إلى الصحفيين: إنتو نور عنيّا..!

علاء الغطريفي الأحد 08-05-2016 21:28

إذا قرأت العنوان فقد تستسلم للرغبة فى التأويل، ولهذا سأقطع عليك الطريق، فهو مجرد مدخل من صحفى يرى مَن شوهوه أنه أحد «البلطجية» الذين استهدفهم «مواطنون شرفاء»، ومعهم قطاع من المصريين يرانا أصل الشرور فى الكون الفسيح، بل عند البعض خونة وعملاء مع باقى «كومبو الاستهداف».

«1»

إذا سلكت طريقا تظن أنه الحق فالزمه، فالأفضل لك أن تحرص على ما ترى ولا تستسلم للخشية من اللائمين الذين يريدونك أحد العوام الذين يهللون مع القطيع، أو يقفون عند حاجز يستخدمون فيه الأصابع للتعبير عن آرائهم.

«2»

يقول إدوارد سعيد: إن المثقف الذى يدفعه إحساس المنفى لا يستجيب إلى منطق ما هو تقليدى عرفى، بل إلى شجاعة التجاسر وإلى تمثيل التغيير والتقدم إلى الأمام لا إلى الثبات دون حركة، أى «قدَرك المواجهة وليس الهروب».

«3»

الانتحار قد يأتيك فى لحظات تظن فيها أنك قوى أو أنك تسيطر على الأمور، فى حين أن التربة هشة لا يمكن للحوائط أن تستقر عليها.

«4»

الكلمة نور.. الكلمة برهان.. الكلمة وطن.. ولهذا يخافها السلطان وتخشاها الأنظمة، فمَن يعاديها تستحيل عليه الأمور ويصبح مثل الذى ظن أنه المتحكم، فاكتشف أنه كان يجمع هشيما ستذروه الرياح آجلا أو عاجلا.

«5»

«إبليس» هناك فى الطرقات وبين مهنيين نبلاء ويظهر كطيف أو ظلال على بعد خطوات من أصوات الحرية، فهل صحح إبليس المسار من قبل، أبدا وكلا، فهو متكبر ملعون.

«6»

«الجهل هو القوة» وكما قال «اروويل»: إن كان التحرر يعنى شيئا فهو الحق فى أن تقول للناس ما لا يَوَدُّون سماعه.

«7»

الكراهية والانتقام لا يبنيان وطنا، حتى إن ظن البعض فى السلطة أنهما السبيل إلى السيطرة واستتباب الأمر، فقد فعلها السابقون ولم يفلحوا، فحتى سلاطين آل عثمان الذين حرَّكتهم الكراهية والانتقام فى مسعاهم للعرش لم يَنْجُ أولادهم من المصير الذى دفعوا إليه إخوتهم لكى يحكموا بلا منافسين محتملين أو معاندات ممن تجرى فى عروقهم دماء نبيلة.

«8»

النقابات مهنة ورسالة وإيمان والتزام، لأنها تحول النظام كله للبحث عن العدل والأفضل والأجمل «أحمد سيكوتورى الزعيم الغينى».

«9»

نحترم المختلفين معنا، وفى نفس الوقت ندعوهم أن يُعملوا العقل لكى لا يسقطوا فى أوهام التعميم، والمقصود هنا قطاعات من المتعلمين تفكر كالعوام وتُهيل التراب على الجميع لمجرد الاختلاف الذى حولوه إلى خلاف، على خلفية الانتماء السياسى أو الرضا بفكرة «نرضى بالسيئ خوفا من الأسوأ».

«10»

«الصحافة ليست جريمة»، وقدَرنا أن نقف فى مقدمة الصفوف للدفاع عن الحرية.