السفير السويسرى وكرة القدم

ياسر أيوب الجمعة 27-05-2016 21:08

أعرف أن الهدف الجميل الذى أحرزه «كهربا» فى الدقيقة السادسة والستين سيبقى بالنسبة لجماهير الزمالك أو الأهلى هو أهم أحداث مباراة الزمالك وإنبى أمس الأول.. هدف أراح جماهير الزمالك وحقق فوزاً يضمن لها بقاء الأمل فى المنافسة على اللقب، وأزعج فى المقابل جماهير الأهلى التى كانت قد بدأت تراودها آمال تعادل الزمالك أو حتى خسارته لتبدأ بالفعل احتفالات فوزها بالدورى.. وأعرف أيضاً أن أهم أخبار ما بعد المباراة كان الخلاف بشأن المطربين الذين يشجعون الأهلى أو الزمالك وانتقاد شوبير على شاشة النيل للرياضة لأحمد الطيب الذى قام عبر نفس الشاشة بالتعليق على المباراة.. فكان القرار الرسمى إبعاد كل من شوبير والطيب عن شاشة النيل للرياضة حتى آخر الموسم، وبدأت حرب أهلية جديدة حمراء وبيضاء.. لكننى لا أكتب هنا ما أعرفه إنما أحياناً أكتب ما أتمناه.. وقد كنت أتمنى أن يلقى مشهد السفير السويسرى ماركس لاينتر فى مدرجات استاد بتروسبورت مزيداً من الاهتمام الإعلامى.. فقد حرص السفير السويسرى على أن يذهب إلى الاستاد ومعه ابنه وابنته وارتدى السفير فانلة الزمالك الخاصة باللاعب عمر جابر الذى انتقل مؤخراً من الزمالك إلى نادى بازل السويسرى.. وبصحبة عمر جابر ذهب السفير السويسرى وأسرته إلى الاستاد، واستقبلهم مرتضى منصور واستضافهم فى المقصورة بما يليق بهم من حفاوة واحترام.. وبالطبع لن نجد صوراً كثيرة واضحة ولامعة للسفير السويسرى بفانلة عمر جابر يمكن أن تثير اهتمام الإعلام السويسرى والأوروبى.. وبالتأكيد كان الحديث عن سعد الصغير وعمرو دياب وشعبان عبدالرحيم ومحمد منير هو الأهم بالنسبة لأحمد الطيب، أو المصادفة التى تحدث عنها حيث يقود إنبى ضابط شرطة سابق ومدرب حالى بينما يحكم المباراة أيضاً ضابط شرطة.. وكان التعليق على ما قاله أحمد الطيب هو الأهم بالنسبة لأحمد شوبير وليس السفير السويسرى فى المدرجات.. لأننا كلنا للأسف الشديد لم نعد نرى إلا أسفل أقدامنا ولم يعد يشغلنا إلا مثل هذه الأمور الصغيرة.. وبالتالى لا يعنينا مطلقاً أن يتواجد سفير سويسرى وسط الناس فى الشارع ومدرجات الكرة، وأن هذه الصورة تنسف الكثير جداً مما يقال عن مصر خارج مصر وبعيداً عن مدينة الإنتاج وشاشاتها.. وإذا كان السفير السويسرى تماماً مثل السفيرين البريطانى والفرنسى يعتبرون كلهم كرة القدم من أهم وأدق وأخطر أسلحة الدبلوماسية والإعلام السياسى.. فلابد أن نقتنع نحن أيضاً بهذه الحقيقة وربما أكثر منهم.. فنحن الذين نحتاج هذا السلاح الآن بالتحديد أكثر من أى وقت مضى.. وأكرر مرة أخرى رجائى لسامح شكرى، وزير الخارجية، بتأسيس إدارة للدبلوماسية الرياضية فى وزارة الخارجية تصبح مهمتها استخدام الرياضة وكرة القدم دبلوماسياً وإعلامياً فى العالم كله.. وأن تقوم هذه الإدارة على سبيل المثال بإرسال ملفات كاملة مصورة لزيارة السفير السويسرى ومباراة الزمالك لسفارتنا فى «برن» لتوزيعها على مختلف الصحف والشاشات السويسرية.. والأوروبية أيضاً.. وحكايات أخرى كثيرة تصلح كبداية للتحاور الحقيقى مع العالم حولنا بلغة يفهمها ويعرفها ويحترمها أيضاً.