فى الوقت الذى أعلنت فيه السلطة الفلسطينية عن «مهلة جديدة» للولايات المتحدة لمحاولة إحياء المفاوضات المتوقفة مع إسرائيل، شن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» هجوما لاذعا على حركة حماس واتهمها بأنها موالية لإيران بما يعرقل المصالحة الفلسطينية، كما أدان مجددا الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة بما يقوض جهود السلام، ولوح إلى وجود بدائل أمام الفلسطينيين لإحياء مشروع دولتهم المستقلة باللجوء إلى الأمم المتحدة.
وقال أبومازن فى مقابلة مع شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية، إن «حماس ومن يقف وراءها ـ فى إشارة إلى إيران ـ تبطئ جهود المصالحة الفلسطينية وجهود التسوية مع إسرائيل»، وأضاف: «إيران تضغط على حماس حتى لا تكون جزءا فى أى تسوية مستقبلية، وأن الإيرانيين يستخدمون حماس كورقة ضغط فى مفاوضاتهم مع المجتمع الدولى، فيما يتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى».
وتابع أن الفلسطينيين سيطالبون بتفكيك جميع المستوطنات اليهودية غير الشرعية التى تم إنشاؤها فى الضفة الغربية منذ حرب 1967، قائلا: «إن مطالبتنا بمواصلة المفاوضات بينما تجرى أعمال البناء فى المستوطنات على الأرض، أمر غير مقبول، لأنه سيأتى وقت لن نجد فيه ما نتفاوض بشأنه».
وألمح أبومازن إلى أن الفلسطينيين مازالت أمامهم عدة خيارات قد يلجأون إليها، إذا لم تسفر المفاوضات عن التقدم المنشود، من بينها أن يطلب الفلسطينيون من الأمم المتحدة وضع إطار اتفاق تسوية وتقديمه إلى الجانبين، أو اللجوء إلى مجلس الأمن الدولى أو الجمعية العامة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعهدت بدعم الجانب الفلسطينى إذا ما قرر اللجوء إلى المنظمة الدولية.
وعلى صعيد متصل، أعلنت السلطة على لسان كبير المفاوضين صائب عريقات أنها أمهلت الولايات المتحدة وقتا إضافيا، لمدة أسبوعين، لمحاولة إعادة إطلاق محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل، مؤكدة عدم التنازل عن مطلب إيقاف الاستيطان. جاءت تصريحات عريقات أمس الأول بعد اجتماعه فى واشنطن مع المبعوث الأمريكى جورج ميتشل.
وقال عريقات: «ننتظر ردا أمريكيا قريبا بشأن الاستيطان»، مشددا على أن «المفاتيح بيدى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فالاختيار يرجع له.. المستوطنات أو السلام، لا يمكن أن يحصل على الاثنين»، وبينما أكد أن المفاوضات هى خيار السلطة، فإنه ألمح إلى أن القيادة الفلسطينية تدرس خيارات أخرى منها دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.وذكر أن الحلول المقترحة الأخرى للخروج من المأزق ومنها اقتراح أن يصر الفلسطينيون على «حل الدولة الواحدة» التى تطالب فيها الأغلبية العربية بحقوق متساوية هى حلول غير واقعية.
ومن المقرر أن يزور نتنياهو الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لبحث استئناف المفاوضات بينما كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قالت إنها تعمل دون توقف لمحاولة إيجاد مخرج من المأزق.
ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون أن «هناك فرصة حقيقية» لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فى ظل الدعم الذى يحظى به رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، والانخراط العربى فى العملية السلمية ووجود أفضل شريك فلسطينى ممكن لتحقيق السلام هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.