ثلاثة أخبار، أو تصريحات وحوارات، جذبتنى بشدة خلال الأسبوع الماضى، أولها جاء على لسان عمدة العاصمة لندن الجديد الباكستانى المسلم، صادق خان، حين قال «أنا لست قائداً مسلماً ولست متحدثاً باسم المسلمين، فأنا رئيس بلدية لندن، وبصفتى الجديدة أتكلم باسم كل سكان العاصمة» وهو نص واضح لعدم خلط الدين بالسياسة، أما الخبر الثانى الذى أسعدنى هو التحسن الملحوظ فى العلاقات بين الأزهر الشريف والفاتيكان بعد سنوات من الجفاء بسبب تصريحات البابا السابق، بنديكت، ضد الإسلام، وتولى البابا فرانسيس مسؤولية الباباوية خلفاً له، حيث قرأت أن العلاقات ستعود إلى سابق عهدها منذ عام 1947، حسب تصريحات الدكتور أسامة نبيل، المشرف على مرصد الأزهر، خلال زيارته للفاتيكان ولقائه قداسة البابا الحالى، والاتفاق على إدخال تعديلات على اتفاقية الحوار بين الطرفين.
بما يتناسب مع المستجدات الحالية من أجل الخروج برسالة قوية للعالم تسهم فى مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام والاحترام المتبادل بين الأزهر الشريف والفاتيكان، والالتزام بما تقره جلسات الحوار، وهو ما يذكرنى باللقاء الذى جمعنى مع القديس يوحنا بولس الثانى، بابا الفاتيكان الأسبق، قبل زيارته التاريخية الدينية إلى مصر فى فبراير عام 2000، حيث أرسلت إلى وزير الخارجية، الكاردينال جان لوى توران، فاكساً طلبت من خلاله الإذن بلقاء مع قداسة البابا، باعتبارى مديراً لمكتب الأهرام بروما، وفى نفس الوقت أرسلت صورة للسفير المصرى لدى الفاتيكان آنذاك، حسين الصدر، للتوسط، وبعد أسبوع واحد جاء الرد من المتحدث الرسمى للفاتيكان بالموافقة على اللقاء صباح اليوم التالى.
ورغم فرحتى الكبيرة على اعتبار أننى أول صحفى مصرى وعربى يحصل على هذا الشرف الكبير، والذى أصابنى بالخوف والأرق، وبعد مصافحتى لقداسته فوجئت بسؤاله بأى لغة سيدور الحوار، وبأنه يتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية، بالإضافة إلى لغة مسقط رأسه بولندا، فكانت إجابتى اللغة العربية، وكان الرد ابتسامة كبيرة على وجه الراحل العظيم، وقد واصلت تغطيتى اليومية للزيارة من خلال وسائل الإعلام الإيطالية، وبعد نهايتها أسعدنى خطاب شكر من قبل المكتب الصحفى للفاتيكان موجهاً إلى رئيس مجلس إدارة وتحرير الأهرام للثناء على ما قمت به من مجهود، ثم نأتى إلى الخبر الثالث وهو حوار نشرته «الأهرام» مع رئيس الزمالك، وعن تغييره المستمر للمدربين، فأجاب «باتشيكو تركنا وهرب لتدريب الشباب السعودى بعد إغرائه بالمال»، ووصف فيريرا بـ«الأكذوبة والنحس»: «ففى أولى مبارياته مع إنبى وقعت حادثة الدفاع الجوى، والهزيمة بالخمسة أمام بطل تونس»، وماكليش بـ«الفاشل»، مهددا اللاعبين بأن من يتعامل ويتواصل أو يقوم بتدعيم الأولتراس فلن يكون له وجود فى النادى!