يا له من لسان مؤدب، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد يصرّح: إعطاء شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية إيحاءات بأن قائد الطائرة المصرية انتحر، فى وقت لاتزال فيه الأسر فى حالة حداد، أمر «لا يبعث على الاحترام».
ترجمتها الصحيحة «انحطاط»!!.
معلوم أول الرقص حنجلة، الـ«سى. إن. إن» بتتحنجل على جثث الضحايا، إيحاءات تنتهى باتهامات، ألم ترَ اتساقاً بين الـ«سى. إن. إن» والإحالات الصحفية والإعلامية الأمريكية والأوروبية إلى قصة طائرة نيويورك، وزعم انتحار «البطوطى»، لا تخفى على لبيب، واللبيب بالإشارة يفهم.
«فيانسيان جاكيه» مراسلة صحيفة Le Soir البلجيكية بالقاهرة، فضحت باكراً هذا الانحطاط الذى تحركه دوائر غربية لتلبيس «مصر للطيران» التهمة، ونشرت الانحطاط على «فيسبوك» باللغتين العربية والفرنسية، قائلة: «عقب اختفاء الطائرة، طُلب منى ألا أقدم مقالاً عن الوقائع والتركيز بدلاً من ذلك على حزن عائلات الضحايا والحديث عن توجيه الاتهام إلى الأمان فى شركة الطيران المصرية».
المراسلة المحترمة سجلت موقفاً: «رفضت قائلةً إننى لم أستطع لقاء الأهالى (رفضوا الحديث مع الإعلام) وبما أن سبب الحادث غير معروف (ليست لدينا حتى مؤشرات) لم أكن أستطيع توجيه الاتهام، ولا حتى التلميح بمسؤولية مصر للطيران عن الحادث».
العقاب كان سريعا: «اليوم يشكروننى، ويخبروننى بأننى لم أعد على قوة العمل»، وتابعت: «أنا لست نادمة على ذلك بل فخورة، لم تكن المرة الأولى التى يطلبون فيها هذا»!!.
صحيفة Le Soir فى محاولة يائسة للتبرؤ من الفضيحة، نشرت بياناً وقّعه رئيس تحريرها «برتى كريستوف نافياً»: «الصحفية تتهمنا بأننا أوقفنا التعاون معها لأنها رفضت أمراً من الصحيفة وصفته بأنه يلعب بالمشاعر، لذا فنحن نرفض بوضوح هذا الاتهام»!
ونحن نرفض هذا الانحطاط، الصحافة الغربية التى هلهلت مطار «شرم الشيخ» بعد انفجار الطائرة الروسية، واستجلبت الانكشارية الغربية للتفتيش على المطارات المصرية، تركت مطار «شارل ديجول» الذى انطلقت منه طائرة مصر للطيران، ومسكوا فى ديل «مصر للطيران»، أليس بعد الانحطاط انحطاط.
الدكتور نور فرحات خرج عن طوره القانونى متعجباً: «عندما انفجرت الطائرة الروسية فى الأجواء المصرية قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن، وقيل إن مطارات مصر غير آمنة وتوقفت السياحة.
هذه طائرتنا أقلعت من مطار شارل ديجول أحد أعظم مطارات العالم وفشلت سلطات الأمن الفرنسية فى تأمين الطائرة قبل إقلاعها. مطارات فرنسا غير آمنة ولابد من مراجعة احتياطات الأمن فيها.
ومن الناحية الأخلاقية يجب على روسيا وبريطانيا تحديداً وقف الرحلات الجوية إلى فرنسا حتى يتم تأمين المطارات الفرنسية تحت إشراف دولى. أم أن الكيل بمكيالين حتى فى الطيران»؟
الكيل يا أستاذنا ليس باثنين بل بثلاثة وأربعة، هم يكيلون لنا ونحن نتلقى الصفعات باستسلام، أفهم حرص فرنسا على إيفاد محققيها إلى القاهرة لمتابعة التحقيقات المصرية عن كثب، وفى المقابل لم أسمع عن إيفاد القاهرة لمحققين إلى باريس لمتابعة التحقيقات الفرنسية عن كثب، عجباً هم يراقبوننا ونحن غافلون عنهم.. أليس هذا حقا، الطائرة طائرتنا، والضحايا بينهم أولادنا؟!
لماذا لا نخرج من عباءة الاتهام ونرتدى عباءة صاحب الحق، ونطلب من فرنسا ما طلبته منا روسيا، لا نتوقع من لندن تحركاً مماثلاً لما حدث مع الطائرة الروسية، ذيل الكلب، ولكن نحن أصحاب حق فى اكتشاف ما جرى فى مطار «شارل ديجول» تفريغ 9 آلاف كاميرا بالمطار يجب أن يكون على أعيننا.. هم يبرئون مطاراتهم!!.
المبادرة بطلب الشراكة فى التحقيقات الفرنسية لا تعنى اتهاماً، وإلا كان طلب الشراكة الفرنسية فى التحقيقات المصرية اتهاماً، إذا كانت قافلة الاتهامات ستسير على هذا المنوال، ونكتفى بالرقة الدبلوماسية، ستأكلنا الكلاب الضارية المتلمظة للحم المصرى، الكلاب تذوقت اللحم المصرى فى الطائرة الروسية.. لماذا نتركها وذيولها فى القاهرة تنبح علينا وتتشمم أمتعتنا؟!.