فى حب طنطا

ياسر أيوب الخميس 12-05-2016 21:28

أتوقع غياب كثيرين جداً عن الاحتفال الذى يقيمه نادى طنطا الليلة بمناسبة صعوده للدورى الممتاز لكرة القدم.. لكننى أتوقف أمام ثلاثة من هؤلاء الكثيرين، أحب أن يكونوا حاضرين هذا الاحتفال.. الخديو إسماعيل الذى قرر أن تصبح طنطا المدينة الأكبر فى الوجه البحرى، فمهّد الطرقات إليها، ومد خطوط السكك الحديدية، وبنى المصانع والمصالح والمحالج.. ورجل الأعمال الاسكتلندى جيمس إنجليز، الذى هاجر إلى طنطا فى شبابه وأقام فيها ليعمل فى مجال القطن ونجح، وامتلك ثروة ضخمة ووقع فى غرام طنطا، حتى إنه بعد عودته إلى اسكتلندا بنى فيها قصرا ضخما له ومصنعا جديدا للغزل وأطلق على الإثنين اسم طنطا.. واللواء محمد سعيد باشا العزبى، مدير مديرية الغربية، الذى بدأ منذ عام 1928 يحلم بنادٍ كبير يليق بمدينة جميلة مثل طنطا، ولم يتحقق الحلم إلا عام 1932 بافتتاح نادى البلدية، الذى كان وقتها أجمل أندية مصر.. ولهذا كانت الرغبة الملكية فى إطلاق اسم الملك فؤاد على هذا النادى عام 1936، ثم أصبح نادى فاروق حتى قيام ثورة يوليو عام 1952، لتتمكن مدينة طنطا أخيرا من أن تضع اسمها على النادى الجميل الذى بناه أولادها بأموالهم وأحلامهم وعنادهم وطموحاتهم.. وقصدت باختيارى لهؤلاء الثلاثة تحديدا كثيرا من المعانى والدلالات.. فالخديو إسماعيل علمنا أن المدن لا تكبر أو تقوى بالأغانى وخطب السياسة وقصائد الشعر وحلقات الذكر، ولكن بالصناعة والزراعة والتجارة والبناء والطرق والأحلام الحقيقية.. وترك لنا إسماعيل طنطا مدينة كبيرة وقوية وناجحة بالفعل، لكننا أهملناها وحقدنا عليها وأحببناها مجرد واحدة من المدن المنسية التى تعيش فى ظل القاهرة وبقاياها.. وأتمنى أن يقتدى اللواء أحمد صقر، محافظ الغربية، اليوم، باللواء محمد سعيد باشا العزبى ويدرك أن هذا النادى ليس مجرد كماليات أو شىء ثانوى وهامشى، لكنه يمكن أن يصبح نواة للانتماء، ورمزا للنجاح والنمو، ودليلا على القوة والكبرياء.. أما الاسكتلندى جيمس إنجليز فهو رمز العشق لطنطا والانتماء لها أيضا.. ويحتاج أهل طنطا الآن لهذا العشق مثلما يحتاجه أيضا نادى طنطا فى مشواره الجديد.. وكل من يقرأ تاريخ طنطا فى المائتى سنة الماضية سيقع بالتأكيد فى حب هذه المدينة الاستثنائية وسيحترم أهلها وعذاباتها وانتصاراتها ودموعها أيضا.. فتاريخ طنطا وحكايتها أكبر من السيد البدوى أو الحلوى والحمص وحب العزيز.. أما فايز عريبى.. الرئيس الحالى لنادى طنطا، وصاحب احتفال الليلة.. فهو بالتأكيد يعرف أكثر منى أهمية نادى طنطا ومكانته وضرورته وقيمته أيضا.. نادى الملوك الجميل والأنيق الذى يلعب كرة القدم منذ زمن طويل جدا وقدم الكثير من النجوم وعاش الكثير من الأحلام.. وشارك فى الدورى الممتاز منذ عام 1956 ولعشر سنوات متتالية ليهبط ويصعد من جديد ثلاث مرات من قبل، وهذه هى المرة الخامسة لطنطا فى الممتاز.. وأرجو أن تكون الأخيرة ليبقى طنطا فى الممتاز والأضواء.. المدينة والنادى وكل أهل طنطا الذين يبقون دائما أجمل وأغلى ما فى طنطا.. وأنا واثق أن فايز عريبى وزملاءه قادرون على ذلك.