الغش.. حتى فى رمضان! «١-٢»

عباس الطرابيلي الأربعاء 25-05-2016 21:35

هل الغش داء فى أجساد الجشعين.. وهل الغشاشون لا دين لهم.. بل إنهم يغشون أكثر حتى فى رمضان، ولهذا الشهر قدسية خاصة عند كل المصريين؟!

والغشاشون رغم أن الله سبحانه وتعالى حذرهم بالويل والثبور.. إلا أنهم يزيدون نشاطهم فى هذا الشهر الفضيل.. وبالذات فيما يأكل الناس وما يشربون، بحكم أن الناس فى شهر الصيام يأكلون أكثر.. ويشربون بشراهة أكبر!!

إذ مع ارتفاع سعر سمك البربونى - ويطلق عليه أبناء لبنان: السلطان إبراهيم لأنه من أفضل الأسماك ولا يأكل إلا الجمبرى - حتى أنت يا بربونى، فإن هناك من يستورد نوعاً منه - من المغرب وتونس وإسبانيا - يشبه البربونى البلدى المصرى - وأفضله من البحر الأحمر - ثم يفكون تجميده بالمياه.. ويعرض للبيع بنصف، أو حتى ربع سعر البربونى البلدى.. وأهو كله عند العرب صابون.. أقصد بربونى.. وحتى تعرف البلدى من المجمد ابحث عن شاربين أسفل فم السمكة. وابحث عن الأكثر حماراً فى اللون.. وبالمناسبة: كلما صغر حجم السمكة كان ذلك أفضل، وهنا نأكله كنوع من المقبلات.. أو فاتح للشهية.. ويا سلام لو أكلته بـ«العضم»!! ونفس الوضع مع الجمبرى، ولا أعرف شعباً يعشق الجمبرى أكثر من المصريين، ربما بحثاً عن القوة الجنسية، هكذا يزعمون!! إذ هناك الآن من يستورد جمبرى المياه الحلوة من جنوب شرق آسيا: إندونيسيا، الفلبين، تايلاند.. وحتى فيتنام، أو مياه شواطئ بحر الصين الجنوبى، ثم يقومون فى مصر بإزالة الجليد، أى تسييحه، وعرضه للبيع على أنه: جمبرى بلدى.. ويربحون كثيراً من فارق السعرين، البلدى.. والمستورد المجمد!! ولأن من المصريين من يعشق سمك المكرونة - ولا يزيد سعرها على 35 - 40 جنيهاً، ولذلك يستوردون المكرونة من إندونيسيا وماليزيا، والأمين من التجار - فى المجمعات - من يبيعه بسعر دون العشرين جنيهاً بكثير.. أما الغشاشون فيقسمون أنه بلدى.. ويعرضونه بسعر 30 جنيهاً.. وكله مكسب!!

وفى مصر، عندما منع عبدالناصر استيراد الرنجة من إنجلترا والنرويج وهولندا ليوفر الدولارات، لجأ الغشاشون إلى استيراد نوع من السمك الروسى يشبه سمكة «الهيرنج» أى الرنجة.. وقاموا بتمليحها.. وصبغها بالكركم ليصبح شكلها مثل الرنجة الأوروبية، ويعرضونها للبيع على أنها رنجة!! وإن لم يقوموا بتدخينها!!