في بداية مبكرة للجدل والمعارك التي تخوضها الدراما الرمضانية كعادتها كل عام، خاصة مع الجرأة التي تشهدها في السنوات الأخيرة، تقدم المخرج والكاتب الإذاعي رضا سليمان ببلاغ للنائب العام، الإثنين، يتهم خلاله بعض المسلسلات التي سيجري بثها في رمضان المقبل بنشر العنف والرذيلة والألفاظ السوقية، ويطالب بتشكيل لجنة مشاهدة من عموم المتفرجين إلى جانب المتخصصين لإجازة الأعمال الدرامية على الشاشات أو رفضها، أو اللجوء لحذف مشاهد العنف والإسفاف اللفظي أو الجنسي.
وأكد سليمان أن أحد هذه الأعمال وهو مسلسل «وعد» الذي تلعب بطولته مي عز الدين، جاء بالإعلان الترويجي له جملة على لسان أحد الأبطال «البنت دي شمال وبتتأجر بالساعة»، وهو ما يعتبر ضمن الحملات المستعرة للقضاء على ماتبقى من أخلاق من خلال الدراما في سبيل الفكرة والمعلومة القيمة، ما يجعل الدراما معولا للهدم، خاصة أن العمل سيذاع في رمضان، دون مراعاة لآداب هذا الشهر الفضيل.
وأضاف: مايروج له في بعض الأعمال مخالف للمادة 10 من الدستور التي تنص على أن الأسرة أساس المجتمع وقامها الدين والأخلاق، متسائلا: أين الأخلاق فيما يروج له وسيعرض في رمضان؟، وكمواطن مستهدف من هذه الأعمال ومن الجهات التي تمولها وتنفذها، فإن هناك خرقا آخرا للدستور في المادة 67 التي تقوم على أن الإبداع الفني والأدبي مكفول دون الطعن في أعراض الأفراد أو نشر العنف بأي أشكال له لفظيا أو جسديا عن طريق الأعمال الإبداعية، مشيرا إلى انتشار هذا الكم من اللاأخلاقيات بعدما رفعت الدولة يدها عن الإنتاج الدرامي بحجة عدم وجود موازنة سواء في السينما أو التليفزيون والإذاعة.
من ناحية أخرى تتجه الرقابة على المصنفات الفنية لتطبيق نظام يفرض التصنيف العمري للمشاهدين وكتابة +18 أو +16 على الأعمال لحماية النشء، وهو النظام الذي تم العمل به في السينما مؤخرا، حيث يجري حاليا مشاهدة مسلسلات رمضان، من قبل لجنة متخصصة لتصنيفها، وأكد مصدر بالرقابة أن البروموهات التي تروج بها الفضائيات للمسلسلات ليست حاليا هي المقياس، لأنها وسيلة دعائية لجذب المتفرجين، وإنما ماستوصي به الرقابة وتصنيفها للأعمال.