توقعت الدكتورة منار الشوربجى أستاد العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الخبيرة فى الشؤون الأمريكية أن تؤثر نتائج انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى سلبا على السياسة الخارجية الأمريكية خاصة ما يتعلق بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدى عقده أعضاء المجلس المصرى للشؤون الخارجية برئاسة السفير محمد شاكر الأربعاء لمناقشة وتحليل نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة التى فاز فيها الجمهوريون بأغلبية مجلس النوابالأسبوع الماضى.
واستبعدت خبيرة الشؤون الأمريكية وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية حدوث أى تقدم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فى ظل تركيبة الكونجرس الجديدة التى لن تسمح باتخاذ مواقف أكثر جراءة خاصة فى ظل وجود رئيسة للجنة العلاقات الخارجية «صهيونية» من بين الدين يؤيدون شن حرب ضد إيران.
وقالت: إن السياسة الخارجية الأمريكية لن تكون ضمن أولويات إدارة باراك أوباما خلال الفترة القادمة المتبقية للرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض باستثناء ملفى العراق وأفغانستان.
ورأت منار الشوربجى أن هزيمة حزب الرئيس الأمريكى فى هذه الانتخابات من شأنها أن تقيد حركة الديمقراطيين فى الكونجرس.
وقالت إن الهزيمة كانت «مدوية» بالرغم من أنه فى الانتخابات النصفية للكونجرس غالبا ما يخسر حزب الرئيس، لكن القضية تتوقف على حجم الخسارة، وهناك حالات خسر فيها حزب الرئيس الأمريكى، ومع ذلك تم انتخابه مرة أخرى، مؤكدة أن الأمر يتوقف
على استراتيجية الرئيس أوباما خلال العامين القادمين المتبقيين من فترة ولايته.
وأوضحت أن أوباما على الرغم من نجاحه فى إنجاز أمور مهمة ألا أنه عجز عن التواصل الشعبى فتولاه خصومه الذين وظفوا هذا الأمر لصالحهم فحققوا النصر، مضيفة أن أوباما الذى وصل إلى الحكم محمولا على أكتاف حركة سياسية واسعة لم يفلح فى الاحتفاظ بالزخم الشعبى الدى كان يحيط به.
وقالت: إن أوباما لم يستثمر المقومات التى دخل بها إلى البيت الأبيض لصالحه كما أنه لم يقدم برامج جريئة باستخدام ملكاته الكاريزيمية لإقناع الأمريكيين بتوجهاته بالإضافة إلى أنه تخلى عن القوى التى كانت تحيط به خلال الحملة الانتخابية الرئاسية من الديمقراطيين ولكنه على العكس أحاط نفسه بمساعدين من مجموعة الرئيس الأسبق بيل كلينتون مما أغضب القوى المساندة له وبالتالى خسر الديمقراطيون ولم يكسب ثقة الجمهوريين فى ذات الوقت.
وأوضحت أنه على الرئيس الأمريكى أن يتبنى استراتيجية جديدة لإعادة أنصاره ولكن المؤشرات تسير إلى عكس الاتجاه، مشيرا إلى أنه يجب على أوباما قراءة النتائج بشكل دقيق.
ومن جانبه، رأى السفير محمد شاكر أن الإنجازات التى تتحقق فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية لم تكن قط المجال الدى يحقق به الرئيس الأمريكي فوزه فى أى انتخابات ولكن الأهم هو الشأن الداخلى.
وتوقع شاكر ألا يحقق الرئيس أوباما أى تقدم فيما يتعلق بالشؤون الخارجية خاصة بالنسبة للأوضاع فى الشرق الأوسط وحتى إذا تحقق ذلك فلن يضمن له البقاء فى البيت الأبيض لفترة رئاسية أخرى.
ورأى السفير السيد شلبى المدير التنفيدى للمجلس أن أهمية التركيز على الوضع الجديد للكونجرس وتعامله مع القضية الرئيسية بالنسبة للعرب وهى الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوقعا أنه فى ظل الظروف الجديدة لن يستطيع أوباما أن يمارس أى ضغط على إسرائيل.
كما أجمع أعضاء المجلس على أن أوباما لو استطاع أن يقنع الشعب بأنه يعمل لصالح أغلبية الأمريكيين وأن الجمهوريين هم الذين يعرقلون تنفيد السياسات ذات الأولوية بالنسبة له سينجح فى تولى فترة رئاسية ثانية.
اقرأ أيضا: