فوائد صناعة الطيران

نيوتن السبت 30-04-2016 21:48

أول انطباع لأى زائر يعرج على مدينتى أبوظبى ودبى وبقية مدن الإمارات هو الانبهار. تطورات مذهلة. مدن تسابق الزمن. تتسابق مع العصر. لا تنتظر الغد بل تذهب إليه. لا علاقة لها بالماضى سوى باستخلاص العبر منه. أول شىء يلتقيه الزائر فى الإمارات هو مطاراتها. وفى المقدمة مطار دبى الدولى ومطار آل مكتوم ومطار أبوظبى. عندما زُرتها لا تصدق عيناى ما ترى على أرض الواقع. توسعات كبيرة. تقنيات عالية. تسهيلات فى كل شىء. يبحثون عن راحة المسافر. عن تحقيق رفاهيته. ومع ذلك فإن دبى كمدينة ومطاراتها بوابات استقبال المسافرين من كل جنسيات الأرض هى أكثر المطارات أمناً وأماناً. وكذلك مطار أبوظبى. معادلة ليست بسيطة. نجحت الإمارات فى تحقيقها. هذا أحد أسرارها بالتأكيد.

ما أكثر الأسرار. أقصد أسرار النجاح فى هذه المدن الصغيرة فى المساحة. الكبيرة جداً فى التطور والنهضة. من دبى مثلاً تستطيع الوصول لكل عواصم العالم الرئيسية مباشرة. دون وسيط. دون توقف فى محطة هنا أو هناك. يمكنك الوصول إلى طوكيو أو سنغافورة أو بكين أو ماليزيا أو الهند. كل ذلك فى الشرق الأقصى والأدنى. تستطيع أن تصل أيضاً لكل ولايات أمريكا. واشنطن. فلوريدا. سياتل. جورجيا. هيوستن. جميعها بلا استثناء. وكذلك العواصم الأوروبية باريس. روما. لندن. جنيف. أيضاً جميعها بلا استثناء. هذا سر آخر من أسرار الإمارات.

المطار قصة نجاح أخرى. صناعة متكاملة. لا تتوقف عن التطور اليومى ولا مبالغة فى ذلك. كل شىء هناك له حسابات. يسير وفق القواعد العالمية. تطبق بمنتهى الدقة والكفاءة. ثم تتفوق عليها. فتكون الإمارات هى النموذج.

فى دبى يتم اختيار الكفاءات. جلبها من أى مكان فى العالم. لا استكبار. لا عناد. المصلحة والنجاح فوق أى اعتبار. هذا ما يعملون به. أما نحن نفعل العكس تماماً. الغباء سيد الموقف. نرفض كل معاونة. نرفض كل يد تمتد إلينا. فعلنا ذلك عقب حادث الطائرة الروسية. لا نعترف بالقواعد التى يعمل فى ظلها العالم. نسعى لتطبيق أفكار وقواعد عفى عليها الزمن. وكأننا نريد اختراع العجلة من جديد. ونحن لا نجيد استخدامها. فلا بأس أن نقوم بتعيين أحد الطيارين وزيراً للطيران. رجل جاء بلا خطة مسبقة. يضعها من قام بتعيينه. جاء وهو لا يثق فى استمراره. فظل حريصاً على الطيران مرة كل شهر حتى لا يفقد رخصته كطيار. الحقيقة أن وضع أحد الطيارين على رأس منظومة الطيران فى مصر أمر لا علاقة له بصناعة الطيران فى العالم. نجحنا بالصدفة مرة واحدة. فى عهد الفريق أحمد شفيق. الذى نلاحقه ببلاغات وهمية كيدية. نرفض الاعتراف بفضله. هذا هو حالنا دائماً. نكران النجاح.