خالف رئيس الوزراء البريطاني المحافظ تقاليد حزبه السياسية قبيل الاستفتاء المزمع على مستقبل المملكة في الاتحاد الأوروبي، وتحدث إلى الناخبين موضحا أسباب اعتقاده أن بلاده أقوى وأكثر أمنا وأفضل حالا داخل الاتحاد منها خارجه، واصفا خروجها منه بالخطأ القومي.
واستهل «كاميرون»، مقالا في صحيفة «ميرور» بالتنويه عن أنه «ليس كل يوم يكتب رئيس وزراء محافظ في ذا ميرور.. لكن ليس كل يوم أيضا نواجه قرارا بتلك الأهمية: إما البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الابتعاد».
وقال كاميرون «لقد قضيت وقتا استثنائيا، لقد اجتمعتُ مع برندان باربر من اتحاد نقابات العمال.. لقد شاركت ديفيد ميليباند على منصة.. القابلات والمصنعون والمحامون والعمال والمزارعون وشركات الهواتف والنقابات والجامعات- كلهم تكلموا بصوت واحد، بما يبرهن على قوة الشعور بأهمية وجود بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.. لا أتحدث من منطلق أي حب لـبروكسل- وإنما من منطلق حب عميق لبريطانيا.. عندما أنظر إلى الاتحاد الأوروبي فإنني أرى 500 مليون إنسان يمكننا التداول تجاريا معهم وشبكة عمل من بلدان نستطيع مجابهة الجريمة معها.. في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وتهديد الإرهاب محدق، أعلم أننا نحتاج تلك الأشياء أكثر من أي وقت مضى.. وفي عصر لم تعد فيه الديموقراطية والمساواة وحقوق الإنسان مضمونة، بات الاتحاد الأوروبي وسيلة عظيمة للاصطفاف جنبا إلى جنب مع من يشاركوننا القيم الأساسية».
ونوه كاميرون «تذكروا أن بريطانيا تمتلك الأفضل- وضعا خاصا في الاتحاد الأوروبي؛ نحن جزء من السوق الموحدة ومع ذلك لا نزال نحتفظ بعملتنا.. يمكننا التداول والسفر لكن مع الحفاظ على حدودنا.. هذا الوضع الخاص قد تعزز عبر مفاوضاتي التي أكدت أننا بعيدين عن أية تحركات صوب اتحاد أكثر وثوقا.. كما شددت على أن مواطني الاتحاد الأوروبي يجب أن يسهموا في نظامنا قبل أن يأخذوا منه».
وقال كاميرون «معسكر الخروج يريدنا أن نطرح كافة هذه الترتيبات بعيدا.. لقد جاب بنا قادتُه العالم باقتراحاتهم، قائلين يمكننا احتذاء حذو كندا وسويسرا والنرويج وغيرها.. وبينما لم يضع معسكر الخروج خطة بديلة، فإننا واضحون بشأن ما نحارب من أجله.. إننا نحارب من أجل وظائف، وثلاثة ملايين نسمة معائشهم متعلقة بالتداول التجاري مع أوروبا، وأعداد لا حصر لها بشكل غير مباشر.. إن كل وظيفة تعتمد على اقتصاد قوي، وبالتبعية على عضويتنا بالاتحاد الأوروبي.. الأسبوع الماضي حذر محافظ بنك إنجلترا من احتمال أن نتعرض لركود جديد حال خروجنا من الاتحاد الأوروبي.. جميعنا يعرف جيدا مَن يتضرر أكثر في زمن الركود- إنهم الأكثر فقرا».