من يصل إلى الصندوق الأسود أولاً؟.. بالتأكيد مصر تريد أن تعرف ماذا جرى؟.. هل ما حدث خطأ فنى، أم عمل إرهابى؟.. فرنسا تريد أن تعرف أيضاً.. سيناريوهات عديدة ترجح أنه عمل إرهابى.. رئيس وزراء فرنسا من أول لحظة لم يستبعد الأمر.. هناك من يرى احتمال تعرّض الطائرة إلى هجوم صاروخى.. بعض السيناريوهات لا يبحث عن حقيقة بقدر ما يريد تفخيخ العلاقات المصرية الأوروبية!
أسئلة كثيرة تطرح نفسها.. لماذا فرنسا الآن؟.. ولماذا إيطاليا وروسيا قبلهما؟.. الإجابة ببساطة لأن فرنسا وإيطاليا وروسيا هى الدول التى سارعت لتأييد ثورة مصر فى 30 يونيو.. الأغرب أن هناك من يريد ضرب العلاقات المصرية اليونانية أيضاً، حين يطرح فكرة الهجوم الصاروخى.. ومعناه ضرب كل الدول التى تعاملت مع مصر سياسياً أو عبر توريد صفقات سلاح، وهى بالتأكيد أيدٍ مخابراتية!
حتى الآن لا نريد أن نقطع بأى شىء.. ننتظر الصندوق الأسود.. نتصرف بشكل مهنى وعلمى.. لكن ستبقى فرضية الإرهاب هى الأكثر احتمالاً، بدليل سقوط الطائرة فى دقائق معدودة، تتراوح بين ثلاث وست دقائق.. ومن عجب أن فرنسا تصرّفت على هذا النحو.. بينما هناك أصوات فى الداخل تتحدث عن الطائرة والطيار.. الأمر الذى رفضته صحفية فرنسية واستقالت احتجاجاً على لىّ الحقائق!
ولك أن تتخيل.. صحفية فرنسية استقالت حين طلبت منها المؤسسة أن تهاجم مصر للطيران، ولم يفعلها صحفيون مصريون كثيرون يعملون فى صحف قطرية وفضائيات قطرية، مع أن لىّ الحقائق صناعة قطرية وتركية.. سواء لصحف تُصدرها أو تمولها.. الأمر نفسه ينطبق على الفضائيات، وفى مقدمتها قناة الجزيرة.. السؤال: ألا يوجد من يغارون على المهنة مثل الصحفية «فينسيان»؟!
هذه الواقعة ليست الوحيدة التى تكشف حجم المؤامرة على مصر.. هناك مؤامرة سياسية واقتصادية، تلعب فى منطقة السياحة والطيران، وتتهم الإجراءات الأمنية بالفشل.. فهل يمكن أن يكون كل ذلك بمحض الصدفة؟.. تشويه صورة مصر عالمياً يحدث كل يوم بفلوس قطر، وتخطيط التنظيم الدولى.. يدفعون صفحات إعلانية.. يكتبون مساحات تحريرية.. كل ذلك أصبح واضحاً وضوح الشمس!
الآن أرفع القبعة لهذه الصحفية التى انحازت للمهنة أولاً وأخيراً، ورفضت أن تكون أداة قائلة: «طالبونى بتوجيه الاتهام إلى (الأمان) بشركة طيران مصر، والتركيز على الضحايا فقط».. وهى فضيحة بكل المقاييس، لكنها فى الوقت نفسه قدمت درساً بليغاً سيبقى ملهماً لنا، حين قالت: «لم أستسلم لصحافة التلاعب بالمشاعر».. تخيلوا من أين أتى الإنصاف؟.. من فرنسية وليس من مصريين للأسف!
أخيراً، أتمنى أن تصل مصر أولاً إلى الصندوق الأسود.. وأتمنى أن تحصل على البيانات الكاملة، قبل أن تؤثر فيها أى تفجيرات إرهابية.. مصر فى حاجة إلى معرفة الحقيقة، من أجل شرف طيارى مصر وطائرات مصر.. لا تهمنا طائرة بقدر ما تهمنا سمعتنا.. نريد أن نعرف من يستهدفنا ويتآمر علينا!.