مصطفى الفقي: بعض أفراد عائلتي كانوا من الإقطاعيين

كتب: اخبار الخميس 04-11-2010 15:28

سياسى من نوع خاص.. ومفكر من طراز فريد.. يكره النفاق وحملة المباخر.. يعترف بأن صراحته سببت له العديد من المشاكل.. وأن سرعة انفعاله وخروجه عن النص كانا وراء إبعاده من عدة مناصب تولاها وبرع فيها.


الحديث معه كان أقرب إلى السير فى حقل ألغام، اقترب من الرئيس مبارك 8 سنوات، هى مدة عمله سكرتيرا للرئيس للمعلومات، يعشق الهدوء ولا يكف عن التأمل فى الحياة والذات.


هو الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى، ونائب رئيس البرلمان العربى، ليس هذا فقط بل إنه أحد أبرز الكتاب والمفكرين، يقول عن نفسه إنه دفع ثمن صراحته وإنه لم يؤذى أحداً فى حياته السياسية والخاصة لذلك يوم جنازة والدته قال له مسؤول كبير: كان عليك أن تقيم العزاء فى (الاستاد) ليستوعب هذا العدد الهائل من المعزين الذين أدى تدفقهم إلى تعطل المرور 3 ساعات كاملة فى منطقة «روكسى».. وفى هذا الحوار نتوغل أكثر فى شخصية هذا السياسى المحنك لنتعرف على الجانب الآخر من حياته .


■ إذا عدنا بالزمن عشرات السنين، ولنقل إلى مرحلة الطفولة.. فما هى الذكريات التى سنجدها عالقة بذهنك؟


- أنا ولدت فى قرية فرعونية قديمة كان اسمها «الكوم الكفرى» ثم أصبح «كوم النصر»، لكن عائلتى كانت مميزة فيها وكان من بين أفرادها بعض الإقطاعيين، الذين أثروا من تجارة القطن وأستطيع أن أقول إننى كنت طفلا استثنائيا وأخذت من الريف أشياءه الجميلة وأتمنى ألا أكون أخذت من مساوئه شيئاً كالبلهارسيا والأمية، ثم درست فى مدرسة القرية بجوار مدينة (المحمودية)، وهى المنطقة التى عاش بها الإمام حسن البنا، ثم أكملت تعليمى فى مدرسة دمنهور الإعدادية وكنت الأول على منطقة دمنهور التعليمية وحصلت على الثانوية العامة منها، ثم اخترت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إذ كان مجموعى كبيرا، وحفظت القرآن الكريم وأنا صغير فى (كُتاب القرية).


■ ما ذكرياتك مع الكتّاب؟


- انتظمت فى أحد الكتاتيب، وكان هناك الشيخ رضوان الذى كان يشرح لنا، وأذكر أنه كان يضرب التلاميذ «الخايبين» بعنف.


■ وهل تعرضت للضرب أم كنت متفوقاً؟


- كنت متفوقاً دائماً ومع ذلك أذكر ذات مرة أن شقيقى الأكبر جاء إلى الشيخ رضوان وهمس فى أذنه، وبعدها بدقائق وجدت الشيخ يضربنى بشدة، وبعد ذلك علمت أن أمى هى التى أرسلت شقيقى ليخبر الشيخ بأننى مشاكس فى المنزل وأخلق المشاكل، وبعد أن كبرت ودخلت ثانوى ذهبت إلى الشيخ وعاتبته على ما فعل معى فى طفولتى، فقال لى «يا أخى حرام عليك، أمك بعتت لى بريزة يومها مع أخوك، فكان لازم أضربك».


■ أيعنى ذلك أنها لم تستطع ضربك؟


- المسألة ببساطة أننى كنت طفلاً مشاكساً جداً وماليش كبير وماحدش يقدر على ترويضى، فكنت شقى وذكى وكثير الأسئلة ومشاغب.


■ وماذا عن الأب؟


- أبى كان رجلاً طيباً جداً ومتسامحاً جداً، ولم يكن يضربنى، بينما أمى كانت قاسية أكثر.


