إعداد الدولة للسلم

نيوتن الإثنين 23-05-2016 21:54

هل خرجنا من المولد بلا حمص؟ سؤال يبدو غامضاً. لكنه تردد فى رأسى كثيراً. مصر فى مفترق طرق. الانحياز لخيارات محددة مسألة ليست بسيطة. الشىء السيئ فعلاً أن يختار المرء طريقا يعتقد أنه جديد لكنه عكس ذلك.

مراجعة الذات للدول كما هى للمرء. يقف ليتبين أخطاءه، ليعرف نقاط ضعفه. يمسك بعوامل قوته. الحرب كانت بالنسبة لنا ملمحا رئيسيا. أربع حروب خاضتها مصر فى أقل من 25 عاما. حرب 48- 56- 67- 73. لكننا خرجنا من كل هذه الحروب من المولد بلا حمص. لم نستفد حتى من نتائج الحرب التى انتصرنا فيها. رغم أننا دفعنا ثمنا فادحا للحروب التى خسرناها. لم نستفد أيضا من عملية السلام. دفعنا ثمنها غالياً. قاطعتنا الدول العربية. حاصرونا بالشائعات. نقلوا الجامعة من العاصمة المصرية إلى تونس. ظل الحال كذلك لسنوات. حتى جاء الرئيس حسنى مبارك. بدأ صفحة جديدة. حاول الانفتاح على العرب مجددا. نجح فى ذلك. لكن ظلت عملية السلام فى الثلاجة بعد أكثر من أربعة عقود على توقيع المعاهدة مع إسرائيل. الحصاد أننا عدنا إلى ما كنا عليه قبل العام 1976. ما زاد الطين بلة أننا هجرنا سيناء. هجرناها بشكل كامل. تركناها بلا تنمية. بلا حياة. فكانت النتيجة أن قوى الشر الحقيقية استوطنتها. ولا تريد أن تخرج منها سوى بالدم. وهنا نخوض حرباً جديدة شكلاً ومضموناً. حرب مع عدو غامض. لا دين له ولا أخلاق. إنها الحرب مع الإرهاب.

43 عاماً من الجيرة مع إسرائيل، لم نحصد فيها ثمار السلام. ظلت مرارة الحرب والعداء فى حلوقنا. وبسنواتها العجاف. نعيش فى ظل قانون إعداد الدولة للحرب الذى صدر عام 1968. مازال سارياً حتى الآن. أحياناً أتساءل: لماذا لم يتحول لقانون إعداد الدولة للسلام. إعداد الدولة للنهضة والتقدم. لماذا وقفنا عند إعداد الدولة للحرب. نعم كان السلام هشاً. علينا الاعتراف بذلك. إذا كنا لا نثق بالطرف الآخر، علينا مواجهته بالأمر. ومواجهة أنفسنا أيضاً. الرئيس نفسه قال: انظروا إلى المنطقتين (ب) و(ج) فى سيناء. إننا ننتشر فيهما بالكامل. إذن هناك ثقة بين الطرفين. هناك تنسيق يخدم مصالح البلدين. علينا تطويره والاستفادة منه. وذلك بإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم.