إنها حقاً مسابقة الأساتذة، فأغلب الأفلام لمخرجين يتربعون على قمة السينما فى بلادهم والعالم: البريطانى كين لوش، والبلجيكيين جان- بيير ولوك داردينى، والفرنسى برونو دومونت، والرومانى كرستيان مونجيو، والخمسة سبق أن فازوا بالسعفة الذهبية، بل وفاز بها الإخوان داردينى مرتين. وهناك أيضاً الإسبانى بيدرو ألمودوفار، والأمريكى جيم جارموش، والفلبينى بيرلانتيميندوزا، والكورى بارك شان- ووك، والإيرانى أصغر فارهادى، والبريطانية أندريه أرنولد، وهى إحدى ثلاث مخرجات يشتركن فى المسابقة مع الفرنسية نيكول جارسيا والألمانية مارين آدى.
وأربعة فقط من الـ22 مخرجاً ومخرجة يشتركون لأول مرة فى المسابقة، وهم مارين آدى وكليبرميندوزا فيلو وآلانجيرودى وكريستى بيو. وأغلب الذين اشتركوا من قبل فازوا بجوائز مختلفة.
ومن اللافت اشتراك رومانيا بفيلمين لأول مرة، وهو ما يؤكد أنها أصبحت من أهم سينمات أوروبا. ومن اللافت أيضاً غياب السينما الإيطالية عن المسابقة التى ندر أن غابت عنها طوال تاريخ المهرجان. والمؤكد أن السبب فى ذلك ما حدث العام الماضى عندما كان الاشتراك الإيطالى فى المسابقة بثلاثة من روائع السينما المعاصرة لثلاثة من كبار المخرجين، وهم نانى موريتى وماريو مارتونى وباولوسورينتينو، ورغم ذلك لم تفز أى من الأفلام الثلاثة بأى جائزة، ورغم استحقاق فيلم سورينتينو «الشباب» للفوز بالسعفة بكل وأى المقاييس.
عشرة من كبار الممثلات
ويتنافس على جائزة أحسن ممثلة 10 من كبار الممثلات فى السينما الفرنسية والعالمية، وعلى رأسهن ماريون كوتيلار فى فيلمى «من أرض القمر» و«إنها حقاً نهاية العالم»، وهى التى ظلمتها لجنة تحكيم العام الماضى أيضاً عندما لم تفز عن دور الليدى ماكبث فى فيلم كورزيل.
وهناك أيضاً من ممثلات السينما الفرنسية إيزابيل هوبير فى «هى»، وجولييت بينوشوفاليريا برونى- ديتشى فى «خليج سلاك»، وناتالى باى وليا سيدو فى «إنها حقاً نهاية العالم». والمنافسة شرسة بينهن وبين البرازيلية سونيا براجا فى «برج الدلو»، والأمريكية شارلز ثيرون فى «الوجه الأخير»، والإيرانية التى تعيش فى المنفى جولشيفيتفرحاتى فى «باترسون»، والإسبانية إيما سواريس فى «جولييتا».
والمنافسة أقل شراسة على جائزة أحسن ممثل، ومنهم فينسنت كاسيل فى «إنها حقاً نهاية العالم»، وخافيربارديم وجان رينو فى «الوجه الأخير»، وكينوريفز فى «شيطان النيون». وبالطبع ربما يكون هناك من الأسماء غير المعروفة من يتفوق على الأسماء الكبيرة، فالعبرة بالأعمال وليست بالأسماء.
سعفة الأفلام الطويلة
يرأس لجنة تحكيم مسابقة السعفة الذهبية للأفلام الطويلة المخرج الأسترالى جورج ميللر (70 سنة)، وهو مخرج كبير، ولكنه ليس من المخرجين المؤلفين، ورغم أن أغلب مخرجى أفلام المسابقة من المخرجين المؤلفين.
ويعرف ميللر برباعية «ماد المجنون» أعوام 1979 و1981 و1985 و2015. وقد عرض الجزء الرابع فى مهرجان «كان» العام الماضى خارج المسابقة ورشح لعشر جوائز أوسكار وفاز بست منها.
وأعضاء اللجنة الثمانية أربعة سينمائيين وأربع سينمائيات، 5 من أوروبا (2 من فرنسا وواحد من كل من المجر والدانمرك وإيطاليا)، وواحد من كل من الولايات المتحدة وكندا وإيران. وهم أربعة ممثلين وثلاثة مخرجين ومنتجة.
