الدقهلية: الفلاحون يلجأون لمياه الصرف.. ونائب شربين: سأتقدم ببيان عاجل

كتب: غادة عبد الحافظ الإثنين 23-05-2016 22:51

أدى الحاج متولى عبدالواحد، 67 سنة، صلاة الفجر بمسجد قريته عرب زيدان التابعة لمركز المنزلة، وخرج مسرعا ليروى أرضه المزروعة بشتلات الأرز، إلا أنه وجدها جافة كعادتها منذ 15 يوما.

وقال: «من 15 يوم وأنا باخرج يوميا فى الفجر علشان ألحق مياه الرى بترعة أبوالسعود المارة بجوار أراضى القرية، ولكن للأسف لا أجد فيها مياها لأننا بنهايات الترعة ولا تصلنا أى مياه لرى أراضينا».

وتسبب عدم وصول مياه الرى لترعة أبوالسعود فى موت شتلات الأرز بأرض الحاج متولى ومئات الفلاحين بقريته.

وتابع، وهو يمسك بقطع الطين الجافة فى أرضه: « أنا عندى فدانين أرض هما كل اللى حيلتى وباعيش منهم أنا وأولادى السبعة، ولما الزرع يموت والأرض تبور إحنا كمان هنموت من الجوع».

حالة أرض الحاج المتولى عبدالواحد لا تختلف كثيرا عن أراضى آلاف الفلاحين بقرى مركز المنزلة ودكرنس وبلقاس والمنزلة،

قامت «المصرى اليوم» برحلة على طول ترعة أبوالسعود من قرية عرب زيدان وحتى قرية مصر الجديدة، وتبين أن الترعة جافة ولا يوجد بها سوى كميات قليلة فى بعض المناطق المنخفضة ولكنها لا ترتفع لمستوى مواسير الرى الممتدة داخل الترعة، وتوقفت جميع السواقى وماكينات الرى الموجودة على طول ترعة شبانة والمسلمانية، وجلس العديد من الفلاحين على جسر الأرض والحسرة تملأ عيونهم فى انتظار الفرج ووصول مياه الرى لأراضيهم، بينما قام بعضهم بتنقية الشتلات التى احترقت من الشمس، فى محاولة لإنقاذ الجزء القليل المتبقى، ولجأ البعض الآخر إلى مياه الصرف الصحى لإنقاذ ما تبقى من زراعته.

وقال القطب عبدالواحد، 73 سنة: «أنا وإخواتى وعيلتى لدينا 40 فدانا، وإحنا أكتر من 1000 نفر عايشين عليها، والأرض كلها بتبور قدام عنينا ومش قادرين نعمل حاجة، ولما روحنا نشتكى لوكيل وزارة الزراعة قال لنا مالكوش ميه إلا فى شهر يونيو، قلنا له طب إحنا بنزرع الأرز فى شهر مايو وهيموت ومينفعش نزرعه فى يونيو، قال ماليش دعوى إنشا الله الأرض كلها تموت، دى خطة الوزارة، وأنا ملتزم بها».

وتابع متعجبا: «هى الخطة دى قرآن ما ينفعش تتغير ولا نراجع الوزارة فيها علشان مصلحة الفلاح لأن قريتنا والقرى اللى حواليها كل سنة بتزرع الأرز فى مايو وما ينفعش نزرعه فى يونيو، لكن الوزارة شايفة إننا نموّت الزرع فى مايو وناخد الميه فى يونيو نشربها بدل الزرع، والله الكلام ده مايرضيش ربنا ولا يرضى حد فى الدنيا». وأكد أن القرية كلها انتخبت الرئيس السيسى علشان عندهم أمل كبير فيه لكن الحكومة خذلتهم.

وأضاف على حسن، من الفلاحين، 27 سنة: «فى أكتر من 8000 فدان انتهت، والحكومة قاعدة فى التكييف ولا همها، وبتقسم حصص الرى حسب هواها وبتشتغل عكس اللى الرئيس السيسى بيقوله، هو بيقول نزود الأرض الزراعية، والحكومة بتبور فى الأرض، طيب نحافظ على الأصل الأول علشان نقدر نزوده».

وفى مركز السنبلاوين، اشتكى عدد كبير من الفلاحين بقرى المقاطعة وأبوداوود ومحمد أفندى ودوى والحصاينة والحصوة والعرب والعديد من العزب التابعة لها من تصحر أكثر من 7 آلاف فدان، بسبب عدم وصول مياه الرى لأراضيهم، والتى تروى من ترعتى المسلمانية وشبانة.

واتهم عدد كبير من الفلاحين، مهندسة الرى، بومن جانبه، وجه حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، لغرفة عمليات المحافظة برصد شكاوى المواطنين بسبب نقص مياه الرى وإبلاغ مديرية الرى فورا لحل المشكلة.

وعلى الصعيد نفسه، طالب فوزى الشرباصى، عضو مجلس النواب عن دائرة شربين، رئيس الوزراء ووزير الرى والموارد المائية بضرورة إيجاد حلول سريعة لمشكلات الرى بالمحافظة، وناشد رئيس الجمهورية التدخل لحل الأزمة فى ظل ما وصفه بـ«تقاعس أجهزة وزارة الرى والحكومة عن توفير الدعم للفلاح المصرى والحرب الممنهجة على الزراعة فى ظل ارتفاع فاتورة الاستيراد من الخارج ونقص العملة الأجنبية». وأعلن نائب شربين عن التقدم بيان عاجل لرئيس الوزراء ووزير الرى حول النقص الحاد فى كميات مياه الرى.