الوصايا الخمس البريئة.. للاستمتاع بالأفلام الثلاثة الرديئة!

طارق الشناوي الإثنين 02-05-2016 20:44

نعم اسأل مجرب، كل شىء في الدنيا له قواعده، الجميل مثل القبيح في هذا الشأن، تلك هي الحقيقة، وربما تقول نحن مضطرون للتعايش مع القبح في بعض مناحى الحياة لأنه مفروض علينا، ولكن في الأعمال الفنية ما الذي يجبرنى على التعاطى معها، من حقى أن أدير وجهى بعيداً عنها، خاصة وأن التعامل مع القبح يعنى خسارة مزدوجة للوقت والمال؟ نظرياً أنت على صواب، ولكن هل تعلم عزيزى القارئ أن القاعدة في الفن هي تسيد القبح على أغلب الرقعة، بينما الجمال هو الاستثناء، لا يتجاوز الجيد في العالم كله وعلى مختلف الأصعدة الفنية 10% فقط مما يتم إنتاجه، فأنت تتواجد في الحياة وتتنفس الهواء الذي به نيتروجين 70% ولديك 5% ميكروبات وثانى أوكسيد الكربون، وعليك أن تتعود كيف تستنشق فقط الأكسجين، الذي لا يتجاوز 20%.

مهنة مثل الصحافة والنقد تفرض عليك أشياء متعددة منها مشاهدة القبح، وهو بالمناسبة درجات وأنواع، مثلا في الأفلام الأربعة التي عُرضت مؤخراً لن تجد سوى «هيبتا»، فما الذي تفعله إذن مع «اللى اختشوا ماتوا» و«كُنغر حبنا» و«فص ملح وداخ»، عليك أيضاً أن تتعلم كيف تقترب منها بأقل عدد من الخسائر الممكنة، كل منها يختلف بالطبع في درجة القبح ونوعه، الأول يستحق في الحقيقة مقالاً منفرداً لأنه يتحدث عن سينما المرأة هكذا يزعمون، ولأن بطلة الفيلم غادة عبدالرازق صارت متخصصة في آخر عامين في تبديد موهبتها على الشاشتين، فهى تليفزيونيا لا تعرف كيف تختار السيناريو وتبحث فقط عن الدور المحورى، والبوصلة تحركها دائما إلى منطقة تستطيع أن تقول بعدها وبعلو الصوت أنا ممثلة، وهى بالتأكيد ممثلة موهوبة وليست بحاجة إلى أن يصبح هذا هو هتافها الدائم مع كل مسلسل، بينما نجدها في السينما تبحث عن أدوار تُظهر أنوثتها في أفلام مثل «بون سوارية» و«ريكلام» وأخيراً «اللى اختشوا ماتوا»، أملها مثلما صارت نجمة على الشاشة الصغيرة يشار لها بالملايين من الجنيهات وبالملايين من المشاهدين أن تُصبح كذلك نجمة شباك على الشاشة الكبيرة، وهذا لم يتحقق حتى الآن، وأخشى أن أقول أيضاً لن، رغم أنها الأقرب للصحة ولكنى لن أصادر على المستقبل.

دعونا نغادر تلك المحطة بما تحمله من تفاصيل متعددة لأنها لا يمكن أن نرصدها في تلك العجالة، لننتقل مباشرة من السيئ إلى الأسوأ أقصد إلى فيلمى رامز جلال «كُنغر حبنا» وعمرو عبدالجليل «فص ملح وداخ»، ما الذي يجمع بينهما؟ إن كل منهما أقصد من الفنانين كان مشروعا يوما ما لنجم كوميدى لم يتحقق، الأول صار ملعبه الأساسى برنامج رمضانى ليحصل سنويا على الملايين من النقود واللعنات لا بأس فالفلوس في النهاية تداوى كل الجراح، بينما عمرو جراحه تزداد مع الزمن إيلاما، فلا نجاح ولا فلوس، بدأ رحلته قبل نحو 25 عاما تحت مظلة يوسف شاهين كبطل أول تراجيدى في «إسكندرية كمان وكمان»، ولم يصمد مع شاهين سوى بفيلم واحد، قدم بعدها شاهين مباشرة خالد النبوى بطلا في «المهاجر» بينما عبدالجليل صار يقبل بأدوار صغيرة مع شاهين، ثم كانت قفزة له مع تلميذ شاهين، خالد يوسف، ليصل إلى «كلمنى شكرا» بطلا كوميديا، ومنذ ذلك الحين وهو يعيد نفس المفردات، إلا أنه فنيا مثل بطل المسافات القصيرة، ولهذا قد تتقبله في أدوار مساحتها صغيرة، ولكنه عصى على الاحتمال لو أسندت له البطولة.

رامز جلال كان الرهان عليه كنجم شباك يتجدد كل عام، وعرف البطولة في عدد من الأفلام ولكن ظلت إيراداته محدودة، توجه هذه المرة مباشرة إلى «الكُونغر» ووجد أن له طلة وهو في النهاية حيوان مسالم ممكن التعايش معه بدون خوف، اختار عنواناً أراد أن يحاكى به سمير غانم في مسرحية المتزوجون «قُلة حبنا» فجعلها «كُونغر حبنا»، وبحث هو والمخرج أحمد البدرى عن أي محاولة للإضحاك دون جدوى ومن أين تأتى الجدوى، حتى لو أحاط نفسه بحسن حسنى وإنعام سالوسة وإدوارد وبيومى فؤاد والحسناء سارة سلامة، ولكن وماذا بعد، رامز هو رامز الشاب خفيف الظل الذي يبحث عن قفشة أو ضحكة، أحيانا يعثر عليها وغالبا ما يضرب رأسه في الحائط.

