أوباما: لن ندخر جهدا في العمل لقيام دولة فلسطين

كتب: وكالات الأربعاء 10-11-2010 09:16

 

أكد الرئيس الامريكى باراك أوباما استمرار الولايات المتحدة الامريكية فى التواصل مع العالم الاسلامى، مشيرا إلى ما ذكره فى خطابه بجامعة القاهرة عن ضرورة وضع بدايات جديدة مع العالم الإسلامى.

وفي خطاب ألقاه الأربعاء أمام طلاب جامعة إندونيسيا، في ديبوك بالقرب من جاكرتا،  قال الرئيس الأمريكي: إننى أكرر انه لا يوجد خطاب واحد يزيل سنوات عديدة من عدم الثقة بيننا وبين العالم الإسلامى، وإنه ما زال أمامنا خيار لكى نتخلص من عدم الثقة والعمل من أجل إيجاد أرضية مشتركة.

وأضاف: بالرغم من كل الانتكاسات فإن الولايات المتحدة ما زالت تلتزم بالتقدم الإنسانى، ونحن ندرك أن القضية التى تسببت فى توترات بين الجانبين- تم الإشارة إليها فى خطاب القاهرة- ما زال أمامها المزيد إلا أنه تم تحقيق بعض التقدم فى هذا المجال.

وأعاد الرئيس الأمريكى التأكيد على أن واشنطن لم تكن ولن تكون أبدا فى حرب مع الاسلام. وقال: إننا لسنا ضد دين عظيم مثل الإسلام لكن لن نسمح فى نفس الوقت للمتطرفين والإرهابين أن يقرروا ما يشاءون، وإنه علينا جميعا أن نلحق الهزيمة بالقاعدة.

وأضاف: إننا واجهنا بعض الانتكاسات من أجل تحقيق السلام فى المنطقة، وهناك عوائق كبيرة، لكن يجب أن ندرك أن السلام لن يأتى بسهولة ونؤكد من جديد على أننا ماضون من أجل الوصول إلى نتيجة عادلة وإقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب.

وقال: «الإسرائيليون والفلسطينيون استأنفا المحادثات المباشرة لكن عقبات هائلة ما زالت باقية... لكن لا يشكن أحد في أننا لن ندخر جهدا في العمل لتحقيق النتيجة العادلة والتي هي في مصلحة جميع الأطراف المعنية وهي دولتان- إسرائيل وفلسطين- تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن».

 

وقال أوباما: إننا نعمل فى أفغانستان مع بلاد أخرى من أجل تعزيز مستقبلها وإقامة سلام لا يوفر ملاذا للمتطرفين. وأضاف: «إننا حققنا تقدما فى التزامنا بإنهاء الحرب فى العراق، وقد تم تحقيق الانسحاب من العراق».

وأوضح أنه فى ظل رئاسته تم سحب مائة ألف جندى من العراق وأن العراقيين يأخذون بأيديهم المسؤولية الكاملة.

ومضى يقول: «إننا واجهنا بعض الانتكاسات من أجل العمل للسلام، وهناك عوائق

كبيرة لكنها يجب الا تفتت عزمنا على الاستمرار».

وتحدث أوباما عن تاريخ إندونيسيا والتجربة الإندونيسية فى التعايش والانسجام بين الدين والديمقراطية فقال: إنها جمعت الوحدة فى التنوع الدينى والعرقى.

وسرد تجربته ومعايشته لإندونيسيا وهو صغير السن حيث كان يسمع الآذان فى كل أنحاء جاكرتا فى إشارة لتقبل المجتمع بأعراقه المختلفة واحترامه للدين.

وقال أوباما: إن الدين كان وما زال ركيزة أساسية فى المجتمع الإندونيسى العميق فى جذوره الدينية، مشيرا إلى إنه جعل فى مقدمة أولوياته إصلاح العلاقات مع العالم اٌلإسلامى.

وأشاد بتجربة ونموذج إندونيسيا فى الوحدة فى التنوع، مؤكدا أن التنمية تزدهر فى ظل الديمقراطية فهناك ترابط وتلازم بين التنمية والديمقراطية، مشيرا إلى أن الأمم الآسيوية تنمو وتزدهر، وهناك قدرة على حماية الدين والديمقراطية. وأشار إلى أنه عاصر أياما فى إندونيسيا كان الفرد لا يجرؤ على الحديث بسبب النظام الذى كان سائدا فى ذلك الوقت لكن إندونيسيا انتقلت الآن إلى العملية الديمقراطية والوحدة كشعار للمجتمع.

