كنيسة مريم العذراء «سيدة الكرمل» ببولاق

كتب: اخبار الخميس 05-05-2016 21:26

وسط الحارات الضيقة وبين العمارات والمنازل القديمة بمنطقة بولاق أبوالعلا، تقع هذه الكنيسة الأثرية.. كنيسة «سيدة الكرمل» فى 7 شارع البابور الفرنساوى بالقرب من وزارة الخارجية.

الكنيسة عبارة عن مبنى كبير تملؤه المزروعات، وتميزه شجرة كبيرة مقطوعة فروعها لترسم صليباً كبيراً، وراء تلك الشجرة تجد مبنى ملحقا بالكنيسة هو مقر للرهبان، عبارة عن طابقين.. الثانى سكن للرهبان، أما الطابق الأول فمكون من 11 غرفة مخصصة لاستقبال الجمهور، فى واحدة من تلك الغرف قابلنا راعى الكنيسة الأب حنا شاكر، الذى أشار فى البداية إلى أن تاريخ بناء الكنيسة يعود إلى العام 1926، وشيدتها الجالية المالطية، حيث كان أغلبية سكان منطقة بولاق من الجالية المالطية وكانوا بحاجة إلى مكان للصلاة والتعبد. ويضيف: كان الرهبان الفرنسيسكان يأتون من الأراضى المقدسة إلى منطقة الموسكى لخدمة الكنيسة، وبعد أن وصل عدد الجالية إلى نحو 3600 فرد، بدأوا فى تعيين اثنين من الكهنة لخدمة الجالية وكانت اللغة السائدة هى اللغة الفرنسية، أما تبعية الكنيسة فكانت لروما مباشرة، واستمرت تلك التبعية إلى أن تسلمها الآباء الفرنسيسكان التابعون للإقليم المصرى فى العام 1926 وتكرست أو انتهى البناء فى العام 1928ولم يتم ترميم أى جزء فيها إلى الآن سوى الهيكل.

تبلغ مساحة الكنيسة نحو 56 مترا طولا و26 مترا عرضا، تحولت الكنيسة عام 2003 من اللاتينية إلى القبطية، وأدى هذا التحول إلى تغيير اللغة المستخدمة ودخل المصريون للصلاة فى الكنيسة، فقد كانت مخصصة للأجانب فقط.

ويشير الأب شاكر إلى أن بناء الكنيسة تم على ثلاث مراحل، فى البداية كانت عبارة عن مبنى صغير، وبعد زيادة عدد المؤمنين توسعت، ولما وصل عدد المصلين بالكنيسة إلى أكثر من إلى 3500 فرد اضطر الفرنسيسكان إلى بنائها للمرة الثالثة، والكنيسة مسجلة بجهاز التنسيق الحضارى ضمن المبانى ذات الطابع المعمارى المتميز.

تقدم كنيسة سيدة الكرمل خدمات كثيرة منها قاعات للمناسبات العامة، ومبنى للحضانة ومبنى آخر لمدارس الأحد ابتدائى وإعدادى وثانوى، وللكنيسة ثلاثة خدام هم الأب حنا شاكر والأب فيليب فرج الله والأخ شاربل مجدى، ومدة الراهب الواحد لا تزيد على 6 سنوات، ويمكن اختياره فترة أخرى مدتها 3 سنوات بعكس الأقباط الأرثوذكس، فرهبان الكنيسة رسوليون لا يرسمون على كنيسة معينة وإنما يتنقلون تبعا لحاجة الأماكن الأخرى للخدمات كما يقول الأب شاكر، واختيار الراهب يكون بالانتخاب. والزى الرسمى للرهبان هو الثوب الفرنسيسكانى ذو اللون البنى، ويلبس عليه الراهب حبلا معقودا بثلاث عُقد ترمز لثلاثة ندور هى الفقر والطاعة والعفة. والراهب إما أن يكون من« النسكيين» أى فى حياة تعبدية داخل الدير لا يخرج منه أبداً، أو من «الرسوليين» الذين يخرجون لخدمة الناس.

ويضيف الأب شاكر أن للكنيسة أعيادا خاصة هى عيد تكريس الكنيسة يكون يوم 16 يوليو، وعيد الشموع نحتفل به يوم الخميس الثانى من شهر ديسمبر، إضافة إلى عيد القديسة ريتا شفيعة الحالات المستعصية يوم 22 من شهر مايو، وعيد القديس أنطونيوس البدوانى يوم 13 يونيو.

بعد انتهاء حديثنا مع الأب، اصطحبنا إلى داخل الكنيسة التى يعمل بها 4 عمال فقط، وتستند الكنيسة إلى 39 عاموداً ترمز للـ 39 جلدة التى تلقاها يسوع المسيح قبل صلبه، وهى مصممة على الطراز البيزنطى الرومانى الذى جعل أركانها تأخذ شكل صليب كبير، ثم تقسم الكنيسة إلى قسمين، الأول هو مكان مخصص للكهنة يسمى «قدس الأقداس» وخلفه مباشرة مكان يسمى «كورو»، عبارة عن مقاعد لجلوس الدارسين، والقسم الثانى حصن الكنيسة أو قسم الشعب، وسقف الكنيسة مرتفع للغاية ومزين برسومات للقديسين بألوان زاهية رغم مرور الزمن.