■ أيهما الذى ارتبطت به أكثر الأب أم الأم؟


- الاثنان أحبهما كثيراً، وللعلم أمى توفيت يوم 21 يونيو 1997، والغريب أننى حصلت على جائزة مبارك أعلى جائزة فى الدولة فى الذكرى الثالثة عشرة لوفاتها، 21 يونيو 2010.


■ بعد تسلمك الجائزة ظهرت فى قناة فضائية وكنت متأثراً جداً لماذا؟


- كنت فى قمة سعادتى، حتى إننى تبرعت بـ100 ألف جنيه لمستشفى سرطان الأطفال و50 ألف جنيه لأفضل بحث عن مياه النيل أو الوحدة الوطنية فى كلية الاقتصاد.


■ هل كنت تتوقع حصولك على هذه الجائزة؟


- لا لم أتوقعها، وقد حصلت عليها بواحدة من أعلى نسب الأصوات فى تاريخها.


■ هل شعرت أن الجائزة جاءتك متأخرة؟


- لا إطلاقاً فقد حصلت قبل ذلك على جائزتى الدولة التشجيعية والتقديرية، وجائزة مبارك «ماحدش ياخدها بسهولة»، وهذا ما زاد من فرحتى خاصة أننى أعتقد أنى أصغر من حصل عليها فى هذه السن (65 سنة) واعتبرتها أرفع وسام على صدرى.


■ كنت طفلاً «شقى» جداً، فماذا عن شبابك؟


- لقد انتابنى التدين الشديد وكنت أذهب إلى المسجد بصفة منتظمة وكنت أصلى جميع الفروض فيه وأقرأ القرآن الكريم فى معظم الأوقات، ثم بعد ارتباطنا بـ«عبدالناصر» والحركة اليسارية انحسرت حالة تدينى قليلاً، ثم مع الوقت حدثت عندى تحولات عنيفة فى الاتجاه الآخر، خاصة مع قراءة الكتب الاشتراكية وكان ذلك «موضة» عند معظم الشباب الذين انكبوا على قراءة الكتب اليسارية، مدفوعين بحب «عبدالناصر»، إذ إنه بغض النظر عما له وما عليه إلا أنه ترك بصمة مؤثرة فى كل الجيل عند من يحبونه ومن يكرهونه، على السواء.


■ إذن لم تكن «شقى» فى شبابك؟


- بالطبع كنت «شقى» مثل كل الشباب.


■ هل كانت فى حياتك بنت الجيران؟


- ربما أحببت ابنة صاحب العمارة التى كنا نسكنها.


■ وحين ذهبت إلى الفيوم؟


- حين انتقل أبى للعمل هناك، انتقلنا معه، وانفتحت على المجتمع الفيومى، وللعلم أهل الفيوم يرحبون بشدة بالغرباء، ويحتضنونهم وبصراحة البنات فى الفيوم أيامها كانت حلوة جدا «ما أعرفش ليه».


■ هل تزوجت عن حب؟


- لقد تم زواجى بمقاييس عاقلة وعادلة وأيضا عاطفية، إذ كانت زوجتى زميلة لى فى منظمة الشباب، وتعرفنا فى مرحلة التثقيف والتدريب بالمنظمة، ثم أمضينا فترة خطوبة 4 سنوات إذ صمم والدها على عدم زواجها قبل حصولها على ليسانس الآداب، وبالفعل تزوجنا فى العام الذى حصلت فيه على الليسانس قسم صحافة عام 1970، ومنذ أيام احتفلنا بعيد زواجنا الأربعين.


■ ما شكل علاقتك بأبنائك؟


- عندى ابنتان، وعلاقتى بهما طيبة جداً وتسودها الديمقراطية وروح الاحترام والحب والأخذ والرد والتفاعل والاختلاف، هى علاقة ليس بها قمع إطلاقاً.


■ أهى كذلك بسبب تأثرك بتربية والدك لك؟


- بالطبع إذ كان أبى شديد الطيبة والتسامح حتى إنه كان يستمع إلى الإساءة إليه دون أن ينفعل أو يغضب.


■ لكنك عصبى وسريع الانفعال؟


- هذا صحيح، لكننى لا أحمل شراً لأحد ولا أعتقد أننى أذيت أحداً من قبل.


