رغم حزنى الشديد على ضحايا الطائرة المصرية التى سقطت فى البحر الأبيض إلا أننى سعدت بالأداء الراقى للأهلى وفوزه المستحق على نادى روما 4/3 بعد مباراة مثيره تألق فيها لاعبو الأهلى ولم يستسلموا طوال اللقاء وتملكتهم روح الفوز الذى حققه أحمد الشيخ فى الدقيقة الأخيرة وسط أجواء رياضية أوروبية، استاد وأرضية رائعة وتنظيم مثالى من الإخوة الأشقاء فى الدخول والخروج ومراسم توزيع الكأس.
الميداليات مبهجة وجمهور عظيم ظل طوال المباراه يبث الروح فى لاعبى الأحمر دون صواريخ وشماريخ أو حتى هتافات خارجة عن الأدب، ألف مبروك لنادى القرن الذى أسعد جماهيره الغفيرة بعرض أكثر من رائع وروح قتالية دون استسلام أو خوف.
ثم نأتى إلى الحزن العميق الذى انتابنى مع الغالبية العظمى من أبناء بلدى باستثناء قلة ركبهم الشيطان وفرحوا للمأساة رغم أنه لا شماتة فى الموت، وخلال متابعتى للحادث من خلال القنوات التليفزيونية رأيت العجب العجاب مراسلى وسائل الإعلام المختلفة الذين حضروا المؤتمر الصحفى الذى عقده معالى وزير الطيران أمطروه بعشرات الأسئلة رغم أن أغلبهم لا يعرف شيئا عن الطيران ومنعوا المراسلين الأجانب من توجيه أسئلتهم واستفساراتهم، وتكرر نفس السيناريو خارج القاعة التى استضافت أهالى الضحايا.
وقد شاهدت مراسلة تسأل سيدة مسنة تبكى: انت حضرتك قريبه مين فردت السيدة: امشى من هنا، وأخرى سألت مجموعة من المراسلين عيب عليكم انتوا جايين تصورونا، والأدهى والأمر أن الغالبية العظمى من الفضائيات لم تدخل أى تعديلات على برامجها، فالغناء والرقص البلدى على ودنه والإعلانات العبيطة والأفلام والمسلسلات شغالة وفضائية أخرى شهيرة ذكرت كل حوادث طائرات الشركة الوطنية وعدد ضحاياها، مدعمة بالصور وفاضل إنها تقول للسياح لا تركبوا مصر للطيران بالإضافة إلى استضافة من أطلقوا عليهم خبراء الطيران أسوة بالنشطاء السياسيين والاستراتيجيين وبتوع حقوق الإنسان الذين ضيعوا البلد وكل منهم أبدى رأيه والأدهى والأمر أن حفل المطربة ماجدة الرومى أقيم فى موعده مساء الجمعة الماضى تحت سفح الأهرامات، وبحكم إقامتى الطويلة فى إيطاليا فقد تابعت كل الحوادث التى وقعت من زلازل وسقوط طائرات، وفى الحال تعلن الحكومة الحداد لمدة معينه تتوقف على حجم الكارثة، وأتذكر حادثة وقعت فى بداية الثمانينات عندما سقط طفل صغير فى إحدى البالوعات وفوجئت برئيس الجمهورية الأسبق ساندرو برتينى، رغم سنه التى وصلت إلى التسعين عاما واقفا بينهم ليتابع محاولات الإنقاذ دقيقة بدقيقة وفى النهاية فشلت المحاولات المضنية مع بكاء الجميع ومنهم الرئيس الراحل الذى غادر المكان فى فجر اليوم التالى والدموع فى عينيه، وهو مثال رائع للوطنية وحب الوطن، عقبالنا يا رب!!