المرأة تنقذ السينما المصرية من الانهيار

كتب: نجلاء أبو النجا الأربعاء 10-11-2010 15:46


رغم الحديث الدائم عن وجود أزمة فى صناعة السينما، فإن الواقع يقول إن هناك عشرين فيلما بطولة نسائية أو تعتمد فى دورها الأساسى على بطلة، منها أفلام جاهزة بالفعل وتنتظر موعدا للعرض مثل «أسوار القمر» بطولة منى زكى، و«الشوق» بطولة روبى، و«678» بطولة نيللى كريم وبشرى، و«بون سواريه» بطولة غادة عبدالرازق، و«رد فعل» بطولة حورية فرغلى، وأخرى جار تصويرها مثل «أسماء» بطولة هند صبرى، و«كف القمر» بطولة غادة عبدالرازق ووفاء عامر وجومانا مراد، و«بيبو وبشير» و«إذاعة حب» بطولة منة شلبى، و«بارتيتا» بطولة كندة علوش، و«نزلة السمان» بطولة أمل رزق، وأفلام أخرى فى مرحلة التحضير مثل «مدام سينا»، و«الأخت تريز» بطولة حنان ترك، و«آخر أيام الحب» بطولة غادة عادل، و«حب فى حب» بطولة دنيا سمير غانم، و«مركز التجارة العالمى» بطولة منة شلبى، و«جامعة الدول العربية» بطولة نيللى كريم، و«جدو حبيبى» بطولة بشرى، و«ريكلام» بطولة علا غانم، و«حكاية بنت» بطولة كندة علوش. كما تحضر ياسمين عبدالعزيز فى سرية تامة لفيلمها الجديد المقرر عرضه فى موسم الصيف المقبل والذى يكتبه يوسف معاطى.


ليس جديدا على السينما أن تحمل ممثلة بطولة فيلم، لكن الانتعاش المفاجئ لتلك الفكرة بكل هذا العدد من الأفلام، وحماس المنتجين للبطلات بعد سنوات طويلة من سيطرة النجوم الرجال على السينما، كلها علامات استفهام تحتاج إلى إجابات.


«المصرى اليوم» ناقشت أسباب الظاهرة مع بعض صناع هذه الأفلام، وبعض صناع السينما.


المنتج محمد ياسين الذى أنتج العام الماضى فيلم «الثلاثة يشتغلونها» لياسمين عبدالعزيز وينتظر عرض فيلم «الشوق» لروبى، قال:عودة البطولة النسائية له أسباب عديدة أهمها الاحتياج لتجديد دماء السينما من حيث الأبطال والموضوعات، وظهور موضوعات وقضايا نسائية تفرض نفسها على الواقع ولابد أن تناقشها السينما، كما أن الميزانيات المرتفعة جدا لأفلام الرجال تحتم ضرورة وجود بدائل سينمائية، وقد تحقق سينما المرأة فكرة «الاتزان فى السوق السينمائية» من حيث الموضوع والبطل والتنوع والميزانية، وبالنسبة لتجربتى الشخصية فى سينما المرأة فقد أنتجت فيلم «الثلاثة يشتغلونها» العام الماضى وهذا العام أقدم «الشوق»، لكننى لم أتعمد تقديم فيلم نسائى، ولم أضع فى حساباتى فكرة سينما المرأة أو الرجل، وبصراحة لا أفكر فى السينما ولا أتحمس لفيلم معتمداً على نوع البطل، بل أهتم بشىء واحد وهو فكرة الموضوع والنص، وعموما أنا مع تلك الظاهرة التى قد تكون إيجابية إذا راعى السينمائيون تنفيذها لخدمة السينما، وتقديم موضوعات جديدة وأفكار مفيدة ومختلفة، وهذا هو الشرط الوحيد لنجاحها، لكن إذا تم تنفيذ الفكرة بغرض عمل سينما للمرأة ضد سينما الرجل فهذا سيؤدى لحدوث شقاق كبير ينتج عنه فجوة بين البطل والبطلة والنجم والنجمة وسيصعب جمعهما فى عمل واحد طالما لكل منهما سينما خاصة به.