■ لكن هل تفقد أعصابك سريعاً؟


- أنا شخص انفعالى ولست متهوراً، بمعنى أن ردود فعلى سريعة وقوية لكنها ليست مؤذية.


■ هل شعرت يوماً أنك تعرضت للظلم؟


- كثيراً ما شعرت بوقوع الظلم على، وتعرضت لمواقف كثيرة شعرت فيها بذلك، وأنا من الناس الذين عملوا فى مواقع كثيرة ثم تركتها مثل رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والمجلس القومى للمرأة الذى استقلت منه، وكل ذلك كان يترك داخلى قدراً من المرارة لكنها كانت وقتية.


■ أستقلت أم تعرضت للإقالة؟


- استقلت، لكنه معروف فى مصر أن الاستقالة معناها أنه طلب منك تقديم استقالتك.


■ على المستوى الإنسانى هل خذلك كثيرون؟


- هذا صحيح، خاصة من جانب من أسميهم «حملة المباخر»، أثناء وجودى فى رئاسة الجمهورية، كانوا ينافقوننى ليل نهار، وجدتهم اختفوا تماماً من حياتى بعد تركى لموقعى فى الرئاسة بساعات معدودة، لكن هناك كثيرين فى غاية الاحترام معى حتى الآن، لأنهم يعرفون قيمة شخصى المتواضع، ويدركون أنه حين كنت سكرتيراً للرئيس للمعلومات كنت فى غاية الاحترام مع الجميع فلم أشِ بأحد أو أؤذ أحداً فى يوم من الأيام ولم أضرب أى «إسفين» فى أحد وكنت موضوعياً مع الكل، ودافعت عن المظلومين.


■ أتعتقد أن جنازة والدتك كانت تعكس حب الناس لك؟


- هذه حقيقة حتى إن شوارع كثيرة أغلقت بسبب هذه الجنازة مما جعل أحد مسؤولى الدولة يقول لى كان المفروض تقيم الجنازة فى الاستاد لاستيعاب كل هذا العدد الكبير من الناس وأبلغنى أن المرور توقف 3 ساعات كاملة، وفوجئت يومها بحضور وفد من الكنيسة وشيخ الأزهر وقائد الجيش والسيدين علاء وجمال مبارك ورئيس الوزراء والوزراء، وذلك بسبب علاقاتى الطيبة مع الجميع وحدث الشىء نفسه فى وفاة والدى.


■ هل هذا يعنى أن أصدقاءك أكثر من أعدائك؟


- كثيرون هم أصدقائى لكن أعدائى قليلون وما هم إلا مجموعة حاقدة ممن يكرهون الجميع حتى أنفسهم.


■ ماذا تفعل مع من يكرهونك؟


- حين أشعر أن أحداً يكرهنى ويحمل تجاهى الضغينة أقتحمه وأحاول أن أحولها إلى صداقة ومحبة.


■ أمثلة على ذلك؟


- أثناء عملى فى رئاسة الجمهورية قرر الرئيس مبارك ترقيتى استثنائياً إلى منصب وزير مفوض قبل دورى، وهى المرة الوحيدة التى يُرقى فيها أحداً بشكل استثنائى وكان ذلك فى عام 1987 وكان هناك 50 شخصاً تخطيتهم بهذه الترقية ففى اليوم التالى ذهبت إلى العمل دون أن «أتمنظر» على زملائى وقلت لهم إننى لست أفضل منكم لكن الرئيس اختار ذلك وكتب تقريرى السرى بنفسه بدرجة ممتاز بعد أن كان يكتبه لى الدكتور أسامة الباز، وجميعهم تقبلوا الأمر ولم يرفع أحدهم دعوى قضائية ضدى، مع أنه حالياً توجد شخصية كبيرة جداً ومعروفة على مستوى جميع دول الوطن العربى، تم رفع عدة دعاوى قضائية ضدها، وتفسير ذلك ببساطة أننى أعرف كيف أتعامل مع الناس بمحبة واحترام.


■ وهل هذه المحبة منعت عنك مشاكل عديدة؟


- بالطبع لأننى أرى أن المحبة دواء قوى جداً لإبعاد الكراهية والحقد عن الإنسان، وحين رفعت المسيحية شعار المحبة لم يكن ذلك مجرد فكر دينى فقط بل كان أقصى درجات الفهم للشخصية الإنسانية.


