ماذا نزرع.. فى الأرض الجديدة؟!

عباس الطرابيلي السبت 07-05-2016 21:53

شدتنى، كما شدت كل المصريين، النتائج الأولية لزراعة القمح فى واحة الفرافرة، فى شمال غرب مصر، فى الوادى الجديد.. ربما بسبب حلم المصريين فى أن نقلل ما أمكن من كميات ما نستورده من قمح، من طوب الأرض. ولكن المهمة الأولى أمامنا الآن هى كيف نختار أفضل المحاصيل لنزرعها فى الأرض الجديدة، وما هى السلالات الجيدة التى يجب أن ندخلها، وبالذات من عالية الإنتاجية.. عالية الجودة.. خصوصاً أن إنتاجية الأرض القديمة هى دون المستوى المطلوب.. وهنا علينا أن نحسب لماذا إنتاجية الفدان من القمح، فى فرنسا.. أو الأرجنتين.. أو كندا، أعلى من إنتاجية الأرض المصرية؟.. هل السبب هو الإجهاد الذى أصاب الأرض المصرية، بحكم أنها تزرع منذ آلاف السنين، أم السبب هو نوعية السلالات التى نزرعها؟!

ثم.. هل عقدة القمح وعجزنا عن إنتاج ما نأكل هى التى دفعتنا إلى الاتجاه لزراعة الأرض الجديدة بالقمح؟.. خصوصاً أن ما نحتاجه يصل إلى 18 مليون طن، بينما الإنتاج المحلى لا يصل إلى ٨ ملايين طن؟.. أى نحتاج لحوالى 10 ملايين طن من القمح كل عام..

أيضاً نبحث لماذا نفكر فى زراعة القمح، بينما يمكننا أن نتجه إلى محاصيل أخرى نراعى فيها انخفاض استهلاكها لمياه الرى، ومقاومتها لطبيعة الصحراء.. وطبيعة التربة؟ وهل نراعى زراعتها بالشعير المقاوم للتصحر.. القادر على مقاومة ملوحة التربة؟..

هنا نقول: يجب اختيار زراعة نباتات قليلة الحاجة إلى المياه، لكى نطيل من عمر الخزان الجوفى النوبى الذى تعتمد عليه خطة استثمار مياه هذا الخزان. فلا نقبل أبداً زراعة الطماطم والخيار والموز والفلفل والبطيخ التقليدى، وأن نتجه- أيضاً- لدراسة التجارب الإسرائيلية فى زراعة المناطق الصحراوية.. لأنهم نجحوا فى زراعة أنواع معينة من الخضراوات قليلة الحاجة إلى المياه.. عالية الإنتاجية التى تفضلها الآن الأسواق الخارجية.

وفى نفس الوقت نبحث- بعمليات جدية- معالجة مياه بعض الآبار الجوفية، ليس فقط بسبب وجود نسبة ملوحة بها.. ولكن لوجود معادن مثل الحديد والمنجنيز فيها.. قبل استخدامها فى الرى..

ويطرح المهندس الزراعى إبراهيم محمد عمار ضرورة مراعاة زراعة سياج من الأشجار حول المزارع الجديدة لحماية الإنتاج بسبب طبيعة المناطق الصحراوية من الرياح الشديدة، فى هذه الأراضى المفتوحة.. لأن الرياح الشديدة تؤدى إلى سقوط الأزهار التى تتحول إلى الإنتاج.. وهى نوع من الزراعات المحمية من أشجار الكافور والجازورينا والسنط وغيرها، تكون كلها «سياجاً» نباتياً يحمى حقول القمح والشعير والذرة وغيرها.. وهنا يجب أن نتعلم من التجارب الزراعية التى نجحت فى مناطق مماثلة فى دولة الإمارات العربية، وبالذات فى منطقة العين بإمارة أبوظبى.. وفى منطقة النخيل بإمارة رأس الخيمة.. وأيضاً فى منطقة الزيد بإمارة الشارقة.

وينصح المهندس إبراهيم عمار أيضا بألا نفرح بتصدير كميات من الطماطم والخيار والكوسة.. لأننا بذلك نقوم بتصدير المياه، وليس هذه الخضراوات.. أى علينا أن نراعى ظروفنا المائية الحالية والمستقبلية.. وأن تكون وسائل الرى كلها بالرش للأراضى الحقلية.. وبالتنقيط للأراضى البستانية.. حتى ولو اضطررنا إلى تركيب عدادات عند بداية كل مزرعة..

■ ■ المهم- كما يقول هذا المهندس الزراعى- أن نزرع المناطق الجديدة بفكر زراعى واستثمارى جديد.. وألا نطبق فى الأرض الجديدة نفس الأساليب الزراعية التقليدية القديمة.

هذا إذا أردنا أن نزيد إنتاجنا الزراعى، سواء للاستهلاك المحلى.. أو للتصدير الخارجى.