في مجموعته القصصية الأخيرة الصادرة عن دار أكتب، بعنوان «طقوس الصعود» يتناول المبدع بهاء عبدالمجيد العديد من القضايا الحياتية والفلسفية، من خلال طرح علاقات متشابكة لشخوص مجموعته القصصية ملؤها الشجن والتعاسة، وفي النهاية يصبح الموت هو التيمة الأكثر قوة والمسيطرة على معظم الأعمال.
المجموعة التي تضم 13 قصة قصيرة، تبدأ بقصة الإله الذهبي، وتجسد حلم الشباب في العمل والوظيفة اللائقة والحياة الكريمة، ليجد بطل القصة نفسه بعد صقل جسده في الجيم ليصبح «بودي جارد» في قرية سياحية، أداة لمتعة الأجنبيات المسنات بمقابل مادي كبير، هنا يكمن الاختلاف والاشتباك بين الحلم والواقع والرغبة في الحياة والخطوط الملتوية وغير المتوقعة التي ترسمها الحياة نفسها لتحديد المصائر.
وفي قصة كريم أساس، تتجلى شخصية المرأة المقهورة والمحبطة والنمطية، صريعة استخفاف الزوج بها وقسوته عليها، إلا أن مشهد النهاية بعد موتها يعيد لهذا الزوج جانبا من إنسانيته حينما يقرر أن يزين وجه زوجته الميتة كاملا بالمكياج، وكأنها ذاهبة لحفلة عرس.
الموت أيضا هو موضوع القصة الرئيسية والمركزية في المجموعة المعنونة باسمها «طقوس الصعود» التي يستهلها بجملة «مات الاستاذ على» ويسرد فيها طقوس معينة للأب المتوفي ورغباته الأخيرة في العلاج بالخارج، وخوف الابن من فكرة المرض والأطباء والمستشفيات، وتنتهي طقوس الغسل والصعود بوصف لانهائي للجنة.
وفي قصة مراكب الشمس يستوحي الكاتب لغة وصياغة وروح كتاب الموتي للمصريين القدماء، ليكتب نصا نثريا أقرب للشعر منه للنثر.
وتكاد تكون النستولوجيا جزءا رئيسيا في العديد من القصص خاصة المرتبطة بحياة الطفولة وبحي شبرا.
الكاتب صدرت له من قبل مجموعة البيانو الأسود وروايات سانت تريزا وجبل الزينة وخمارة المعبدوالنوم مع الغرباء وورق الجنة، وترجمت معظم رواياته إلى اللغة الإنجليزية.