■ ما الذى كان يخيفك خلال طفولتك؟


- كنت أخاف الظلام، لكننى تغلبت على هذا الخوف.


■ وكيف تغلبت على الخوف؟


- استطعت التغلب عليه بعد أن قرأت كتاباً لمؤسسة «كارنيجى» (دع القلق وابدأ الحياة)، وبعد ذلك عودت نفسى أن أنام والنور مطفأ، ثم بعد فترة تعودت على ذلك.


■ أتعنى أنك كنت خجولاً؟


- نعم وبشدة، حتى إننى كنت أخاف من التواجد وسط التجمعات.


■ وكيف تغلبت على هذا الخجل الشديد؟


- لن تصدقى، حينما أقول لك ما فعلته كى أتغلب على خجلى، كنت أدخل المزرعة المجاورة لمنزلنا، وأظل أخطب أمام الدجاج لأتمكن من التغلب على خجلى، وفعلاً بعد فترة تعودت على الحديث وسط التجمعات بمنتهى الثقة والاعتزاز بالذات، لدرجة أننى حصلت على جائزة الخطابة وأنا فى قاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر فى أسبوع شباب الجامعات عام 1965 كل ذلك لأننى أصررت على مقاومة الخجل بداخلى، كما تغلبت على كل نقاط الضعف فى شخصيتى وحولتها إلى نقاط قوة، وذلك لقناعتى الشخصية بأن كل شىء يأتى بالتدريج، حتى الذكاء والانتصار والنجاح كل هذه الصفات تأتى بقرار عقلى، فلا يوجد شىء اسمه واحد موهوب والآخر غير موهوب، لأن الحرفية تعوض الموهبة.


■ هل أنت ذكى؟


- ربما كان ذلك صحيحاً.


■ وهل تعتقد أنك طيب أم شرير؟


- لا أنا طيب جداً وأكره الشر جداً، ومسالم جداً.


■ وماذا عن الأشرار فى حياتك؟


- كثيرون هم الأشرار حولنا، وأستطيع أن أقول لك إننى مؤمن بالحكمة القائلة «اتق شر من أحسنت إليه» إذ إن كثيرين ممن أحسنت إليهم كانوا أكثر الناس إساءة لى، وعانيت كثيراً منهم.


■ وهل دفعك ذلك للتوقف عن الإحسان للآخرين؟


- لا إطلاقاً.


■ متى تنام؟


- فى ساعة متأخرة من الليل أخلد للنوم، لأننى أميل إلى السكون والهدوء بعيداً عن الضغوط والصخب وضجيج الاتصالات فأقرأ وأكتب مع هدوء الليل.


■ وفى أى ساعة تستيقظ؟


- فى الثامنة صباحاً.


■ وهل هذه الساعات كافية بالنسبة لك؟


- بالطبع كافية.


■ لكن ذات مرة نُشِرت لك صورة وأنت نائم فى البرلمان؟


- لا لم أكن نائماً، وقد التقيت بهؤلاء المصورين فى برنامج تليفزيونى وأقنعتهم بأننى كنت جالساً لكننى مغمض عينىّ ومسترخ بدليل أننى حين ينادى اسمى لأتحدث أدخل فى الموضوع مباشرة لأننى أكون متابعاً له ولكل ما يدور فى الجلسة.


■ هل لديك أحلام يقظة؟


- كل إنسان لديه أحلام يقظة وآمال مجهضة، فالإنسان فى النهاية مشروع بشرى قد ينجح وقد يجهض وقد يفشل.


■ هل أنت راضٍ عن نفسك؟


- الحمد لله أنا راض عن نفسى إلى حد كبير وقانع بالمقسوم لى، ومقتنع بأن الله قسم الأرزاق بما فى ذلك السعادة على الجميع بالتساوى، وأستطيع أن أقول إننى راضٍ عن نفسى بنسبة 75٪ تقريباً.


■ وماذا عن تطلعاتك؟


- الحمد لله، أنا حققت الكثير من أحلامى، والآن وفى هذه السن لم تعد لى تطلعات كبيرة.