عمرو عبدالجليل يلعب دائما مع ما تبقى في قعر قفة الحياة الفنية، سنوات العمر الزمنى أعلنت رأيها الصاخب على وجهه ولم يعد يصلح لدور الشاب الذي يبحث عن عروس، الإيفيه الوحيد الذي لعب به طوال الأحداث هو الاختفاء المفاجئ والظهور المفاجئ، بعد أن أصابته غضبة المسرح عندما أراد أن يحيله إلى كبارية فحقت عليه اللعنات، وعندما يعيده مرة أخرى إلى مسرح تزهزه له الدنيا ويتزوج من هبه مجدى.

نعم اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته، وأظن هذا هو ما يطمئن رامز جلال، بلوة عبدالجليل كانت أفدح وأفضح، فلم يأت أحد لمشاهدة الفيلم، وهذا يعنى أن الستار قد أغلقت تماما ولن يراهن عليه أحد في دور بطولة وكأنه «فص ملح وباش»، بينما رامز لايزال هناك قليل من الجمهور ينتظره، ولكن هذا القليل قد يذهب هذه المرة ولن يعود!!

وتبقى الوصايا الخمس التي وعدتكم بها في العنوان للتعامل مع الأفلام الرديئة.

1- تخيل نفسك مع عدد من الأصدقاء وقلت نكتة اكتشفت من ردود الأفعال أنها بايخة ولم يضحك سوى واحد فقط أنت تعلم أنه يجاملك، ولكنك ستظل مديناً له طول عمرك لأنه أنقذ ماء وجهك أمام الآخرين، لماذا لا تصبح أنت هذا الواحد.

2- تذكر أنك كثيرا ما ضاع وقتك في أشياء أكثر تفاهة فلا بأس من تمضية ساعتين بلا طائل، لأنه ليس لديك أساسا طائل.

3- أكيد أنت تحتاج إلى المشى للتخلص من هذا الكرش، والذهاب إلى دار العرض يتيح لك ذلك، فلماذا لا تحاول التخلص من الكرش.

4- اشغل نفسك أثناء العرض بمتابعة ردود فعل الجمهور الغاضب الذي يلعن الفيلم والنجم، ستشعر بعدها بسعادة بالغة لأن هناك من ناب عنك أخذ بثأرك «تالت ومتلت»، وفى نفس الوقت لم تتورط أنت في استخدام أي لفظ يضعك تحت طائلة القانون.

5- أنت كثيراً ما ترى هؤلاء النجوم في التليفزيون وهم يؤكدون تعرضهم لمؤامرة من موزعى الأفلام أدت إلى رفع أفلامهم سريعاً من دور العرض، ولأنك شاهدتها ستعرف أن المتآمر الأول على الفيلم هم هؤلاء الباكون على الفيلم.

(خارج النص)

* مأمون وونوس ويونس ودافنشى، عندما تجد أن أربعة نجوم يتحولون إلى عناوين لمسلسلاتهم الرمضانية يجب أن تشعر بشىء من الخوف على حال الدراما، هل نحن بصدد مسلسلات تفصيل على مقاس ومواصفات هؤلاء النجوم، وهل الترزية ضبطوا المقاييس؟

* بوليوود تألقت وملأتنا طاقة إيجابية، نجحت الفرقة الاستعراضية الهندية في أن تبث فينا كل هذا السحر، هكذا شاهدتها في اليوم الأخير للعرض بدار الأوبرا، ولكن كيف تتأخر بداية العرض أكثر من نصف ساعة، مواعيد الأوبرا مقدسة في العالم كله، فما الذي حدث لنا، هذا هو مع الأسف «التاتش المصرى».

* كان عصام الأمير في «ماسبيرو» ينفخ في الزبادى ويمشى جنب الحيط، تصريحات صفاء حجازى الأخيرة بشأن ما تراه إصلاحا قادما في ماسبيرو أكد لى أنها تعتقد أن الطريق الوحيد لإرضاء الدولة هو أن تمنع الزبادى وتمشى في الحيط، أتصور أن مساحات الغضب والاحتجاجات التي شاهدناها في نهاية عصر الأمير، سوف تتضاعف في بداية عصر حجازى!!

* لماذا يتسابق نجوم المطربين لدفع آلاف الدولارات للحصول على جائزة مشبوهة مثل «الميوزيك أوورد»؟ لأن النجم لا يعنيه سوى أن يُمسك بيده التمثال ملوحاً به للجمهور في لقطة ترصدها الكاميرا وتنتشر عبر المواقع والفضائيات، ما قبل وما بعد التلويح من مساومة على دفع رشاوى الجائزة لا يهم، إنها حقائق مخزية وستظل مخزية ولكنها بعيدة عن الكاميرا!

* أشفق على أحمد بدير عندما يخلط الفن بالسياسة ويطالب بحذف مشاهده مع الوجه الجديد أحمد مالك في فيلم «هيبتا» لأنه صاحب واقعة البلالين الشهيرة مع أحد أفراد الشرطة، نعم لعبة سخيفة من مالك، الأسخف منها أن يعتقد بدير أن الفرصة سانحة أمامه ليقول للدولة إنه عنوان الضبط والربط والذى منه!!

tarekelshinnawi@yahoo.com