نور الشربيني تفتح قلبها لـ«المصري اليوم» بعد إنجازها التاريخي: لم أتوقّع الفوز ببطولة العالم

كتب: كريم أبو حسـين الثلاثاء 03-05-2016 18:13

سطرت أسطورة الاسكواش المصرى، وبطلة العالم، والمصنفة الأولى، اسمها بحروف من نور في سجلات أبطال الاسكواش العالمى بعد إنجازها التاريخى وغير المسبوق بالفوز ببطولة العالم بماليزيا كأول لاعبة مصرية، فضلا عن أنها أصغر لاعبة تحقق هذا الإنجاز. وفتحت نور الشربينى قلبها لـ«المصرى اليوم»، في حوار التتويج الذي كشفت فيه عن مفاجأة من العيار الثقيل، بأنها لم تتوقع الفوز باللقب، رغم أنها كانت قد وعدت رئيس الوزراء خلال تكريمها بالقتال للفوز بالبطولة، ونسبت «نور» الإنجاز إلى مدربها عمرو شبانة، ودعم ومساندة أسرتها، وحذرت من هجرة لاعبى الاسكواش، وراهنت على قدرتها على الاحتفاظ بصدارة التنصيف العالمى، وكشفت عن سر رحيلها المفاجئ من سموحة لسبورتنج، والعديد من الأسرار والمفاجآت في حوارها التالى:

نور الشربينى تتلقى تعليمات من عمرو شبانة مدرب المنتخب

■ في البداية، مبروك الفوز ببطولة العالم وإنجازك غير المسبوق، ولكن كيف حققتِ ذلك؟

- الحمد لله، بطولة ولقب غالٍ جدا وأهم خطوة في حياتى، خصوصا أنها المرة الأولى التي تفوز فيها لاعبة مصرية ببطولة عالم، فضلا عن أنى أصغر لاعبة في التاريخ تحرز اللقب، وجاءت بعد مشوار طويل وكفاح واستعداد جيد بدأ من سنة تقريبا.

■ بصراحة هل توقعتِ الفوز باللقب؟

- رددت بابتسامتها المعهودة، بصراحة لم أتوقع الفوزباللقب، لكن سافرت وأنا مستعدة جيدا خصوصا أن هذا العام هو الأفضل في مشوارى، حيث فزت ببطولة إنجلترا المفتوحة قبل بطولة العالم والتى منحتنى دفعة معنوية وثقة غير محدودة.

■ ما عوامل تحقيقكِ هذا الإنجاز؟

- كنت جاهزة جدا فنيا وبدنيا هذا الموسم الذي حققت فيه بطولات كثيرة، ورغم الصعوبات التي واجهتنا قبل السفر وخصوصا محاولة منعنا من السفر في المطار بسبب بعض التصاريح إلا أننى عندما وصلت ماليزيا تعهدت على القتال على المنافسة على اللقب، الذي تحقق بفضل عوامل كثيرة أهمها الجهاز الفنى بقيادة عمرو شبانة، ومساندة والدى وزملائى رنيم الوليلى، ونوران جوهر، وأمنية عبدالقوى، والمدربين، وقبل هذا كله هو لعبى باسم مصر الذي دفعنى للفوز.

■ كيف؟

أنا شاركت في بطولات كثيرة جدا فردى وفرق وعندما أصل للمباراة النهائية لا يشغلنى سوى رفع علم بلدى وعزف النشيد الوطنى في كل مكان في العالم، وهذا الشعور لا يدركه سوى من يجد نفسه في هذا الموقف الصعب جدا.

■ وكيف ترين اللعب باسم مصر؟

- فخر لأى رياضى أن يمثل بلده وأنا شخصيا لن أتنازل عن اللعب باسم بلدى مهما كانت الإغراءات.

■ وماذا عن عرضى إنجلترا وأمريكا للعب باسمهما؟

- تلقيت عروضا كثيرة ليس فقط من إنجلترا وأمريكا بل من دول أخرى لكنى المبدأ مرفوض تماما فأنا مصرية وأعتز بوطنى ولن أتخلى عنها أبدا.

■ برأيكِ ما مكانة مصر في الاسكواش العالمى؟

نور الشربينى

- لو لم تسألنى هذا السؤال لأجبتك عنه حتى يعى الجميع قيمة مصر في الاسكواش، فمصر هي سيدة العالم والأولى في الاسكواش في جميع المنافسات رجالا وسيدات وناشئين وناشئات ونحن نمتلك جيلا هو الأفضل في التاريخ بدليل تواجد 5 لاعبين و5 لاعبات في قائمة أفضل 10 على العالم.

