هل العرب مستعدون لسلام دافئ؟(2)

مي عزام الأحد 22-05-2016 21:47

(1)

في مقال مبارك المنشور في جريد نيويورك تايمز في سبتمبر 2010 المعنون «خطة سلام في متناولنا»، أشار إلى المبادرة العربية للسلام الذي تم الإعلان عنها في القمة العربية ببيروت في مارس 2002، المبادرة العربية تبنت مبادرة السلام المقدمة من العاهل السعودى الملك عبدالله حينذاك، ولقد طالبت هذه المبادرة إسرائيل بالتالى:

- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان.

- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وفى المقابل تعهدت الدول العربية بالآتى:

- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل، مع ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

ولقد دعا مجلس الجامعة العربية إسرائيل حكومة وشعباً إلى قبول هذه المبادرة حماية لفرص السلام وحقناً للدماء بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنباً إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمناً يسوده الرخاء والاستقرار.

إذن مبادرة السلام التي يطرحها السيسى الآن تكرار لما سبق طرحه بالحرف تقريبا منذ 14 سنة، فما الجديد الذي أعاد المشهد القديم للمقدمة؟؟.

(2)

في مقالى المنشور في 11 إبريل الماضى بعنوان: العالم الجديد.. تيران وصنافير نموذجًا

فقرة توضح المتغير الجديد الذي دعى الرئيس لتجديد الدعوة للسلام:
«التطبيع مع إسرائيل، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، واستقرار مصر والسعودية، والحرص على أمنهما القومى، والحرب على الإرهاب.. كلها ملفات متداخلة ومتشابكة، وأتصور أن هناك تخطيطًا لم يُفْصِح عنه الجانب المصرى ولا السعودى أكبر بكثير من موضوع جزيرتى: تيران وصنافير، يضم دولاً أخرى، منها الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس، وجسر الملك سلمان جزء من هذا المخطط الذي سيُغيِّر خريطة المنطقة ومناطق النفوذ.
إسرائيل، بالنسبة لمعظم الحكومات العربية، لم تعد العدو الأكبر الذي علينا مجابهته، بل تأتى في مرتبة متأخرة بالنسبة لدول أخرى تسبقها في العداوة والكراهية، ولقد دعا ضاحى خلفان لعدم قيام دولة فلسطينية والاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين واليهود، كما تحدث عن ضم إسرائيل للجامعة العربية، وهو لا يتحدث اعتباطًا».

(3)

الوضع العالمى والإقليمى الحالى ليس في صالح العرب، النفوذ الإيرانى يتمدد في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ويطوق السعودية من الشمال والشرق والجنوب وهو مقلق للغاية، وما جعل الكاتب السعودى عبدالرحمن بن راشد يصفه بأنه أكثر خطورة من داعش.

السعودية حاولت بالتحالف الإسلامى الذي يضم تركيا أن تقيم حائط ردع سنى أمام التغول الإيرانى الشيعى، وأيضا لتقليل الخسائر في الملف السورى الذي سار على غير ما تشتهى المملكة بعد التدخل العسكرى الروسى.

سعودية 2030 تبحث عن أوراق جديدة للعب بدلا من الأوراق التي احترقت في اتون الربيع العربى وعلى رأسها العلاقات الأمريكية -السعودية بعد مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة من ملف إيران النووى وسوريا، أمريكا أدركت أنها أعطت أهمية قصوى للمنطقة وعليها أن تهتم بمناطق أخرى من العالم ( آسيا ..أمريكا الاتينية...وغيرها ) للحفاظ على مصالحها كما صرح أوباما.

(3)

منطقتنا العربية، أصبحت في نظر العالم من المناطق التي تفرخ إرهابا، انتقل إلى أوروبا وأثار الفزع فيها، ولولا صفقات السلاح التي يدفع فيها قادة المنطقة المليارات من قوت شعوبها والصفقات التجارية الضخمة مع أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول الكبرى لكان لهذه الدول مواقف مختلفة، خاصة مع تراجع أهمية البترول عالميا وانخفاض أسعاره.

في مثل هذه الأوضاع التي تصب في صالح إسرائيل التي لم يمسها الضر الذي مسنا، ماذا تبقى لدينا كعرب لنقايض به إسرائيل ويحفزها على الدخول في تفاوض من أجل سلام شامل وعادل ؟؟؟.. وهل سندخل هذا السلام منقسمين أم مجتمعين؟... وللحديث بقية.

ektebly@Hotmail.com