مخاطرة حقيقية، يتعرض لها أغلب من تضطرهم ظروفهم إلى استخدام نفق باغوص فى الشرابية، ليس فقط لإظلام النفق الموحش، ولا الرعب الذى يسيطر على المارة فيه، لكن لأنه تحول إلى وكر يستخدمه الخارجون عن القانون، إما لسرقة المارة بالإكراه وترويعهم، أو للاختفاء فيه وتعاطى المخدرات. لا فارق بين منتصف الليل وعز الظهر، فالسرقة بالإكراه داخل النفق لا يمنعها شىء، حسب تأكيد هبة، التى تعرضت لسرقة هاتفها المحمول بالإكراه داخل النفق، فى الثامنة صباحاً، ورغم استغاثتها فإنها لم تجد من يغيثها وينقذها من اللص.. هبة لم تكن وحدها فى شكواها، إذ شاركها أغلب سكان الشرابية، حيث أجمعوا على أن النفق تحول إلى مصدر خطر عليهم، ولا يوجد أمامهم سوى حلين: إما أن يعبروه وهم يعلمون أن لصاً سيعترض طريقهم، أو يستغنوا عنه، وهو ما لا يستطيعونه، وإما أن توجد حراسة داخل النفق، وهو ما أعيتهم المطالبة به.
ويروى محمد جمعة، أحد أهالى المنطقة: «كان لدينا أمين شرطة دائم فى النفق، لكنه اختفى منذ عام، ومن وقتها والحوادث لا تنقطع، وكل يوم نسمع عن حادث، وآخرها قبل يومين وجدت فتاة تخرج جرياً من النفق وخلفها رجل يرتدى جلباباً صعيدياً، وعندما صرخت فر هارباً».
البديل الوحيد عن استخدام هذا النفق، حسب تأكيد الأهالى، هو كوبرى غمرة أو الزعبلاوى، ولكنهما بعيدان عن المنطقة. نادية ناشد تضطر يومياً إلى الخروج مع ابنتها لتوصيلها إلى سيارة عملها التى تنتظرها فى نهاية النفق، وذلك لحمايتها من مخاطر عبور النفق، ومبررها: «كفاية اللى سمعناه عن مدرسة اللغة الإنجليزية اللى اغتصبوها وسرقوها فى النفق».