المنتج والموزع محمد حسن رمزى أكد أن أهم أسباب عودة سينما المرأة وتصعيد البطلات فى كل هذا الكم من الأفلام، هو أن السينما تحتاج بالفعل لكل أنواع الأفلام والموضوعات، وقال: يجب توضيح حقيقة مهمة وهى أنه لا معنى لكلمة سينما نسائية أو رجالية، هناك سينما يفرض موضوعها أن يكون الدور الأساسى لرجل أو لامرأة، ولا غنى عن وجود العنصرين فى فيلم واحد، ونحن كسينمائيين نعانى من رغبة كل نجمة وكل نجم أن يكون البطل الأساسى، وتعود ظاهرة سيطرة أفلام الرجال إلى الموضوعات التى تكتب لبطل رجل، خاصة أنه مغر إنتاجياً، ويعتقد البعض أن أفلامه أكثر ربحا، لكن تاريخ السينما المصرية يؤكد أن السينما شهدت مراحل سيطرت فيها المرأة على البطولة، وكانت متربعة على عرش الإيرادات منذ أيام ليلى مراد فى الأربعينيات، والتى كانت تحمل عبئها بالكامل ويقف الرجل كسنيد لها، وكانت تحصل على أجر 12 ألف جنيه، وهو مبلغ يعادل الآن 40 مليون جنيه، وكذلك جاءت أم كلثوم ثم فاتن حمامة وشادية وماجدة فى الخمسينيات بنفس السيطرة والقوة، وفى الستينيات سيطرت شويكار وشمس البارودى وناهد شريف، وسقطت سيطرة المرأة فى فترة السبعينيات وانتقلت إلى الرجل، ثم عادت إليها فى الثمانينيات على يد نادية الجندى التى كانت أقوى منافس لعادل إمام وتبعتها نبيلة عبيد، ثم سقطت سيطرتها فى بداية عام 2000، وسيطر الرجال بالسينما الكوميدية والأكشن، وطوال الوقت المرأة كبطلة مطلوبة جداً وناجحة ومنافسة بشرط وجود موضوعات صالحة لها، وأعتقد أن الفضل يعود لياسمين عبدالعزيز فى عودة سينما البطلة المرأة فهى الوحيدة فى هذا الجيل التى استطاعت الاقتراب من نجاح الرجال وإيراداتهم، فأحيت ظاهرة سينما البطلة فى هذا الوقت، أما منى زكى فهى من أقوى ممثلات جيلها لكن أفلامها تراجيدية.


وأكد رمزى أن سينما المرأة مهما كانت قوتها فى المنافسة وقيمتها الفنية، من الصعب أن تنافس سينما الرجل بشكل كامل لأن موضوعات المرأة محدودة، والبطلات فشلن فى الأكشن، لكن بوجه عام، عودة البطلات بقوة ظاهرة صحية جداً تنعش الإنتاج، خاصة أن البطلة لا تحصل على ربع أجر النجم الرجل وهذا يفيد المنتج والفيلم والصناعة.


المنتج هشام عبدالخالق يرى أنه من مصلحة السينما وجود موضوعات وأفلام تقوم على البطلات لخلق تنوع، وقال: للأسف الاهتمام بالمرأة قل كثيرا بسبب اللهاث وراء النجوم الرجال وتحول المؤلفين للكتابة للرجل، خاصة أنه يمكن تناول كل الأفكار من خلاله مثل العنف والبطالة والظلم والشر والكوميديا والأكشن، أما المرأة فأفكارها محدودة، وعموما، هناك اتجاه من المنتجين لتشجيع ظاهرة البطلة المرأة، ونقدم فيلم «إذاعة حب» لمنة شلبى، و«بارتيتا» و«حكاية بنت» لكندة علوش وغيرها من الأفلام التى تعتمد على بطلة امرأة لإنعاش تلك المنطقة من السينما، وفى نفس الوقت التغلب على فكرة إصرار بعض النجوم والنجمات على البطولات الأولى فى الأفلام، وفى النهاية الموضوع هو الذى يتحكم فى سوق السينما وبورصة النجوم والنجمات، وهذه الأيام هناك موضوعات كثيرة تخص المرأة، ومن حيث التوزيع والإيرادات، لا أعتقد أن أفلام المرأة تسبب خسارة لمنتجيها لأن تكلفتها محدودة بالمقارنة بميزانيات أفلام الرجال.


محمد حفظى منتج فيلمى «أسماء» لهند صبرى و«زى النهارده» لبسمة، أكد أن سينما المرأة مطلوبة دائما وتحظى بنجاح كبير فنيا وجماهيريا، وقال: فى مصر نجمات قادرات على حمل بطولات ثقيلة بشرط توفر الموضوع الجيد، وبوجه عام، سينما المرأة ليست عبئا على الإنتاج ولا التوزيع ولا تسبب خسائر على الإطلاق، بل تحقق توازنا فنيا لأنها تعتمد على موضوعات حقيقية وقوية فنيا، لكن إيراداتها مهما زادت تكون محدودة لأن الجمهور أكثر إقبالا وارتباطا ببعض النجوم الرجال.


أما المنتج محمد السبكى فقال: فى الوقت الحالى حملت عبلة كامل بطولات سينمائية وحققت نجاحاً كبيراً واسمها أصبح مطلوبا من المنتجين والموزعين، ثم استطاعت ياسمين عبدالعزيز ومنى زكى ومى عزالدين وغادة عادل أن يحققن قاعدة جماهيرية قوية وقدمن أفلاماً نجحت جماهيريا وفنيا، وأنا شخصياً مؤمن جداً بظاهرة البطلة فى السينما، وكنت ومازلت من أقوى المشجعين لها لأنها تفيد السينما وتتناول ظواهر اجتماعية حقيقية.