لم يتوقف قلمه يوماً عن انتقاد السلطة وإحراجها، كلماته اللاذعة أزعجت حكومات متعاقبة رغم اختلاف توجهاتها السياسية. كان عمرو بدر متواجداً في قلب المعارضة لنظام مبارك حتى سقوطه عقب ثورة يناير 2011، وفي الصفوف الأولى الرافضة لحكم جماعة الإخوان المسلمين. وأخيراً صوتاً مزعجاً لنظام سياسي اعتقل عشرات الصحفيين خلال 3 سنوات فقط من حكمه.
رغم طول المعارك وصعوبتها لم يهدأ «بدر» واستمر على نهجه صحفياً ينحاز للناس وصوتاً يقلق السلطة إذا جارت عليهم. 14 عاماً قضاها عمرو بدر في بلاط صاحبة الجلالة، احتك خلالها بالعديد من التجارب الصحفية، التي كان أبرزها جريدة «الدستور» مع رئيس تحريرها إبراهيم عيسى في 2005، ثم الانتقال إلى صحيفة «التحرير» في 2013، وأخيراً رئيساً لتحرير «بوابة يناير» مع مجموعة من شباب الصحفيين.
شارك «بدر» في ثورة يناير وظلت كتاباته تحذر من الثورة المضادة وأنصار الحزب الوطني المنحل. وفي 2013 شارك في حملة «تمرد» لإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، كما ترأس تحرير موقع يحمل اسم الحركة.
في «تمرد»، دبت الخلافات بين عمرو بدر ومحمود بدر، وتصاعدت الأزمة بينهما بوضوح عندما أعلن «بدر» الصغير، أحد مؤسسي الحركة، ترشحه للانتخابات البرلمانية عن دائرة مركز شبين القناطر، التي تم تأجيلها في فبراير 2015، ليترشح بعدها على مقاعد قائمة «في حب مصر» المقربة من الدولة.
وصل الخلاف إلى نقطة اللا عودة بين عمرو ومحمود عندما أعلن الأخير دعمه للمشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، بينما كان موقف عمرو بدر «العم» تأييد المرشح الرئاسي حمدين صباحي.
مرت الأيام وزاد اقتراب محمود بدر من السلطة، بينما زاد «عمرو» نفوراً منها وابتعاداً عنها حتى كان من أبرز الرافضين لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي أسفرت عن نقل تبعية جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية. لم ترض السلطة يوماً «بدر» لذا تكرر اقتحامها لمنزله في محاولة لاعتقاله بعد مظاهرات 25 إبريل.
اضطر عمرو بدر وزميله محمود السقا للاعتصام بمقر نقابة الصحفيين احتجاجا على التعسف الأمني واقتحام منزلهما، لكن قوات الأمن قررت إنهاء الاعتصام باقتحام النقابة واعتقال الصحفيين في خطوة اعتبرتها النقابات في مصر «انتهاكاً صارخاً» للحريات النقابية. فيما طالب نقيب الصحفيين بالإفراج عن الصحفيين وتقديم اعتذار للصحفيين وإقالة وزير الداخلية.
هرع الصحفيون إلة نقابتهم، مساء أمس الأحد، وأعلنوا الاعتصام حتى الأربعاء المقبل تضامناً مع زميلهم وغضباً لاقتحام نقابتهم. فيما بعث «بدر» لزملائه الصحفيين رسالة من قسم شبرا الخيمة مفادها: «لابد لكم أن تحموا شرف المهنة، وحرية الكلمة»، وأكد موقفه السابق بأن «جزيرتي تيران وصنافير مصريتان».