أجواء الرابع من مايو تكرّرت، اليوم، أمام نقابة الصحفيين رغم قلة الأعداد هذه المرة. قوات الأمن تُحاصر النقابة، «المواطنين الشرفاء» يهتفون للرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الداخلية، ومئات من أعضاء النقابة يُصرون في مؤتمر أعضاء الجمعية العمومية على إقالة مجدي عبدالغفار، واعتذار مؤسسة الرئاسة، والإفراج عن الصحفيين المحبوسين.
بدأ اليوم بتوافد الصحفيين منذ العاشرة صباحاً على مقر النقابة، وسط مضايقات أمنية، ثم انعقد مؤتمر الجمعية العمومية الذي حضرها أكثر من 300 صحفي، أكد خلاله يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، استمرار «معركة الكرامة»، وشدد على أن النقابة ستظل الجهة الوحيدة المعبرة عن آمال وطموحات الصحفيين، وستظل أبوابها مفتوحة أمام كل الآراء.
وانتهت فعاليات المؤتمر بالتأكيد على المطالب التي أقرها اجتماع الجمعية العمومية في الرابع من مايو، المتمثلة في إقالة وزير الداخلية، واعتذار مؤسسة الرئاسة.
يقول خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، لـ«المصري اليوم»، إن الأعداد التي حضرت المؤتمر، اليوم، «مرضية في ظل الانقسامات التي طفت على السطح عقب اجتماع الرابع من مايو»، مؤكدًا أن النقابة مستمرّة في معركتها، ولن تتراجع مهما كانت الضغوط.
وعقب انتهاء مؤتمر أعضاء الجمعية العمومية، نظم الصحفيون وقفة احتجاجية على سلالم النقابة بالأقلام، ورددوا هتافات ضد«الداخلية»، منها «علّي الصوت أكتر.. النقابة خط أحمر»، و«ارفع راسك فوق أنت صحفي»، و«الإقالة.. الإقالة».
ومع تزايد أعداد المشاركين في الوقفة، فتحت قوات الأمن شارع عبدالخالق ثروت، وسمحت للسيارات و«المواطنين الشرفاء» بالمرور أمام نقابة، في محاولة منها لتفريق المحتجين.
«الاعتصام مستمر.. نعلم جيداً أن المعركة طويلة».. يقول مراسل صحيفة «الأخبار» اللبنانية، رضوان آدم، عضو نقابة الصحفيين، أحد المعتصمين منذ بدء المعركة.
ويضيف «آدم»: «مستمرون في اعتصامنا، لأننا نعي أن اقتحام النقابة مسألة رمزية، ليست مرتبطة باقتحام مبنى فقط، لكنها محاولة لتركيع النقابة التي احتضنت طوال تاريخها القضايا الوطنية، وآخرها قضية تيران وصنافير.. ستبقى النقابة داعمة للتغيير وحرية الرأي والتعبير».
ويعتبر «آدم»، أن الاعتصام المستمر منذ 18 يوماً «نقطة مضيئة»، متابعاً: «مش خايفين ومكلمين»، مشيرًا إلى أن «النظام الحالي يريد تكميم الأفواه، والقضاء على حرية الصحافة، وإخفاء المعلومات عن المواطنين».
ويختم «آدم» حديثه بقوله: «إنّا لمنتصرون.. واجهنا السلطة بآلاف الصحفيين في الرابع من مايو، أكدنا مصرية تيران وصنافير، لا نملك شيئا لنخسره.. مستمرّون من أجل حرية الصحافة».