بويول فى القاهرة

ياسر أيوب الثلاثاء 24-05-2016 21:36

يزور القاهرة يوم السبت المقبل نجم برشلونة القديم والشهير، كارليس بويول، وسيأتى بويول مدعوًا للقيام بحملة لتشجيع الإسبان والأوروبيين لزيارة مصر ومدنها ومعالمها وأهراماتها.. وقام النجم الكبير بالفعل بتصوير فيلم قصير يدعو فيه الجميع لزيارة مصر.. وكل ما أتمناه الآن هو ألا نشهد يوم السبت نفس تلك الصورة القديمة المعتادة والمكررة وعديمة الجدوى أيضا.. أتمنى ألا يقتصر الأمر بالنسبة لنا على مؤتمر صحفى فى أحد الفنادق الفخمة يتسابق بعده زملائى على خطف تصريح أو نصف حوار مع بويول مع بعض الصور والحكايات ثم تتسابق البرامج الرياضية على استضافة بويول حتى لو عدة دقائق يغازل فيها اللاعب الكبير مصر وجمالها وأهلها.. فقد تكرر نفس هذا السيناريو كثيرا من قبل فى بلادنا.. بذلنا كلنا الجهد والوقت وشرف المحاولة والسباق والحرب من أجل الفوز بكلمة إعجاب بمصر نضعها بالقبول أو الغصب أو الحياء فوق شفاه أى نجم كبير عن مصر ولا يسمعها إلا المصريون.. فنحن لا نخاطب طول الوقت إلا أنفسنا.. نتظاهر بأننا نحاور العالم بينما لا صوت لنا يسمعه أى أحد غيرنا.. ولهذا أتمنى تغييرا حقيقيا فى فكرتنا ورؤانا وتعاملنا مع مثل هذه الأخبار والحكايات.. وأول تغيير هو أن نكف عن ضيق أفقنا ونتخيل أنه لا يليق أن نعلن اسم الشركة التى قامت بدعوة النجم الإسبانى الكبير بويول إلى القاهرة، وتحملت كل نفقات رحلته، والأفلام الدعائية التى سيقوم بتصويرها وتكلفة بثها أوروبيا.. فهى شركة الأهرام للمشروبات وليست إحدى شركات المياه الغازية فى مصر.. فهذا ليس إعلانا وإنما هو رد حق لأصحابه وامتنان وشكر لخطوة حقيقية وضرورية وجميلة أيضا.. أما وكالة «بيتر آند شاندويك» المسؤولة عن العلاقات العامة وتنظيم زيارة بويول للقاهرة، فأتمنى ألا يقتصر تنظيمها على مؤتمر صحفى مصرى صاخب يكثر فيه الضجيج ومديح المصريين فى بلادهم وضيفهم أيضا.. فنحن فى هذه الحالة لسنا مطالبين بأسئلة يجيب بويول عنها لكن العكس هو الصحيح.. نحن الذين من المفترض أن نقدم له إجابات لكثير من الأسئلة المطروحة أوروبيا وعالميا عن بلادنا.. ومع إجاباتنا نقدم قدر استطاعتنا كل الحكايات والصور والأدلة التى تثبت ما نريد أن يراه العالم ويعرفه عن بلادنا.. لا يعنينى أن تفيض صحفنا بأخبار وحواديت عن بويول وتاريخه وألقابه وانتصاراته، لكن كم صحيفة وموقعا إسبانيا سينقل تلك الزيارة ويذيع فيلما يدعو فيه بويول الإسبان لزيارة مصر.