رسالة إلى مؤسس «المصرى اليوم».. أحسنت

شوقي السيد الخميس 12-05-2016 21:28

كتب الأستاذ صلاح دياب، مؤسس جريدة «المصرى اليوم»، فى صدر الصحيفة، بالأمس، رسالة وجهها، لأول مرة، إلى قراء الجريدة.. وإلى كل من يهمه الأمر.. مؤكداً ما هو مؤكد فى ضمير الرأى العام، «ما قدمته الصحيفة فى تاريخها الصحفى على مدى اثنى عشر عاماً، وما اتبعته من قواعد الحوكمة والإدارة الرشيدة.. وحرية التشاور والنقاش»، واتباع الاستقلالية والمهنية، استقلالاً عن السلطة السياسية وعن القوى السياسية، بلا تبعية يميناً أو يساراً، بمراعاة مصالح الوطن العليا.. والبحث عن المصالح الوطنية العليا، وهذا حق والبحث عن الحقيقة بحلوها ومرها.. فكان نجاحها فى حجز مكان مرموق فى الصحافة المصرية المسؤولة، وهذه حقيقة.

ولم تقف رسالة مؤسس الصحيفة عند هذا الحد، بل اعترف لنا بشجاعة، تُحسب له ويُحسد عليها، أنها قد خرجت عن خط هذه المبادئ، التى رسخت لها على مدى تاريخها، فى متابعة الأزمة الأخيرة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، فتداخلت الصحيفة مع النقابة وتبنت موقفها بالكامل وتبنت مواقفها التحريرية اعتماداً على موقف واحد، بالحجب أو التصريح، واتخذت مواقف سياسية، ليست من صميم عملها أو مهنيتها، بالمطالبة بتغيير وزير وطلب اعتذار الدولة، وهى تصرفات فى جوهرها واجب الأحزاب السياسية ومجلس النواب والأجهزة القضائية، وأن هذا الخلط واحد من الأمراض السائدة فى المجتمع، وأن ذلك لم يكن لـ«المصرى اليوم» الوقوع فيه.. واختتم مؤسس «المصرى اليوم» «بتعهد» أمام الرأى العام بأن الخطأ لن تكرره الصحيفة مرة أخرى.. مؤكداً على تمسكها باستقلاليتها ومهنيتها اليوم أكثر من أى وقت مضى.. وأن انحيازها الوحيد، للقارئ والحق.

نعم.. أحسنت

لأن الرسالة قد جمعت بين شجاعة الاعتراف والمواجهة، وترسيخ مبادئ الاستقلالية والحيادية والمهنية فى ذات الوقت، مع الالتزام بالاستمرار فى اتباع المصداقية والمهنية ومواثيق الشرف، وهى كلها تأكيد لمبادئ الحرية المسؤولة.. وحق الرأى العام فى المعرفة بغير إثارة أو تضليل، وهذا الإقرار والاعتراف والتعهد من جانب الأستاذ صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، من شأنه أن يحافظ على حرية الصحافة ويحميها ويزيد من مصداقية الصحيفة.. ويزيد من مقامها لدى الرأى العام وفى ضمير المجتمع.. لأن الصحافة إذا كانت حارسة للمجتمع وحقوق الناس، فهى أيضاً فى حاجة إلى من يحرسها ويحميها، بالبعد عن المزايدات والصراعات.. لتكون الصحافة معبرة عن الرأى العام بحرية وحيادية لأن الحرية أساسها المسؤولية، احتراماً لحق المجتمع والمواطن فى المعرفة، ويجعل ذلك من الرسالة نبراساً وهدى.. ولهذا كان حقاً علينا أن نقول لصاحب الرسالة ومؤسس الصحيفة: لقد أجدت وأحسنت.


Dr-shawky-lawfirm@hotmail.com