قال هيثم أبوخليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، إن الإسلام بشكل عام يحرم الإجهاض، طالما نُفخت الروح فى الجنين، وأن قتله يعد نوعا من «قتل النفس»، وهو ما أكدته الوثائق والقوانين الدولية التى نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا أنه لابد من إجراء عملية الإجهاض باستشارات طبية، وبمعرفة متخصصين، إذا ثبت فعليا إصابة الجنين بتشوهات مميتة، تؤثر على حياة الأم.
وأضاف أنه فى المقابل يرى بعض النشطاء الحقوقيين أن منع الإجهاض يدل على تمييز ضد المرأة ويمنعها من حقها فى اختيار أن تكون أماً أو لا، مما يؤثر سلبا على وضعية المرأة كفرد فى المجتمع، مؤكدا أن الشرع يبيح لها الإجهاض إذا كان سيؤثر بشكل مباشر على حياتها.
وأكد أبوخليل أن بعض الأمهات قد لا يقبلن بإصابة أولادهن بأى تشوهات، فيلجأن للإجهاض، حتى قبل الولادة بأسابيع قليلة، وهو ما ينافى القوانين التى نصت عليها المنظمات الدولية، مشيرا الى أنه لابد من المتابعة الطبية المستمرة، وتقنين عمليات الإجهاض، حتى لا تصل للمعدلات العالية التى وصلت إليها الدول الأوروبية والغربية.
وشدد أبوخليل على ضرورة توفير الاستشارات الطبية السليمة، بعد اكتشاف الحمل مباشرة، حتى لا تكون الأم مضطرة إلى الإجهاض بعد أربعة شهور من الحمل، محذرا من الزيادة فى حالات التشوه التى شهدتها المحافظة. وطالب بوجود قوانين مغلظة للأم التى تتخلص من حياة طفلها دون وجه حق.
وطالب بتنظيم دورات للفتيات قبل الزواج، لتوعيتهن بقواعد الأمومة السليمة، والظروف البيئية والتغذية المناسبة، لتفادى إصابة الأطفال أو ولادتهم مشوهين. وشدد على أن المجتمع يتحمل جانبا من المسؤولية إزاء هذه الظاهرة، سواء على خلفية نقص الوعى العام، أو عدم توفير الرعاية الصحية والغذائية اللازمة والكافية لمنع ظهور مثل هذه التشوهات، التى زادت فى الآونة الأخيرة، بسبب انتشار التلوث فى الطعام والشراب والبيئة بوجه عام. وحذر من أن تزايد الظاهرة التى تحول نسبة من أبناء المجتمع من عناصر منتجة وفاعلة إلى عالة على المجتمع يتطلب تخصيص جزء من موارده المالية واهتمامه العام.
من جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن نصار، أستاذ علوم التفسير، إن الدين الإسلامى يسمح للأم بإجراء عملية إجهاض للجنين، إذا ثبت أن الجنين مصاب بتشوهات مؤكدة، ستؤثر سلبا على حياة الجنين، إذا ولد بها، فيمكن للأم أن تلجأ للطبيب لإتمام عملية الإجهاض، ولكن قبل بلوغ الأشهر الأربعة الأولى من الحمل، أى قبل عملية نفخ الروح فى الجنين، أما غير ذلك فسيعتبر «قتل نفس بغير حق»، على حد تعبيره.
وأوضح نصار أن هذه الرخصة الممنوحة للأم لا تجرى على أى تشوهات، وهناك بعض التشوهات التى يمكن علاجها بعد ولادة الجنين، أو من الممكن أن يتعايش الطفل معها دون أن تؤثر على حياته.