عماد متعب وأوجاع وأورام الشرقية

ياسر أيوب السبت 14-05-2016 21:47

تعرض مسؤولو نادى الشرقية لهجوم قاس وانتقادات جارحة وسخرية شديدة المرارة لمجرد إعلانهم عن رغبتهم فى ضم عماد متعب، نجم الأهلى الكبير، لصفوف فريقهم الصاعد مؤخرا للدورى الممتاز.. وتساءل أصحاب هذا الهجوم فى تهكم واستغراب واستظراف عن حجم نادى الشرقية ومكانته وإمكاناته التى تسمح لمسؤوليه بمجرد التفكير فى ضم لاعب بقامة وقيمة وثمن متعب..

ولا أعفى مسؤولى الشرقية أنفسهم من مسؤوليتهم المباشرة عما جرى لأنهم أساءوا عرض قضيتهم وطرح فكرتهم على الرأى العام.. فلم يشرحوا مقصدهم الحقيقى وأنهم بعد صعود فريقهم للممتاز بدأوا يفكرون فى طلب المساندة من كل نجوم الكرة الذين تبقى الشرقية بالنسبة لهم هى الجذور وأرض الميلاد والوطن الأول.. وحين كثرت الأخبار عن احتمال تفكير متعب فى الاعتزال..

فكر مسؤولو الشرقية فى أن يطلبوا منه تأجيل الاعتزال عاما واحدا يلعب فيه مع الشرقية كضيف شرف وسند ورمز أيضا.. لم يفكر هؤلاء المسؤولون أبدا فى شراء متعب من الأهلى ولم يقدموا ناديهم منافسا لأى أندية أخرى قد تتسابق على ضم متعب رغم تأكيده أنه لن يلعب إلا للأهلى.. ولم يكن ما فكر فيه مسؤولو نادى الشرقية غريبا على كرة القدم العالمية، حيث يعود كثير من النجوم الكبار قبل اعتزالهم إلى بلادهم أو أنديتهم الأولى من باب الوفاء والامتنان ورد الجميل.. يعودون دون أى حسابات كروية ومالية عادية ومتوقعة فى عالم كرة القدم.. لكننى رغم ذلك أبقى مُصرا على أن مسؤولى الشرقية لم يجيدوا عرض قضيتهم بشكل صحيح وواقعى فكانوا عرضة لكل هذه السخرية ربما حتى من عماد متعب نفسه.. والحقيقة التى لا يعرفها متعب أو القاهرة كلها أن متعب هو أحد الرهانات التى تملكها محافظة الشرقية ليس فقط من أجل ناديها الكروى الصاعد للممتاز والموجوع رغم ذلك بسبب الفقر وقلة الحيلة فى عالم لم يعد يعترف إلا بمن يملك سواء كان يملك السلطة أو المال..

إنما كنت أمس الأول أحضر أول مؤتمر طبى يقيمه قسم علاج الأورام بطب الزقازيق.. وإلى جانب أحاديث الطب وبحوثه الجديدة فى علاج السرطان ومد يد الأمل والرحمة لكثير من ضحاياه فى مصر بشكل عام، والشرقية بشكل خاص.. كان عماد متعب حاضرا باسمه هو وكثيرون جدا من النجوم الشراقوة فى كل مجالات الحياة.. هؤلاء الذين يراهن عليهم صديق العمر وزميل الدراسة الدكتور خالد عبدالبارى.. رئيس جامعة الزقازيق.. فى دعم مشروع طموح وضرورى وإنسانى للجامعة باستكمال إنشاء معهد الأورام فى الزقازيق..

أما الصديق وزميل الدفعة وأستاذ الأورام بطب الزقازيق.. الدكتور وليد حمودة.. فقد أسس مع زملائنا القدامى منذ أربع سنوات جمعية لأصدقاء مرضى الأورام بالشرقية.. ونجح فى جمع تبرعات كثيرة لعلاج مرضى السرطان الفقراء فى الشرقية بالمجان.. وبات الأمر الآن يحتاج لمزيد من الدعم لتبقى الجمعية قادرة على مهمتها الإنسانية شديدة النبل.. وكان أيضا عماد متعب حاضرا هو وكل الرياضيين والسياسيين والإعلاميين الفنانين ورجال الأعمال من أبناء الشرقية.