المخرجون هم المجرى لازلونيميس الذى فاز عن فيلمه الروائى الطويل الأول «ابن سول» بالجائزة الكبرى فى «كان» العام الماضى، كما فاز الفيلم بجائزة أحسن فيلم أجنبى فى مسابقتى «الأوسكار» و«جولدن جلوب». والفرنسى أرنو ديبليشان الذى عرضت أغلب أفلامه فى «كان» منذ أول فيلم، وهو «الحارس» عام 1990. وتجمع الإيطالية فاليرياجولينو بين التمثيل والإخراج، وقد فازت مرتين بجائزة أحسن ممثلة فى مهرجان فينسيا، وعرض فيلمها الأول كمخرجة «عسل» فى «نظرة خاصة» فى مهرجان كان 2013.
الممثلون أكبرهم الكندى دونالد سوثرلاند الذى اشترك فى تمثيل أكثر من 150 فيلماً فى كندا وهوليود وأوروبا، وعمل مع مجموعة من أعلام الإخراج فى تاريخ السينما مثل ألتمان وأوليفر ستون وفيللينيوبيرتلوتشى. والدانمركى مادسميكلسين الذى فاز بجائزة أحسن ممثل فى كان 2012 عن دوره فى «الصيد» إخراج توماس فينتربرج. والأمريكية كرستين دونست التى فازت بجائزة أحسن ممثلة فى «كان» 2011 عن دورها فى «مناخوليا» إخراج لارس فون ترير. والفرنسية فانيسابارادى التى تعرف أيضاً كمغنية.
أما المنتجة فهى الإيرانية كاتايون شهابى التى أسست شركتها الخاصة عام 2012، واشتركت فى «نظرة خاصة» العام الماضى بفيلم «ناهد» إخراج إيداباناهاندى.
واللجنة بهذا التكوين المتنوع، وكل أعضائها مواهب كبرى من أجيال متعددة، تجعل كل متابع يتفاءل بالجوائز التى ستقررها، وهى مهمة صعبة مع وجود عدد كبير من أساتذة الإخراج والتمثيل وفنون السينما المختلفة فى المسابقة.
سعفة الأفلام القصيرة
وتتكون لجنة تحكيم مسابقتى الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة برئاسة المخرجة اليابانية ناعومى كواسى، وعضوية الممثلة الكندية ماري- جوزيه كروز، والمخرجين الفرنسى جان- مارى لاريو، والرومانى رادو مونتين، والأرجنتينى سانتياجو لوزا.
نظرة خاصة
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة نظرة خاصة للأفلام الطويلة برئاسة الممثلة السويسرية مارتا كيللر، وعضوية المخرجة النمساوية جيسكاهاوسنر، والممثلة الفرنسية سيلين ساليتى، والمخرج السويدى روبين أوستلوند، والمخرج المكسيكى ديجو لونا.
الكاميرا الذهبية
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الكاميرا الذهبية لأحسن فيلم طويل أول لمخرجة فى برنامج المهرجان والبرنامجين الموازيين برئاسة المخرجة الفرنسية كاترين كورسينى، وعضوية المنتج الروسى ألكساندر رودنيانسكى، ومن فرنسا الخبيرة إيزابيل فريللى، ومدير التصوير جان- مارى درجو، والناقد جان- كريستوف بيرجو. ويتنافس على الفوز بالجائزة هذا العام 30 فيلماً (8 فى «نظرة خاصة»، و4 فى «أفلام عن السينما»، و12 فى «أسبوع النقاد، و6 فى «نصف شهر المخرجين»).
جان- بيير ليو يفوز بالسعفة الذهبية الشرفية
أعلنت إدارة مهرجان كان عشية الافتتاح عن منح الممثل الفرنسى جان- بيير ليو السعفة الذهبية الشرفية لدورة هذا العام، والتى تسلم إليه فى حفل الختام يوم 22 مايو.
«ليو» من أساطير التمثيل فى السينما الفرنسية، ارتبط اسمه بالموجة الجديدة فى نهاية الخمسينيات، عندما مثل أول أدواره وهو فى الرابعة عشرة من عمره، فى أول أفلام تروفو «400 ضربة» وهو دور أنتون دونيل. كما مثل فى أفلام من إخراج جودار وبيرتولوتشى وريفيت وأوستاش.
يشهد المهرجان عرض «مذكر- مؤنث» إخراج جودار عام 1966 فى «كلاسيكيات كان»، وعرض أحدث أفلامه «موت لويس الرابع عشر» إخراج ألبرت سيرا خارج المسابقة.
السعفة الذهبية الشرفية مثل الدب الذهبى الشرفى فى مهرجان برلين، والأسد الذهبى الشرفى فى مهرجان فينيسيا، والأوسكار الذهبى الشرفى تمنح لشخصية واحدة كل عام عن مجموع أفلامها. وبذلك يكون للتكريم قيمته ورونقه، وليس كما فى طوابير التكريم فى بعض المهرجانات المصرية.