مصر وبرشلونة وفيروس سى

ياسر أيوب الأربعاء 25-05-2016 21:35

سهل جدا أن يشعر أى إنسان بالغيظ والغضب.. أو الفخر والفرحة والامتنان.. لكن أى أحد سيقرأ الصحف الإسبانية الصادرة صباح أمس الأول سيجمع داخله الغيظ والفخر والغضب والفرحة..

فهذه الصحف تحدثت عن شركة فاركو المصرية للدواء، ورئيسها الدكتور شيرين حلمى، بمناسبة الاحتفال الذى أقامته الشركة فى برشلونة لإعلان اختيارها النجم الكروى الكبير دانى ألفيس كأول سفير لها عالمياً فى برنامجها الخاص بعلاج ومواجهة فيروس سى فى العالم كله.. الاحتفال والإعلان كانا فى استاد كامب نو، حيث استضاف نادى برشلونة الدكتور شيرين حلمى وكبار مسؤولى شركة فاركو، ومعهم أطباء وأساتذة من مصر وإسبانيا، إلى جانب عدد من نجوم نادى برشلونة كانوا حاضرين لتأييد الفكرة والهدف وتقديم دعمهم ومساندتهم لزميلهم اللاعب البرازيلى دانى ألفيس..

قالت الصحافة الإسبانية أيضا إنه قد تم الاتفاق بين شركة فاركو ودانى ألفيس على أن تقدم الشركة للنجم الكبير ألف كورس علاجى من إنتاجها المصرى لعلاج فيروس سى، حيث اختار ألفيس أن يقوم بتوزيع نصف هذه الكمية على المرضى الفقراء فى البرازيل، بينما سيجرى تقسيم النصف الآخر بين إسبانيا وبوليفيا.. وقال ألفيس للإعلام الإسبانى إنه قام بهذا التقسيم استنادا إلى اعتزازه وامتنانه بالبرازيل، حيث الوطن والأهل والميلاد والبدايات والأحلام.. وإسبانيا التى شهدت تألق هذا النجم الكبير وأهم نجاحاته الكروية.. وبوليفيا لإثبات أن أمريكا اللاتينية ليست أقل أهمية ومكانة من أوروبا.. وأعود بك إلى إحساس الغيظ والغضب ممتزجا بالفخر والفرحة بمصر وأطبائها وأبنائها..

فالإعلام المصرى لم يكن حاضرا هذا الحدث، كأن المصريين ليس مسموحا لهم إلا بالحديث والانشغال فقط بالكوارث والأزمات.. وما جرى فى برشلونة أمس الأول لم يكن فضيحة أو مأساة، إنما كان تتويجا لانتصار طبى حقيقى لمصر وأهلها.. ففى مدينة برشلونة نفسها الشهر الماضى حين استضافت المؤتمر الدولى لأمراض الكبد، كان الاعتراف العالمى بنجاح شركة فاركو المصرية فى التوصل لدواء لعلاج فيروس سى لا تزيد تكلفته على ثلاثة آلاف جنيه مقابل الثمانمائة ألف جنيه التى تطلبها الشركات الأمريكية الكبرى ثمنا لعلاج نفس الفيروس..

ويومها كتبت جوليا كولوى فى الصفحة الأولى من جريدة «جارديان» البريطانية عن انتصار طبى حقيقى لفاركو ومصر.. واعترفت منظمة الصحة العالمية بالدواء وبدأت تشتريه لكل البلدان الفقيرة، وألغت ماليزيا اتفاقاتها القديمة لتكتفى بالدواء المصرى.. وأمس الأول كانت الخطوة الثانية التى سيجرى فيها استخدام كرة القدم للبدء فى مشروع إنسانى مصرى عالميا، وتقديم الدواء لكل من لا يملك المال الكافى للدواء الأمريكى غالى الثمن.. ولم يتردد نادى برشلونة فى مشاركة مصر وفاركو فى هذا الهدف النبيل.. وكان دانى ألفيس هو أكثر النجوم حماسة للمشاركة وأولهم أيضا..

وقال ألفيس إنه سيقف مع الشركة المصرية حتى لا يبقى العلاج مقصورا على أغنياء العالم وحدهم.. أما الدكتور شيرين حلمى فقال إنه يقوم بهذه الخطوة حتى ينتبه العالم إلى أن مصر كبيرة بالفعل، بأطبائها وشركاتها، وأنها قادرة على أن تحيل كرة القدم إلى لعبة إنسانية فى المقام الأول.