من صندوق البريد

نيوتن الأحد 22-05-2016 21:42

عزيزى نيوتن

بعيداً عن السياسة والشعارات الفارغة ثلاثة من أهم مشاريعنا ومشاكلنا؛ هى مشروع الـ٧٠٠ ألف وحدة لإسكان محدودى الدخل، ومشروع الـ1.5 مليون فدان، ومشكلة ديون مصر المخيفة، وتنفيذها وحلولها معروفة ولا توجد حلول أخرى، الأولى حلها فى نظام دخول معامل التكرير الكندية والثانية حلها فى منظومة الكيبوتز الإسرائيلى والثالثة حلها فى رجال الأعمال، وأنا أعلم جيدا إذا نشرت حضرتك رسالتى هذه سينهال علىّ السباب من محترفى الكلام لا العمل. ولنبدأ بقصة ما حدث لى فى كندا:

جالى ميعاد فى معمل تكرير بترول فى كندا فقالوا لى لازم تروح قبلها بيوم، افتكرتهم بيهزروا ولكنى رحت قبلها بيوم وعند المدخل الساعة ٨ صباحا قلت لهم وأنا أضحك عندى موعد غدا، ورد مسؤول الأمن أنا عارف وأشار لى على مبنى خارج البوابة وقال اذهب هناك، فذهبت طلع عندى كورس لمدة يوم عن الأمان داخل معامل التكرير الأول كان مقدمة عن الصناعة. ثم أفلام عن الحوادث ثم محاضرة عن أسباب الحوادث. ثم محاضرتان عما يجب عمله فى حالة الحوادث أو الحريق. ثم محاضرة عن المسموحات والممنوعات، وأخيرا امتحان وبعد نتيجة الامتحان فى نهاية اليوم أعطونى تصريحا بالدخول فى اليوم التالى مع بعض الأوراق لقراءتها قبل الحضور غدا لتثبيت المعلومات. ما فيش فهلوة وفيه تعليم وتثقيف ومسؤولية. أما علاقة هذا بإسكان محدودى الدخل. إنها علاقة وثيقة لأنك تريد أن تحضر أناسا غير مستعدين ليعيشوا فى مكان آدمى والمشكلة أنك ستحضرهم بكل عاداتهم وطباعهم السيئة من ضوضاء وقلة النظافة وعدم احترام الجار وغيرهم كثير، وأنت عندك فرصة ذهبية أن تعد لهم مركز تدريب تعلمهم مكارم الأخلاق وما هو المتوقع منهم، وعقوبة الإخلال بهذا، ثم تسمح لهم بعدها وبعد نجاحهم فى امتحان كتابى بالسكن، وكذلك إذا كانوا أميين فعليهم محو أميتهم ليسكنوا فى مكان جميل ولا يكونوا نقمة على جيرانهم وعلى المكان، هكذا تكون التنمية الحقيقية.

أما بالنسبة لمشروع 1.5 مليون فدان المختلف عليه. فيجب تحويله إلى تعاونيات. كل مجموعة من ٥٠ عائلة لديهم ١٠٠٠ فدان بها زراعة وتربية ماشية وفراخ وأسماك وتصنيع زراعى، والأكل فى مبنى مشترك، وملكية الآلات الزراعية والأرض على المشاع، ويعملون ١٢ ساعة يوميا. وهذا هو الكيبوتز الإسرائيلى الذى قامت على أكتافه دولة لم يكن لها وجود. وهم أبطال فى نظر باقى المجتمع وحلت لهم مشكلة الفقراء، ومن سيقول لى أنت تمجد إسرائيل أقول له فضلًا قليل من الحياء، وكفاية منظرة فارغة، وألم نتعلم بعد من كارثة تفتيت الملكية الزراعية؟.

أما بالنسبة لديون الدولة الكارثية. فحلها سهل جداً. وهو إعادة الثقة لرجال الأعمال لكى يكون نمو الدولة على حسابهم والديون ديونهم ولتتفرغ الدولة للتنظيم والمراقبة. وأى شركة قطاع عام تخسر يتم بيعها فورا. ومن يعتقد أن اشتراكية الستينيات هى الحل فهو شخص واهم وأفكاره مخربة. أطلقوا يد رجال الأعمال ووجهوهم كما فعلت كل الدول التى تقدمت تقدماً باهراً وأولهم كوريا، وكفاية ديون حتى لا نركع، ومن يريد أن يفهم فليقرأ كتاب بيركينز مذكرات القاتل الاقتصادى.

م صلاح حافظ