أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن القيادة الفلسطينية لم تتلق توضيحاً رسمياً من الإدارة الأمريكية بشأن مقترح قدمته واشنطن بتجميد الاستيطان لمدة 3 أشهر مقابل ضمانات أمنية وسياسية لإسرائيل، فيما أعرب عن رفض السلطة المقترح، موضحاً أن التجميد «لا يشمل القدس الشرقية المحتلة، وهذا يعد أمراً محرماً بالنسبة للفلسطينيين، لذلك نحن نرفض هذا الاقتراح جملة وتفصيلا».
ومن جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن السلطة الفلسطينية لن تعلن موقفها قبل تسلم رد رسمى من الإدارة الأمريكية «حول حقيقة ما يجرى»، بينما أعلن ياسر عبدربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،الأحد ، بدء الاتصالات مع الأطراف الدولية لاستصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولى ضد الاستيطان الإسرائيلى. وبشأن المخاوف الفلسطينية من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو)، اعتبر عبدربه أنه لا يمكن لواشنطن تجاهل الإجماع الدولى المناهض للبناء الاستيطانى.
جاء ذلك فى الوقت الذى كانت فيه الحكومة الإسرائيلية، الأحد ، تبحث فى جلسة لمجلس الوزراء المقترح الأمريكى الذى يقضى بفرض تجميد جديد على أنشطة الاستيطان فى الضفة الغربية لمدة 90 يوماً، دون أن يشمل ذلك التجميد القدس الشرقية، كما يتضمن الاقتراح تعهداً أمريكياً بعدم السعى لتمديد آخر لتجميد الاستيطان إلى جانب ضمانات أمنية لإسرائيل، بهدف تشجيع استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وأوضح مصدر فى القدس المحتلة أن المحادثات حول الاتفاق الأمنى بين إسرائيل والولايات المتحدة يفترض أن تنطلق خلال الأسابيع المقبلة.
كانت مصادر مطلعة فى إسرائيل قالت إن التفاهم الذى توصل إليه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة، التى استغرقت أسبوعاً وشملت محادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الخميس الماضى، يشمل التزام الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرارات التى تعتبر مناهضة لإسرائيل فى مجلس الأمن الدولى والمنظمات الدولية الأخرى، وهو تعهد قد يجعل إسرائيل أقل عرضة لتهديدات من جانب بعض الفلسطينيين بإعلان إقامة دولة من جانب واحد فى حال إخفاق محادثات السلام، كما يشمل الاتفاق أن تطلب الإدارة الأمريكية من الكونجرس الموافقة على تزويد إسرائيل بـ 20 طائرة مقاتلة متطورة تصل قيمتها إلى نحو 3 مليارات دولار، وذلك للحفاظ على «تفوق إسرائيل النوعى» فى مواجهة جيوش المنطقة.
وبينما قالت مصادر سياسية أن نتنياهو يأمل فى كسب الموافقة على الخطة من حكومته المؤيدة للمستوطنين فى وقت لاحق من الأسبوع الجارى، نقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها إن 4 من وزراء حزب «الليكود» - الذى يترأسه نتنياهو - أعربوا عن معارضتهم الشديدة للمقترح، فيما هددت أحزاب يمينية إسرائيلية بالانسحاب من الائتلاف الحكومى بزعامة «الليكود» فى حال قررت الحكومة قبول العرض الأمريكى
وعلى صعيد متصل، قررت الحكومة الإسرائيلية فى اجتماعها، الأحد، السماح بدخول 8 آلاف إثيوبى يزعمون أن لهم أصولاً يهودية (طائفة يهود الفلاشا) إلى إسرائيل للحصول على الجنسية الإسرائيلية، بعد أن انتظر بعض منهم سنوات فى معسكرات انتقالية. وفى الوقت نفسه، كشفت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن المستوطنين اليهود بدأوا بناء 1649 وحدة سكنية منذ انتهاء قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد الاستيطان جزئيا فى 26 سبتمبر، موضحة أن أساسات 1126 وحدة أخرى حفرت خلال الفترة نفسها.