عزبة خيرالله» الذين ينتظمون فى مجموعة من الأنشطة الدراسية والاجتماعية والصحية، تقدمها جمعية «خير وبركة».

جمعية «خير وبركة» تأسست عام 2004، وتعمل فى مجال الخدمات الاجتماعية وإدارة المشروعات والعمل فى منظمات المجتمع المدنى، وتسعى إلى خلق نسيج اجتماعى متماسك، وتعزيز الحياة الكريمة للفئات الأقل حظاً فى مصر، بحسب موقعها على الإنترنت.

«عزبة خيرالله».. هنا نقطة انطلاق الجمعية، فوق الهضبة الجبلية بين دار السلام ومصر القديمة، يقطن فيها أطفال، منهم من يحلم بيوم يصبح فيه «ضابطا»، أو «طبيبة أطفال»، ومنهم «منذر»، الذى يرغب فى اختراع «آلة الزمن».. يستيقظ «منذر» كل يوم مثل أقرانه ويرتدى زيا مكتوبا عليه «خير وبركة».. يذهب كغيره إما إلى مدرسته أو الحضانة، للانخراط فى الأنشطة التى تقدمها الجمعية.

يمارس الأطفال أنشطة متعددة فى المدرسة الصيفية، مثل الكشافة والمسرح والغناء والرسم، وتحمل كل الأنشطة رسالة غير مباشرة، تضيف للطفل قيم الانتماء للمجتمع.. كما توضح نيفين الإبراشى، رئيس مجلس إدارة جمعية خير وبركة.

تحب «فاطمة» النشاط المسرحى، وتذهب إلى المدرسة فى إجازة الصيف لتشارك فى مسرحية جديدة عن «الكذب»، إلا أنها تتحفظ على ذكر تفاصيلها، حتى لا تحرق أحداث المسرحية، كما تقول.

تعمل الجمعية على دعم المدارس والحضانات فى «عزبة خيرالله» وتنظيم الأنشطة بها، وتضيف «الإبراشى»: «نقوم بالعديد من الأنشطة فى نفس الوقت لنؤثر فى حياة السكان عمومًا». وتتابع: «تنظم الجمعية أيضاً جلسات توعية وتثقيف صحى للأمهات فى العزبة لتكون مكملًا لنشاط الحضانات، وتعقد ورش عمل مختلفة لسكان العزبة لتنمية مهاراتهم العملية وتأهيلهم لسوق العمل».

وتلفت «الإبراشى» إلى أن دور الجمعية لا يقف فقط عند تقديم الأنشطة التعليمية والاجتماعية، لكن تعمل أيضاً فى مجال الصحة، من خلال دعم الوحدات الصحية الموجودة بالعزبة بالتعاون مع وزارة الصحة و«اليونسيف»، وتوفر الأدوية ومعامل التحاليل وجلسات التوعية الصحية للأهالى.

وفى الوقت الذى طالب فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الحكومة، بزيادة مشاركة المجتمع فى توفير التمويل اللازم لتطوير العشوائيات، كانت الجمعية تواصل جهود التعاون مع أجهزة الدولة لتطوير «عزبة خيرالله». وتقول «الإبراشى»: «كل هذه الجهود بالتأكيد لها أثر، لكن النقلة الكبيرة للعزبة جاءت عندما تعاونّا مع الجهات الحكومية واقتنعت الدولة بأن هذا المجتمع المكون من750 ألف شخص لن ينقل إلى مكان آخر بسهولة».

وتضيف: «كثيراً ما نذهب لمسؤولين يكونون مقتنعين ومتحمسين لتنفيذ مشاريع معنا، لكننا نواجه القوانين المتحجرة فى الدولة». وتتابع: «يجب أن تغير الحكومة نظرتها للقطاع المدنى، ولا تكون حوله دائماً علامات استفهام أو يوصف بالمغرض، يجب أن تتاح فرصة الشراكة لصالح الجميع».