قرأت هذا البوست الخميس الماضى على الفيس بوك وعلمت أن المعلومات صحيحة ولكننى حجبت اسم الطالب، وتعليقى الوحيد أن أي قوة في العالم لا تستطيع أن تقف طوال الوقت أمام ملايين الغاضبين. ما تفعله الشرطة وما فعلته في الأسابيع الماضية ليس فقط مع الشباب وإنما مع الشعب كله يزيد الغضب، والغضب يؤدى إلى الغليان، والغليان يؤدى إلى الانفجار ونحن لا نريد ذلك لأننا نحب مصر وعاوزين نعدى، لكن يبدو مافيش فايدة. وسيدفع الجميع الثمن من أول مؤسسة الرئاسة إلى أصغر شاب في مصر. وهذا هو البوست:
«مكنتش حابب اكتب بس الكلام ده لازم يتقال عشان على الاقل انا ابقى كويس شوية.
- النهارده الصبح الساعة 7:30 بالظبط كنت نازل من البيت ورايح على ميدان الحلمية علشان اركب اوتوبيس واروح الكلية (هندسة عين شمس).
المهم، وانا رايح قبل الميدان بشوية وقفت الاوتوبيس وانا رايح ناحيته عشان اركب لقيت حد بيشدنى من الشنطة بتاعتى- بنى ادم عادى لابس قميص وبنطلون عاديين بس معاه مسدس في جنبه- شدنى من ضهرى كنت هقع بس هو لحقنى وقالى تعالى ودخلنى في شارع جانبى كده فيه بوكس وكام ظابط وأمين واقفين وانا مش فاهم في ايه. واحد شد الشنطة وفتحها وبدأ يدور فيها في نفس الوقت اللى الظابط كان بياخد بياناتى وشاف البطاقة والكارنيه وسألنى رايح فين وبتركب من هنا ليه وانا جاوبت عادى.
اللى كان بيفتش الشنطة طلع منها:
1. ورق محاضرات رياضيات
2. آلة حاسبة ومثلث ارسطو وقلم وساندويتشات الحاجة ربنا يديها الصحة كانت عاملاهالي
3. للأسف الشديد علبة المكونات بتاعت مشروع الإلكترونيات في الكلية، علبة شفافة بلاستيك متقسمة لأجزاء كل جزء فيه حاجة زى مقاومات وأسلاك توصيل.
من هنا بدأت السخافة وبدأوا يفتحوا العلبة بتمعن كأنهم بيفتحوا صندوق كنز ويبصولى وشوية وكل واحد فيهم عمل نفسه دكتور الشفوى اللى بيسألنى إيه الحاجات دى وبتعمل بيها إيه وبتوصلها إزاى وإيه المشروع ده.
كل ده طبعاً في وسط الهزار السخيف اللى زى:
- طب ماتعملنا قنبلة كده.
- شتايم بيشتموا الكلية والمهندسين وانهم كلهم متخلفين وفاكرين نفسهم بيفهموا.
- هزار سخيف على شعرى عشان طويل وعلى ان انا طويل زيادة شوية.
وكل شوية واحد يقولى انت لو دخلت البوكس ده هيخرجوك اقرع أو أنا نفسى انتفلك شعرك ده لو هترفد فيها.
طبعاً أنا كل اللى كان في دماغى إنى خلاص هروح على القسم والحجز واتحبس زى غيرى كتييير أوى من الكلية بس بوجه خاص ومن أولى كهربا بالأخص أو مثلاً اختفى ومحدش يعرف عنى حاجة وخد عندك بقا سيناريوهات كتير في دماغى طول ما انا واقف.
لحد ما جيه ظابط أكبر من اللى كانوا موجودين شوية وسألنى عن بياناتى وعلى كل الأسئلة اللى فوق دى تانى وأنا جاوبت تانى والأمين واقف ورايا وكل شوية يقولى رد على أكرم باشا ويضحك بعد كده يقولى رد على محسن باشا وبيغير في اسمه كل شوية ويضحكوا كلهم.
المهم إن الظابط ده مسك العلبة وقعد يبص ويطلع حاجات منها ويرميها في الأرض وعمل نفسه بيبص في الساعة وقلب العلبة كلها على الأرض وضحكوا كلهم وقالى «مخدتش بالى» وقالى انزل ألم الحاجة قلتله لا مش هألم حاجة حضرتك اللى وقعتها لمها أو خلى أي حد يلم الحاجة ولو سمحت شوفوا لو هتمشونى ولا لا عشان أنا اتأخرت كده على المحاضرة. بص لى باستغراب أوى كده اللى هو إنت جبت الجرأة دى كلها منين، بس بعد كده أسلوبهم اتغير شوية وبدأوا يعاملونى كويس نسبياً.
كان نفسى اطلع الموبايل أكلم أي حد من أهلى أو صحابى أقولهم على اللى أنا فيه ده يمكن أي حد يعمل أي حاجة كنت حاسس إنى ضعت خلاص. الموبايل رن ومديت إيدى قفلت الصوت بسرعة وحد خد باله وقالى هات الموبايل. مسكه وقعد يقلب فيه ماعرفش يلاقى حاجة ولا يعمل حاجة ففتح الصور فضل يقلب فيها ويمسح ويورى صحابه الموبايل ويقلبوه ويحدفوه لبعض لحد ما رحت لواحد فيهم بجدية كده قلتله هات الموبايل وهو بص لى بنفس بصة الاستغراب دى واداهولى.
كانت الساعة عدت 10 وأنا واقف على رجلى في الشمس كل ده ومسحول ورا ده عشان الموبايل وورا ده عشان العلبة وورا ده عشان الشنطة- آه نسيت أقول إن الظابط ده خلى حد يلم الحاجات اللى وقعها من العلبة بس ملمهاش كلها يعنى.
فجأة قالولى امشى. امشى؟ فعلاً؟ طب كل ده كان ليه؟ موقفين الناس ومعطلينهم عشان تضايقوهم وتمشوهم؟ فتحت العلبة ولميت بقيت الحاجة اللى كانت واقعة في الارض وحطيتها في الشنطة ومشيت روحت على البيت وانا واخد كمية إهانة وتهزيق ورعب مينزلونيش من البيت لشهر قدام.
مشيت وانا كل اللى في دماغى ان في حد ماشى ورايا وكل شوية اتلفت حوليا كده وشكلى زى ما اكون عامل عملة. بس رقم عربية البوكس في دماغى حافظه زى رقم موبايلى كده مش عارف ممكن اعمل بيه ايه وفاكر شكل واحد واحد فيهم بس معرفش ولا اسم.
بأوصيكم لو حصلى حاجة بسبب البوست ده أو لأى سبب تخلوا بالكم من أهلى بس هم ملهومش غيرى يعنى مش عايز اكتر من كده.
ربنا يكون في عون كل اللى في سنى ومحبوسين دلوقتى أو محدش يعرف عنهم حاجة. مش متخيل إيه اللى يخلى حد يتصرف بالطريقة دى.
يا ريت أي حد يعرفنى من بعيد حتى ينشر الكلام ده في كل حتة يمكن حد يعرف يبلغ أو أنا ألاقى حد منهم المهم إن أنا مش هاسكت على كده مش هاسيب حد زيى يتحط في موقف زى ده تانى».
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك..