جداريات ذوى الاحتياجات فى معرض «أميال الفن» بـ«المكتبة» تخطف الأنظار

كتب: رضوي عادل السبت 06-11-2010 08:00

نظمت مكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المركز الثقافى الأمريكى، معرض «جداريات أميال الفن»، أمس الأول، ضم 22 جدارية ركزت جميعها على معالم المدينة، التى تميزها عن غيرها من محافظات، وبرزت بينها جداريتان لم تكونا على درجة عالية من الدقة فى الصنع ولا المهارة فى استخدام الخطوط والألوان، ولكن كان سر اختلافهما يكمن فى أنهما من صنع مجموعة من ضعيفات البصر التابعين لإحدى المدارس التى تستقبل هذا النوع من التلاميذ، ومجموعة أخرى من الصم والبكم.

قالت تهانى نوح، المشرفة على مدرسة النور للمكفوفات، إن ست فتيات من ضعاف البصر شاركن فى رسم وتلوين الجدارية، التى احتوت على مجموعة من الأشكال التى تعبر عن عنوان المعرض «فى حب الإسكندرية»، مثل «عروسة البحر» و«الصياد» و«قلعة قايتباى» و«الفنار»، لأن الفكرة كانت تدور حول الاحتفال بالمدينة عاصمة للسياحة العربية 2010.

وأضافت لـ«إسكندرية اليوم»: «سيطرت الأحجام الكبيرة على الرسومات حتى تستطيع الفتيات تجنب التفاصيل الدقيقة التى يصعب عليهن رسمها وتخيلها، وساعدهم المشرفون على تطوير ما لديهم من معلومات مسبقة».

وعن فكرة الدمج الاجتماعى للتلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة، قال مرزوق عبدالمجيد، وكيل كلية التربية لشؤون تعليم الطلاب، إن هناك ثلاثة أنواع من الدمج للتلاميذ الذين لا تناسبهم ظروف المدرسة العادية، سواء من المعاقين أو الموهوبين، وهى الدمج الكلى فى نفس الفصل، ويحدث فى أنواع الإعاقة البسيطة مثل ضعف السمع أو البصر، والدمج الجزئى مع التلاميذ العاديين فى جزء من الوقت أثناء اليوم الدراسى، ويحدث مع الحالات التى يكون فيها مستوى الإعاقة أعلى، وأخيراً الدمج الاجتماعى من خلال الأنشطة الفنية والرياضية فقط.

وأكد «عبدالمجيد» أن سياسة الدمج الغرض منها هو كسر الحاجز النفسى بين ذوى الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين، الذين غالباً ما تكون نظرتهم للمعاق نظرة شفقة أو نفور، مشيراً إلى أن الدول الغربية تعامل ذوى الاحتياجات الخاصة على أنهم أطفال عاديون، ومن الممكن أن يخرج من بينهم مبدعون وموهوبون ومثقفون، وهو الاتجاه الذى تسعى الكثير من الدول العربية إلى تطبيقه فى الفترة الحالية.

وعن تأثير الإعاقة على أنماط الفنون التى يمارسها ذوى الاحتياجات الخاصة، أوضح «عبدالمجيد» أن المعاقين حينما يمارسون فناً، فإنهم يميلون للتنفيث عن مشاعرهم من خلال هذا الفن، فيصبح هذا هو شغله الشاغل، وترى التأثر بنوع الإعاقة ظاهراً فى كل إنتاجهم.