جدد الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، تمسكه بشرعية دخول المرأة البرلمان وتوليها أعلى المناصب السياسية، وقال فى ندوة نظمها المركز الثقافى لاتحاد الأطباء العرب فى منزله بالقاهرة الأسبوع الماضى.
وحصلت «المصرى اليوم» على تسجيل لها، إن دخول المرأة مجلس الشعب جائز شرعاً، معتبراً أن مدلول الآية الكريمة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) - التوبة 71، هو تحمل المرأة مثل الرجل مسؤولية وأمانة فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التى بها تتحقق خيرية الأمة، معتبراً أن دخولها البرلمان لون من ألوان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يجب منعها من هذا الدور.
وتساءل القرضاوى: «كيف للبعض أن يمنع المرأة المسلمة من هذه الفريضة، وكيف نترك للمنكر ألسنة تعبر عنه ونمنع المرأة المسلمة من مقاومته، والآية السابقة حاسمة فى موقف الإسلام من دور المرأة الاجتماعى والسياسى، وأنا أرى أنه يجب تعليقها على لافتات، فهى أساس هذا الدين»، مؤكداً أن قوله تعالى (أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) - آل عمران 195، يثبت أن المرأة مكملة للرجل ولا يمكنه الاستغناء عنها، ولا تستغنى هى عنه.
وقال القرضاوى إن القرآن الكريم ذكر قصة امرأة حكمت قومها وسارت بهم إلى الفلاح والنجاح فى الدنيا والآخرة، وهى بلقيس، ملكة سبأ فى اليمن، التى عقدت مجلسا للشورى فى قومها عندما جاءها خطاب نبى الله سليمان، وجاء على لسانها فى كتاب الله (يا أيها الملأ أفتونى فى أمرى ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون) - النمل 32.
وأضاف: «لقد كانت امرأة تتبع الشورى، أو الديمقراطية بتعبير العصر، وأثبت القرآن أن قوم بلقيس سلموا إليها أمرهم وقادتهم للفلاح بذكائها ودهائها وحنكتها حتى قالت (وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين)» - النمل 44، وتابع: «هناك من النساء من هن أفضل من حكامنا 1000 مرة».
واعتبر القرضاوى حديث «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، خاصاً بالفرس، وتبشيراً من الرسول، عليه الصلاة والسلام، بزوال ملكهم، لأنهم لم يجدوا رجلا يتولى الحكم فاضطروا - وهم لا يؤمنون بالنساء - إلى أن يلجأوا إلى امرأة.