تأكد حضوره كشاعر وروائى، فهو صاحب روايتى «البؤساء» و«أحدب نوتردام» كما كتب المسرح، هذا هو فيكتور هوجو أحد أعمدة الأدب الفرنسى في القرن التاسع عشر، وتبدأ سيرته بمولده في 27 فبراير سنة 1802 في مدينة بيزانسون لأب عسكرى في جيش نابليون بونابرت، وقد اضطره عمله للسفر مع أسرته إلى جزيرة كورسيكا وإيطاليا، ولعل أهم رحلة لأسرة فيكتور هوجوهى الرحلة إلى ربوع الأندلس في 1811 التي أوحت إليه بعدد من أعماله مثل مسرحيته «هرنانى» و«كويمادا».
ألحقه والده بمدرسة الأشراف حيث كان يوقظ الطلاب بقسوة وعنف، رجل أحدب الظهر مرعب المنظر، فاستلهم شخصيته في «أحدب نوتردام» وفى مسرحية (الملك يلهو) وكان وهو في العاشرة قد عاد إلى ربوع بلاده فرنسا، وقرر أبوه بعد سنوات أن يلحقه بكلية الهندسة لكنه فشل أصدر هوجو سنة 1822 أول ديوان له (أغان وقصائد مختلفة).
وفى العشرين وقع ديوانه في يد لويس الثامن عشر الذي كان يعشق القراءة، وأصدر قراراً بمنح راتب أبدي لهوجو وجعله متفرّغاً للأدب، وقد تزوج هوجو بعد هذا القرار بزوجته أديل فوشيه في 14 أكتوبر سنة 1823 وبعد عام من زواج هوجو توفى لويس الثامن عشر وولى إمرة البلاد شارل العاشر فأنشد شاعرنا فيكتور قصيدة عصماء في مدح الحاكم الجديد سمّاها «تتويج شارل العاشر»ثم أصدر مسرحيته «كرومويل» عن الزعيم الإنجليزى الثائر كتب هوجو أروع مسرحياته مسرحية هرنانى التى أثارت جدلاً نقدياً واسعاً بين انتقاد ومدح.
أصدر هوجو رائعته أحدب نوتردام، ثم مسرحية الملك يلهو ثم مسرحية نثرية هي لوكريزيا بورجيا ثم ديوانه المفاجأة القلبية، فلما استولى نابليون الثالث عام 1851 على الحكم في فرنسا قاومه هوجو مدافعاً عن الحرية والديمقراطية بل خرج إلى الشارع طالبا من الشعب أن يثور ضد من سمّاه بالطاغية، فطلب الحاكم اعتقاله وهرب هوجو إلى جزيرة جيرسى.
وفى المنفى كتب رائعته الشعرية أسطورة القرون ورواية «البؤساء ووصل هوجو إلى قمة المجد فلما اندلعت الحرب في1870 بين نابليون الثالث وبسمارك وانتهت بهزيمة نابليون عدو شاعرنا،عاد هوجو إلى باريس،وألف السنوات المشؤومةوالباقة الأخيرة، ولما بلغ الثمانين من عمره أقامت له فرنسا احتفالاً عظيماً وخرجت المظاهرات في 1882 محتشدة حول داره تحيّيه إلى أن توفى «زي النهارده» فى 22 مايو 1885.