■ لكن للأسف ظاهرة هجرة اللاعبين المصريين لأمريكا وإنجلترا انتشرت جدا مؤخرا؟

- بالفعل وهذا مؤشر خطير جدا وأنا من خلال جريدتك أناشد وأطالب الدولة والمسؤولين ووزارة الرياضة واتحاد الاسكواش التدخل لوقف هجرة اللاعبين والإبقاء عليهم في مصر للاستفادة منهم وتنمية مواهبهم حتى تتواصل الأجيال ونظل قادرين على الاحتفاظ بصدارة اللعبة.

■ ولماذا يقدم البعض على الهجرة برأيك؟

- دعنا أكون صريحة معك، هذه الدول توفر للاعبين أفضل طرق التدريب والاستعدادات والدراسة في آن واحد لذلك يَقدم البعض على الهجرة، والحل في ذلك هو ضرورة توفير كافة متطلبات اللعبة في الأندية.

■ بصراحة هل هناك فرق بين بطولات الفردى والفرق؟

- إطلاقا فكل لاعب ولاعبة في الاسكواش يمنّى نفسه بتحقيق لقب أي بطولة يشارك فيها دون النظر لكون لقبها إنجازًا شخصيًّا أو عامًّا، فنحن نؤدى بنفس الأداء في جميع البطولات.

■ لكن البعض يؤكد تباين أداء اللاعبين واللاعبات في البطولات الفردية عن المنتخبات؟

- بالعكس فجميع المنتخبات ناشئين وناشئات سيدات ورجالا فازت بمعظم البطولات التي شاركنا فيها وأنا شخصيا حققت بطولة العالم فرق مع المنتخب من قبل، وهذا أفضل رد على هذا الاتهام غير الصحيح.

■ وماذا يمثل لكِ الفوز بالبطولة لأول مرة في التاريخ؟

نور الشربينى تحتفل مع والديها بكأس البطولة

- يمثل لى الكثير والكثير، لكن في الوقت ذاته حملنى مسؤولية أكبر فالوصول للقمة سهل لكن الصعب فعلا هو الحفاظ عليها.

■ بمعنى أكثر وضوحا؟

- أقصد أن الفوز بالبطولة تمّ بالفعل لكن الأهم الآن هو أن أستمر بنفس المستوى للحفاظ على الإنجاز وتكراره وأتمنى أن تنجح باقى زميلاتى في الفوز بلقب العالم لأنه حلم لأى لاعب ولاعبة، لذلك فبداية من الآن فصاعدا ستتغير طموحاتى.

■ أي طموح بعد اعتلائكِ صدارة التصنيف العالمى للعبة؟

- طموح الاحتفاظ بصدارة التنصيف أكبر وقت ممكن والتربع على عرش اللعبة خلال السنوات المقبلة وهذا ليس مستحيلا إذا تم التخطيط الجيد والاستعداد له بالشكل الأمثل، وأعتقد أننى بدأت بالفعل بالتنسيق مع أسرتى ومدربى والرعاة الخاصين بى بوضع خطة لاستثمار هذا الإنجاز والبناء عليه للمزيد في المرحلة المقبلة.

■ وهل تقارب اللاعبات معك في التنصيف يهدد هذا الطموح؟

نور الشربينى تحتفل مع والديها بكأس البطولة

- أنا أعتلى الصدارة حاليا ولن أشغل نفسى إلا بالتركيز في تحقيق أهدافى وطموحاتى مهما كانت الظروف ومهما كانت المنافسة خصوصا أن هذا حق مشروع شرط الاستمرار بنفس المستوى والاستعداد الجيد لجميع البطولات المقبلة، فنحن في نهاية الموسم ولدى متسع من الوقت للتحضير في الفترة المقبلة.

■ بعيدا عن الصدارة ما هي طموحات نور الشربينى الأخرى؟

- أحلم بتكرار إنجاز عمرو شبانة بطل العالم الذي فاز ببطولة العالم 4 مرات في إنجاز لم يتكرر مرة ثانية حتى الآن.

■ بمناسبة شبانة، كيف ترى دوره معك في بطولة العالم؟

- شبانة أسطورة الاسكواش المصرى التي يندر تكرارها، ووجوده على رأس الجهاز الفنى وكونه مستشارا فنيا للاتحاد إضافة كبيرة ومكسب أكبر لنا كلاعبين لأنه لا يبخل علينا بخبرته ولا فكره ودائما يوجهنا إلى الأفضل وله دور كبير جدا في فوزى باللقب.

