الرئيس.. صالح سليم

ياسر أيوب السبت 07-05-2016 21:37

فى حياة صالح سليم وبعد رحيله.. كان ولايزال كثيرون يتخيلون أن شهرة صالح ومكانته ونجاحه كلاعب كرة هى التى صنعت منه رئيساً ناجحاً للأهلى.. وكنت أسمع ذلك وأنقله لصالح ونضحك معاً رفضاً لهذه الرؤية الخاطئة.. فالنجاح فى الرئاسة لا علاقة له باللعب أو كرة القدم.. وكان صالح دائما يقول لى إن نجاح الرئيس يتطلب أمرين اثنين فقط.. الأول هو القوة والقدرة على أن يكون الرئيس صاحب قرار دون ضعف وارتباك أمام أى إغراء أو تهديد.. فالناس قد يقبلون رئيساً يخطئ أحيانا لكنهم أبدا لن يقبلوا أى رئيس يسبقه ضعفه وخوفه.. والثانى هو احترام الرئيس وحبه للمكان الذى يديره وأصبح مسؤولا عنه..

وقد كان صالح قوياً واستطاع أن يقول لا للجميع وقت أن قال الآخرون نعم.. كان متجرداً من أى مصالح، ولم تكن لديه حسابات خاصة تجعله يفكر ويتردد ألف مرة قبل أن يعلن قراره واختياره.. وأيضاً كان صالح عاشقاً للأهلى كلاعب ومدير للكرة وعضو بمجلس الإدارة ثم كان الرئيس العاشق للأهلى.. وكان صالح يقول لى دائماً إن الفشل يبدأ حين تختلط الأدوار.. حين يتحول حب النادى والانتماء له إلى وجاهة أو منظرة.. ونجح صالح الرئيس فى الحفاظ على مكانة الأهلى وهيبته.. فالمهمة الأولى لأى رئيس هى الحفاظ على هذه الهيبة والمكانة..

وقد كان صالح أحد الذين آمنوا أن رئاسة النادى الأهلى وحدها شرف يستحق أن يكتفى به صاحبه.. وفى حقيقة الأمر.. قضيت آخر عشر سنين فى حياة صالح قريباً منه جداً وملاصقاً له.. لم أجد أحداً آخر عاش مع الأهلى قصة حب حقيقية كتلك التى جمعت بين صالح والأهلى.. فقد أحب صالح الأهلى إلى حد أن الرجل الذى اعتاد الناس رؤيته كجبل من صلب وكبرياء.. كان من الممكن أن يهتز ويرتعش فى حالة خسارة الأهلى.. أو يتحول إلى طفل لا يملك إلا فرحته وعفويته فى حالة فوز الأهلى.. بل وكان حبه للأهلى هو الأصل والأساس فى حب الناس لصالح سليم.. ولا يعلم كثيرون أن صالح نتيجة هذا الحب خسر الكثير من الأصدقاء الذين طلبوا استثناءهم من القواعد والنظم المطبقة داخل الأهلى..

ورفض صالح.. وكان يعدد لى بعض أسماء هؤلاء وهو يقول لى إنه يستطيع أن يجامل من يشاء فى بيته أو شركته الخاصة لكن ليس فى الأهلى أو على حساب الأهلى.. وكان حب صالح للأهلى هو أول وأهم أسباب نجاحه كرئيس للنادى الكبير تماماً مثلما هو أهم سبب لنجاح أى رئيس فى أى مكان ومجال وأى زمان أيضاً..

فالرئاسة مع هذا الحب تصبح هى المكافأة التى يستحقها الرئيس ومن أجلها يبقى الرئيس مديناً طول الوقت ومطالبا بأن يلتزم بقواعد الحب وعطائه لا أن يصبح الرئيس هو صاحب الفضل الذى لابد أن يمتن له الناس لبقائه رئيسا.. الحب والمصارحة وعدم المجاملة والوضوح هى التى دوما تصنع أى رئيس ناجح.