على مدى سنوات طويلة، ظل يحلم، رغم بساطة إمكانياته المادية والثقافية، بمشروع العمر الذى سينقذ المجتمع المصرى من كارثة محققة، فطوال عمله كسائق ميكروباص، انشغل رمضان عبدالحافظ وشهرته «مستر رمضان»، بأزمة العنوسة فى المجتمع المصرى وما تحمله من أضرار نفسية على الفتيات اللاتى تعدت أعمارهن 30 عاما، ومن هنا جاءت الفكرة: سأل رمضان نفسه لماذا لا نجمع ألفى جنيه من كل عريس ومثلهما من كل عروس ونجمع تبرعات من الفنانين ورجال الأعمال، وننشئ مشروعاً سكنياً ضخماً يضم مليون شقة لراغبى الزواج على أن تؤجر الوحدة بمبلغ بسيط لا يتعدى 70 جنيهاً شهرياً.
وليعرف الناس بمشروعه، فكر «مستر رمضان» فى تأليف كتاب ينشر فيه أفكاره وتفاصيل مشروعه، ولأنه لا يجيد القراءة والكتابة بحرفية، فقد أملى على ابنته الصغيرة التى تبلغ من العمر 13 عاما، كل ما يدور فى عقله، وخرج الكتاب فى صورة يمكن وصفها بـ»السيئة»، فهو ملىء بعبارات غير صحيحة لغويا، وجمل يصعب فهمها لعدم صياغتها بطريقة سليمة، بخلاف الأخطاء الإملائية والمعلومات المعتمدة على آراء شخصية ومقالات منشورة فى الصحف المصرية. كتاب «أحلام الشباب» الذى ألفه سائق الميكروباص السكندرى العاشق للقراءة والحاصل على الابتدائية، حاول إيجاد حل لمشكلات البطالة والسكن والزواج، وذلك بطرح مشروع «حلم المليون شقة» الذى يتكلف، وفق تقديراته، 20 مليار جنيه، ويحقق عائدا شهريا يقدر بـ70 مليون جنيه: الكتاب ده حلم حياتى وممكن أضحى عشانه بأى حاجة، بدأت العمل فيه من سنتين، لما لقيت أثناء عملى كسائق فى شركة بترول إن فيه مساحات كبيرة من الصحراء فى مصر مش مستخدمة ويمكن استغلالها لبناء مليون شقة، تكلفة كل منها 20 ألف جنيه وتتوزع على مستوى الجمهورية كلها».
وأضاف: «هيتم بناء المليون شقة من التبرعات وبالمجهود الذاتى للأفراد، هيدفع كل شخص عايز يتجوز أو يكون له شقة فى المشروع 2000 جنيه يعنى العريس يدفع 2000 والعروسة تدفع 2000 وكده هيكون عندنا 4 مليار جنيه، وبعدها نجمع من كل شخص بيحمل بطاقة شخصية أو عائلية مبلغ 10 جنيه وهو المبلغ اللى بيساوى تمن أقل كارت شحن تقريبا».
ولتوضيح أهمية مشروعه، قارن «مستر رمضان» بين مشروع مترو الأنفاق ومشروعه الذى يعتبره ابتكاراً ولم يعرضه أحد من قبل على الحكومة، فقال: «لما جيت أعمل مشروع المليون شقة وحسبت إنه هيتكلف 20 مليار جنيه، فكرت أقارنه بأهم مشروع فى مصر عشان أعرف جدواه، ولقيت من قراءتى للجرايد إن الحكومة بتكسب من مترو الأنفاق 60 مليون جنيه شهرياً فى الوقت اللى الحكومة هتكسب من مشروعى 70 مليون جنيه شهرياً لأن أى شقة هيكون إيجارها 70 جنيه، وعشان كده يعتبر مشروع المليون شقة هو الحل الوحيد أمام الحكومة والمصريين لحل مشكلات البطالة والعنوسة والسكن».
لم يكن مشروع المليون شقة هو كل محتوى كتاب «مستر رمضان»، فقد تضمن آراءه فى بعض القضايا المحلية، كحادث مروة الشربينى وقضية هشام طلعت مصطفى، وعرض رمضان الكتاب، الذى تكلف 7500 جنيه، على جهات عليا فى أمن الدولة: «عرضت الكتاب على أمن الدولة فى الإسكندرية لأنه يخص مصر والمصريين، وكتبت رأيى الشخصى فى قضايا كتيرة لأن الكتابة عن المشروع أخذت صفحات قليلة فاضطريت أكتب مواضيع تانية عشان أقدر أطبع الكتاب». يتمنى رمضان أن يرى الرئيس مبارك كتابه، وأن تتبنى إحدى دور النشر الكتاب وتقوم بمراجعته لغويا وطبعه ونشره دون استغلال له أو للقارئ.
تبنى «مستر رمضان» لهذا المشروع وسعيه للقضاء على مشكلة العنوسة لم يكن بدافع شخصى، فهو ــ حسب وصفه ــ يعيش حياة بسيطة بلا معاناة ولا وجود لمشكلة العنوسة أو البطالة فى حياته: «حياتى حلوة جدا الحمد الله وأولادى كلهم كويسين، طلعتهم من التعليم فى الإعدادى لأنه مش جايب همه، وبنتى الكبيرة جوزتها وهى عندها 19 سنة والتانية اللى عندها 13سنة هتتجوز قريب لأن ابن عمها حاجزها، وأولادى الرجالة بيشتغلوا سواقين ميكروباص زى ما بيشتغل ابن الدكتور دكتور».