■ لكن الكثير من الترشيحات لعدة مناصب صوبت تجاهك مؤخراً؟


- هذه ترشيحات شعبية وليست رسمية، أحصل منها على التشريف، أما التكليف فتملكه جهات رسمية، وهذه قضية أخرى تخضع لأسباب كثيرة ومن الأسباب التى منعتنى تولى مناصب أخرى أننى منفتح فى الحديث، وأقول ما أشعر به، وأتحدث بما فى قلبى إذ لا أعرف الألاعيب ولا المداراة، لأنى رجل واضح جداً، ولسانى يعبر عما بداخلى وهذا غير مطلوب فى رجل السياسة، ولذلك تحدث لى مشاكل كثيرة.


■ ما الذى يحزنك؟


- أشياء كثيرة تحزننى، وأتأثر كثيراً بالمواقف الإنسانية، وأذكر أننى منذ وقت ليس بالبعيد سمعت عن طفل فقد أهله ويسير فى الشوارع ينادى باسم والدته، فتأثرت كثيراً وبكيت وحدى لأننى شخص شديد العاطفة.


■ والهموم العامة؟


- هى جزء كبير من همومى الشخصية، مثل مظاهر الفوضى والفساد والتخلف والخرافة وتراجع العلم وضعف التعليم، كل ذلك وما شابهه يصيبنى باكتئاب شديد، حتى زحام المرور يصيبنى بضيق، وأسأل نفسى: إذا كان الحال هكذا الآن فكيف سيعيش أحفادى؟! وأتصور أن (القاهرة)ستتحول إلى «جراج» كبير لا تتحرك فيه السيارات بعد عدة سنوات.


■ هل أنت سريع البكاء؟


- لا لكننى أتأثر بسرعة، وأكثر ما يؤلمنى أن أجد طفلاً مريضاً أو عجوزاً فقيراً لأن كليهما ضعيف الحيلة.


■ ومتى ذرفت أكثر الدموع غزارة؟


- عند سماع نبأ وفاة والدتى، فقد بكيت لمدة ساعتين وأنا فى الطائرة عائدا إلى (فيينا)، فيُتْم الأم يعد أصعب يُتْم ويترك أثراً شديد المرارة والحزن.


■ هل كنت متزوجاً آنذاك؟


- كنت متزوجاً وكنت سفيراً لمصر فى النمسا فى هذا الوقت.


■ وما أسوأ كابوس حلمت به؟


- هزيمة 1967 شكلت أزمة فى وجدانى، ولا أنسى الطائرات وهى تقصفنا ولا خطاب تنحى «عبدالناصر»، هذا الرمز الذى تعلقنا به كثيراً، كما لا أنسى حينما رحل «عبدالناصر» فقد حزنت عليه كثيراً رغم أننى أعرف الناس بخطاياه ومزاياه أيضاً، وعواطفى كلها مع «جمال عبدالناصر»، بينما عقلى مع السادات، وأعتقد أن «عبدالناصر» بطل قومى بالمعايير التى يقدر بها «نابليون بونابرت» وأمثاله، أما السادات فكان رجل دولة مثل «محمد على باشا» وغيره ممن هم قادرون على فهم المتغيرات الدولية.


■ أيعنى هذا أنك لا تشجع الأهلى ولا الزمالك؟


- أنا أشجع المنتخب القومى، لكن عواطفى تجاه النادى الأهلى، لأننى أتصور أنه نادى الجماهير العادية وأبناء البلد، لكن الزمالك أراه نادى الصفوة تاريخياً.


■ ما أحب الأغنيات إلى قلبك؟


- أعشق سماع قصيدة (قصة الأمس) لأم كلثوم، وأحب لها أيضاً أغنيات (ذكريات ويا ظالمنى ورباعيات الخيام).


■ من مثلك الأعلى؟


- أنا مؤمن بشدة بفلسفة «غاندى» ومبادئ «مانديلا» وشخصية «شارل ديجول»، وقرأت كل ما كتب عن غاندى وتعرفت شخصياً على مانديلا، وأرى أن ديجول منقذ فرنسا، وهو شخصية لا تقل فى التاريخ الفرنسى عن نابليون.