قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، السبت، إن ما تقوم به بعض الجماعات المتطرفة من تشويه لصورة الإسلام لا يمت للإسلام بصلة والإسلام منه براء، ولا يمت للأديان كلها على الإطلاق ولا الإنسانية بأي صلة أو صفة، وجميع الأديان تجمع على حرمة سفك الدماء أو الاعتداء على أعراضهم.
وأضاف «جمعة»، في كلمته بمؤتمر «دور المؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التحديات: الواقع والمأمول نقد ذاتي ورؤية موضوعية» بمشاركة أكثر من 120 وزيرًا وعالمًا ومفتيًا من مصر وخارجها من أكثر من 35 دولة المنعقد في أسوان، أن «الإسلاموفوبيا واضطهاد الجماعات المتطرفة للمسلمين ومحاولات النيل منهم، كل ذلك يسهم في دعم الفكر المتطرف، مما يتطلب التأكيد على عدم ربط الإرهاب بالإسلام، وأننا ضحايا ولسنا جلادين على الإطلاق، ونوضح ذلك للعالم بلغاته المختلفة وإصدار تشريع دولي يجرم الاعتداء الطائفي ضد المسلمين في سائر البلدان».
ولفت إلى أن «هذه المؤتمرات تسهم في محاربة الإرهاب والتطرف ومساعدة مؤسسات الدولة في نبذ كل أنواع العنف والإرهاب مع التأكيد على رفضنا التطاول أو التفريط في أي شريعة أو ثوابت الدين»، مشيرًا إلى أنه تمت ترجمة وشرح توصيات مؤتمر العام الماضي إلى 5 لغات بيع منها 4 طبعات ويتم طباعة ما يزيد على نصف مليون نسخة الطبعة الخامسة.
وأشار إلى أن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أصدر مؤخرًا كتابه «حماية الكنائس في الإسلام للتأكيد على أعلى درجات التسامح»، لافتًا إلى أن «مصر في هذه الدورة من مجلس الأمن هي رئيس لجنة مكافحة التطرف، ومن ثَم فإننا نعمل على أن نصدر في الجلسة الختامية وثيقة مصر لنبذ التطرف والتمييز العنصري لتكون تحت يدي وزارة الخارجية المصرية». وأوضح أن هذه الوثيقة تتضمن التأكيد على رفض كل ألوان التطرف والإرهاب ورفض كل أنواع التمييز العنصري سواء على أساس الدين أو اللون أو الجنس وأهمية العيش والاحترام المتبادل بين البشر على أرضية إنسانية خالصة.
وطالب «جمعة»، في كلمته، بـ«مراجعة الذات والآليات التي نستخدمها في تناول الخطاب الديني سواء كنا أفرادا أو مؤسسات لتعزيز الجوانب الإيجابية وحل المشكلات وتلافي السلبيات دون تهويل». ووجه الوزير الشكر لمجدي حجازي، محافظ أسوان، ولقيادات المحافظة على الجهد المبذول لتنظيم هذا المؤتمر.
وغاب عن حضور المؤتمر كلاً من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لوجوده في السنغال والكاميرون، وبحسب مصادر مطلعة فإن شيخ الأزهر لم ينيب أيًا من مساعديه وكان العرف السابق أن ينيب «الطيب» عباس شومان وكيل الأزهر أو رئيس جامعة الأزهر أو الدكتور محيي الدين عفيفي أمين مجمع البحوث الإسلامية.