وألمح إلى التشابه بين إندونيسيا وأمريكا فيما يتعلق بمسار الديمقراطية.

وأكد سعى بلاده لشراكة دائمة مع جاكرتا لأن ذلك فى صالح الجانبين حيث إن أمريكا لها مصلحة فى تحقيق تنمية مستدامة، مرحبا بالدور الذى تلعبه جاكرتا فيما يتعلق بالتغير المناخى. وقال: «سنعمل على تنمية التعاون بين الباحثين وزيادة المنح الدراسية للطلاب فى البلدين وتعزيز الصلات بين الشباب فى الدولتين».

وشدد على أن الديمقراطية ليست عائقا أمام التقدم الاقتصادى،  فالإنجازات تبرز أن التنمية والديمقراطية تعزز كل منهما الأخرى.

وقال: إننا في حاجة إلى نظام عادل وصحافة حرة تضمن مساءلة الحاكم وهذه هى العملية الديمقراطية، وهى عملية لا تتوقف عند حدود بلد بعينه، ونريد مواطنين منخرطين فى العملية الديمقراطية,

 وغادر الرئيس الأمريكى والوفد المرافق له جاكرتا الأربعاء بعد زيارة استغرقت 24 ساعة أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الإندونيسى سوسيلو بامبانج يوديونو تناولت تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات وشهدا التوقيع على اتفاق الشراكة الشاملة بين البلدين.

وتعهد الجانبان بالتعاون فى المجال الأمنى وخاصة في مجال محاربة الإرهاب وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا اختصار الزيارة لعدة ساعات نظرا لحالة جبل ميرابى الذى ما زال ينفث الرماد البركانى.

وتباينت ردود الأفعال حول هذه الزيارة حيث أكد خبراء وأكاديميون إندونيسيون أنها زيارة اقتصادية حيث يبحث الرئيس الأمريكى عن أسواق تجارية للمنتجات الامريكية، وخلق فرص العمل، وأن الدول التى يزورها فى آسيا تشكل أسواقا واعدة لبلاده حيث يبلغ عدد سكانها حوالى المليار نسمة.

وقال أنيس متى نائب رئيس البرلمان الإندونييسى: إن زيارة أوباما لدول شرق آسيا زيارة اقتصادية فى الأساس.

وأشار آخرون إلى أن خطابه فى جامعة إندونيسيا لم يحمل جديدا، وأن خطابه فى جامعة القاهرة كان أكثر تحديدا، موضحين أن خطابه فى إندونيسيا كان موجها للداخل الأمريكى.

كان الرئيس الأمريكى استهل نشاطه فى اليوم الثانى لزيارته لجاكرتا بزيارة لمسجد الاستقلال فى وسط العاصمة الإندونيسية جاكرتا وهو أكبر المساجد فى منطقة جنوب شرق آسيا ويتسع لأكثر من عشرة آلاف مصل وقد جمع بين العمارة الإسلامية والعمارة المسيحية.

ورافق أوباما فى هذه الزيارة زوجته التى غطت رأسها بغطاء أثناء الزيارة حيث استمعا من مسؤول المسجد عن تاريخه ومغزى الاسم الذى أطلق عليه. وتجول أوباما فى أروقة المسجد لأكثر من 20 دقيقة وكان قد دخله من باب يطلق عليه الإندونيسيون  «باب الأمام مالك».

وتحدث مسؤولون أمريكيون مرافقون للرئيس الأمريكى عن تقليص زيارة أوباما  واختصار ساعات منها بسبب الرماد البركانى المندلع من جبل ميرابى.

وكان الرئيس الأمريكى أعرب عن تعاطفه مع إندونيسيا فى مواجهة محنتهم حيث يتعرضون للكوارث الطبيعية وتعهد بإرسال مساعدات إنسانية لضحايا ميرابى وتسونامى غرب سومطرة.

وعلق أوباما مساء الثلاثاء على ان بناء المستوطنات فى الاراضى الفلسطينية لايساعد على اقامة السلام فى الشرق الاوسط.  

يذكر أن الرئيس الاندونيسى قد منح الثلاثاء اسم والدة الرئيس الامريكى ارفع ميدالية اندونيسية كجائزة لها على الجهود التى بذلتها أثناء اقامتها وعملها فى اندونيسيا وجهودها من أجل تمكين المرأة حيث قدمت بحوثا ودراسات فى إحدى جامعة إندونيسيا. وظلت والدة الرئيس الأمريكى تترد على إندونيسيا حتى عام 1994 وقبيل وفاتها إما للعمل أو للإقامة لبعض الوقت.