■ كيف؟

- تعليمات شبانة وتوجيهاته لى في المباراة النهائية فرقت كثيرا جدا معى وساعدتنى على الفوز باللقب لاسيما أنه خاض هذه التجربة ووقف نفس الموقف أكثر من مرة من قبل ويعرف تماما كيفية التعامل مع هذه المواقف وبالفعل التزمت جدا بتعلمياته ونصائحه حتى حسمت المباراة لصالحى.

■ وماذا عن دور اتحاد الاسكواش معكم؟

نور الشربينى مع المدربين رشدى والمسلمى بعد وصولها الإسكندرية

- اتحاد الاسكواش برئاسة عاصم خليفة يفعلون ما بوسعهم من أجل ازدهار وانتشار اللعبة، ويوفرون لنا كل ما نحتاجه في حدود الإمكانيات المتاحة، ونحن نمتلك الآن أكثر من 3 أجيال.

■ وهل الاسكواش عانى من كونه لعبة فردية؟

- بلا شك فالاسكواش مظلوم في مصر ولم يأخذ حقه رغم كل الإنجازات التي تتحقق وإن كانت الفترة الأخيرة بدأ الإعلام يسلّط الدور عليه بعض الشىء.

■ لكن البعض يرى أن إدراج اللعبة أوليمبيا قد يصاحبه تراجع لمكانة مصر بسبب اهتمام دول العالم بها؟

- هذا الكلام ليس صحيحا والواقع يكذبه فنحن نتنافس مع كل دول العالم الآن وأبطالهم وفى مقدمتهم أمريكا وإنجلترا وفرنسا وأستراليا وهولندا وماليزيا وباكستان وهى من أشهر وأفضل دول العالم في الاسكواش لكننا نتفوق عليها دائما، لذلك أنا واثقة أن مصر ستظل بطلة العالم إذا أدرجت اللعبة أوليمبيا.

■ من وجهة نظرك ماذا ينقص الاسكواش المصرى؟

- لا ينقصنا سوى الدعم والمساندة الإعلامية وأنا ضد ما يردده البعض أن الاسكواش يعانى من الإهمال مثل الماضى فهذا غير صحيح، فالجميع الآن أصبح يتابع الاسكواش ويقدر دورنا بمن فيهم المسؤولون.

■ ماذا تقصدين بالمسؤولين؟

- أقصد كل مسؤولى الدولة بداية من رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، فالجميع يهتم الآن بأبطال الاسكواش ويحرصون على تكريمنا بالشكل اللائق.

■ وما رأيك في تكريم رئيس الوزراء لكِ؟

- كنت سعيدة جدا بهذا التكريم وكلام رئيس الوزراء منحنى دفعة كبيرة قبل بطولة العالم في ماليزيا خصوصا أننى وعدته بالفوز باللقب ووفيت بوعدى.

■ لماذا تنسبين كل إنجازاتك لأسرتك؟

- بدايتى مع عالم الاسكواش، كانت من خلال شقيقى عمر، فهو لاعب إسكواش وأنا أردت محاكاته وبفضل دعم ومساندة أسرتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وأسرتى وتحديدا بابا وماما هم أصحاب الفضل في أي شىء وصلت إليه في الاسكواش وخصوصا والدى الذي أعتبره تميمة الحظ فهو دائم التواجد معى في جميع البطولات وكل إنجازاتى تحققت في وجوده وآخرها بطولة العالم.

■ وهل تتذكرين أول مباراة لكِ في الاسكواش؟

- بالطبع أتذكرها جيدا وكانت في بطولة نادى سموحة وأمام سلمى هانى كان عمرى 6 سنين وخسرت منها صفر/3 في 5 دقائق وبعد ذلك أحرزت بطولة الجمهورية للناشئين تحت 11 سنة وأنا عمرى 8 سنوات في واقعة غير مسبوقة.

■ وماذا عن دور المدربين معك؟

- لن أستطيع أن أنسى اول مدرب لى الكابتن محمد مبروك رحمه الله، فهو الذي وضعنى على أول الطريق والآن لدى جهاز فنى على أعلى مستوى فنى يضم رشدى مبروك ووليد المسلمى ومدرب الأحمال كريم صهيب الذين أعتبرهم سر انجازاتى.

■ البعض فوجئ بانتقالك لسبورتنج فما السبب؟

- أنا لاعبة محترفة ووجدت في سبورتنج اهتماما أكثر وفرصة جيدة لتدريب أقوى وإعداد أفضل، فقررت الرحيل من سموحة لكن علاقتى بهم جيدة جداً.