ناشط سياسى فى هيئة الأرصاد الجوية!!

حمدي رزق الأربعاء 18-05-2016 21:52

شريف جادالله، المحامى السكندرى ومنسق حركة «المحامين الثوريين» تقدم ببلاغ إلى نيابة استئناف الإسكندرية حمل رقم 2546 لسنة 2016 ضد رئيس هيئة الأرصاد الجوية بتهمة التزوير فى محررات رسمية مقدمة للقضاء، وهى الجناية التى تصل عقوبتها إلى السجن لمدة خمسة عشر عاما.

اعترتنى الدهشة، وتخيلت أن رئيس هيئة الأرصاد كذب علينا فى إعلان درجات الحرارة يوم الأحد الرهيب، أو أخطأ الحساب، ولكن جادالله فى بلاغه يكشف عما هو أخطر، واقعة خطيرة جديرة بالتوقف والتبين والرصد والمتابعة.

من بيانه الصحفى عن بلاغه إلى نيابة استئناف الإسكندرية، يقول: «عندما يتم القبض على (باحث) بهيئة الأرصاد الجوية بتهمة الاشتراك فى مظاهرات يوم الإثنين 25 إبريل، ويثبت الضابط فى محضر الضبط أنه قد تم القبض على باحث هيئة الأرصاد صباح يوم الإثنين...» (البقية معروفة وطبق الأصل من كل محاضر الضبط).

«ثم.. يصدر الدكتور رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية خطابا رسميا، يثبت به أن ذلك الباحث كان موجودا بمقر عمله بدءا من الساعة الثانية ظهر يوم الأحد 24 إبريل 2016 وأنه عمل لثلاث مناوبات، ولم يغادر مقر عمله بالهيئة إلا فى الثالثة مساء يوم الإثنين 25 إبريل 2016...».

«ثم.. يقدم هذا الخطاب للنيابة فلا تعتد به، وتحيل باحث هيئة الأرصاد للمحاكمة، ثم.. يُعرض نفس الخطاب على محكمة جنح الدقى فى القضية 6768 لسنة 2016 فلا تعتد به، وتحكم على الباحث بخمس سنوات وغرامة 100 ألف جنيه.. فإن ذلك لا يعنى سوى...».

جاد الله يرجح أحد احتمالين، وكلاهما مر، نصا من بيانه: «إن الأمر لا يحتمل إلا أحد فرضين: فإما أن خطاب رئيس هيئة الأرصاد الجوية مزور، لمحاولة إنقاذ أحد معاونيه من قضية تظاهر، وفى هذه الحالة فإن وضعه سيكون فى غاية السوء، لأن تزوير الخطاب سيفتح عليه باب التزوير فى دفاتر رسمية، هى دفاتر الحضور والانصراف الخاصة بالهيئة».

«إما أن خطاب رئيس هيئة الأرصاد الجوية صحيح، وفى هذه الحالة فإن وضع الضابط الذى حرر محضر القبض على باحث هيئة الأرصاد وأثبت فيه أنه قبض عليه صباح يوم الإثنين 25 ابريل، سيكون فى غاية السوء، لأننا سنكون أمام تزوير فى محضر القبض، وليس ذلك فقط بل إن التفتيش القضائى سيتوقف أمام القضية بالفحص والتمحيص لمعرفة سبب إدانة شاب فى مقتبل عمره بالحبس خمس سنوات دون أن يقوم القاضى بتحقيق المستند الرسمى المقدم إليه».

يتحسب جاد الله من القيل والقال أو حسبانه على أهل الشر، ويقطع لا تربطه أى صلة بباحث هيئة الأرصاد، وأنه (جاد الله) لم يتنبه للقضية، والتى لم تنشر فى الصحف تقريبا، إلا عندما لاحظ اهتمام «الكتائب الإلكترونية للإخوان» بالقضية، لا لشىء سوى محاولة الإساءة إلى العدالة المصرية أمام الجهات الدولية!!

ينتهى جادالله إلى أن البلاغ ضد رئيس هيئة الأرصاد هو أسلم وأقصر طريق للوصول إلى الحقيقة فى هذه القضية، لأن رفض نيابة الدقى ومن بعدها محكمة جنح الدقى الأخذ بخطاب رئيس هيئة الأرصاد، لا يعنى سوى وجوب التحقيق مع رئيس الهيئة!!

هذا بلاغ خطير وأرجو أن يلتفت إليه محامى الشعب المستشار نبيل صادق (النائب العام)، لأنه متعلق بمستقبل باحث شاب، وأضم صوتى إلى صوت جاد الله، وأتمنى على نيابة استئناف الإسكندرية أن تولى تحقيق هذا البلاغ عناية خاصة، وأن تحققه على نحو عاجل وتعلن نتيجة التحقيقات، إما أن رئيس هيئة الأرصاد اقترف جرما بتضليل العدالة، أو أن ضابط الضبط ارتكب جرما أشد بتضليل العدالة، فضلا عن أن فى تحقيق البلاغ وبيان صحة خطاب رئيس هيئة الأرصاد من عدمها صونا للعدالة، وقبله صون لمستقبل باحث شاب محكوم عليه بخمس سنوات سجنا وغرامة لا يقدر عليها إلا الأثرياء، هو فيه شاب يملك 100 ألف جنيه ويتظاهر!!.