مثل قديم، ولكنه تجدد وينطبق بكثرة للأسف فى العديد من الجوانب فى حياتنا اليومية، والأمثلة كثيرة وظاهرة وتتكرر ولا يوجد من يوقف الغجرية، لأننا نعيش فى دولة تطبيق القانون ليس واردًا فيها، وإذا طبق يطبق فقط على الهادئ، على الضعيف، وعلى المستسلم، أما الغجرى فلا يستطيع أحد الاقتراب منه، لندعُ الله أن يمد فى عمرنا حتى نرى اختفاء كل من يتطاول أو يتبجح أو تسول له نفسه أنه فوق القانون، وأن الدولة لا تستطيع الوصول إليه.
كنت أظن أن هذا المثل لن يستطيع أن يتسلل إلى المجال الرياضى، فالمفروض أن الرياضة تسمو بأخلاق ممارسيها، ولكن نرى الآن عكس ذلك. وعلى جميع المستويات والهيئات.
نرى حلًّا لمجالس إدارات اتحادات لمجرد أن هذه المجالس صوتها منخفض ولا تستطيع الوصول إلى الإعلام – ذنبها أنهم ليسوا أصحاب أصوات حنجورية، فى حين اتحادات أخرى مكتوب عليها ممنوع الاقتراب واللمس، حتى حين يحدث خلاف بين هذه الاتحادات واللجنة الأوليمبية، لا يسارع أحد لحل هذا الخلاف، بل المسؤولون يقفون يتفرجون، فى انتظار نهاية المعركة ومن سينتصر، وربما يجلس السادة المسؤولون مع كل على حدة، ليس لصدع الخلاف أو تقريب وجهات النظر، ولكن فقط لترضية الطرفين.
لست هنا لأُدافع عن مخطئ أو متجاوز، ولكنى أسعى إلى وجود العدل والشفافية، قبل حل أى مجلس إدارة نادٍ أو اتحاد يجب أن يخرج من بيده الحل يشرح لنا ويوضح لماذا سوف يُحَل هذا المجلس وما هى أخطاؤه، والأسباب التى دعت إلى ذلك؟
غير مقبول أن نستقوى على المجالس الهادئة الوديعة، ونقف نتفرج على المجالس الشرسة، التى تستطيع أن تخربش كل من يحاول الاقتراب منها.
الغريب أننا إذا قلنا نصبر على بعض الاتحادات، خوفاً من أن اللعب معها حالياً سوف يؤثر على نتائج أولمبياد ريودى جانيرو وأن الحكاية كلها ثلاثة شهور، ونبدأ انتخابات الاتحادات فى الدورة الجديدة، نجد عكس ذلك، حين يتم حل أى اتحاد، لماذا، كان من الممكن الصبر عليه حتى نهاية الدورة. صراحة الحكاية ملخبطة على الآخر. خاصة أن العفريت المسمى قانون الرياضة، لا يعلم غير الله متى سوف يصدر، لأن صدوره بلا شك أصبح أمرا مُلحا، وأنا من أنصار صدوره حتى لو احتوى على بعض العوار، من الممكن تجاوزها وتعديلها، ولكن يجب أن يصبح لنا قانون للرياضة وسريعاً، ويجب أن تنتظم الرياضة فى مصر، فنحن بحاجة إليها، نحن بحاجة إلى انتظام ممارسة الرياضة، وخاصة كرة القدم، نحن فى حاجة إلى قوانين تنظيمية للشباب ولمراكز الشباب، لأن شبابنا الآن تائه لا يجد له طريقًا. نحن مطالبون باحتواء هؤلاء الشباب وتدريبهم وتثقيفهم – جميل أن يكون لدينا ملاعب ومبانٍ، ولكن يجب أن نكون حريصين على صنع الرجال.
يا سادة يا مسؤولين لا تخافوا من أصحاب الأصوات العالية وانتبهوا فالرياضة والشباب أمانة فى أعناقكم، لنكن دائماً عادلين، شجعانا، لا يهمنا إلا رضا الله والعمل من أجل مصلحة مصر، وليس مصالحنا الشخصية.