دخول الحمام ليس كالخروج منه

أيمن الجندي السبت 30-04-2016 21:52

لم يكن يشعر نحوها سوى بشهوة طارئة حينما تمعن فى تضاريس جسدها الأنثوى. وبرغم أن زوجته كانت بالقرب منه فإنهما استطاعا أن يتبادلا الهاتف. ولعبت الأقدار دورا مهما فى تسهيل اللقاء حين ذهبت زوجته مصطحبة طفله الصغير لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فى بيت أبيها. وهكذا تهيأت العناصر الضرورية للقاء عابر.

لا ينكر أنهما تجاذبا منذ أول لحظة. الكيمياء الغامضة بين الرجل والمرأة كانت تعمل جيدا. لا ينكر أيضا أنها كانت امرأة دسمة، أشبه بلهيب متقد. لكن لم يخطر على باله فى أى لحظة أن تكون علاقتهما جدية. إن هى إلا شهوة عابرة مثلما يشتهى المرء طعاما، ثم يغسل يديه بعد الأكل وينصرف لشئونه.

لكن ما أشد غفلة الرجال حين لا يفرقون بين طعام وبين امرأة من لحم ودم، ذات كرامة ومشاعر.

■ ■ ■

انتهت عطلة الأسبوع والآن حان موعد ذهابه إلى العمل واستئناف حياته المطمئنة. قالت له حين نهض ليرتدى ثيابه بعد وصلة غرام: «لا أحب هذا. أنت دائما تتركنى بعد ممارسة الحب».

قال فى غير ارتياح: «لكنك تعلمين من البداية أن لدى أسرة».

ردت عليه فى هدوء: «لو كانت حياتك كاملة فلماذا أنت هنا؟».

بالطبع لم ينطق. بالطبع لم يصارحها أنها ليست أكثر من نزوة. مثل معظم الرجال أراد أن ينهى العلاقة فى هدوء وشياكة ودون مشاحنة. ولكن هيهات. المرأة الجذابة ذات الأنوثة الطاغية تحولت إلى نمر شرس بمجرد أن ظهر الوجه الحقيقى لكليهما.

■ ■ ■

أصبحتْ الآن تطارده. يجدها فى كل مكان يذهب إليه. لم يعد يشتهى شيئاً فى الوجود قدر أن يعود لحياته الهادئة المستقرة. ينظر إلى زوجته شاردا. شابة وجميلة وحسنة الملامح، طاهرة وهادئة وتحبه! فلماذا وضع نفسه فى هذا المأزق؟ قاتل الله الشهوة العمياء التى ورطته فى هذا المأزق!

ينساب صوتها عبر الهاتف باكيا: «لقد قضيت متعتك والآن تحاول أن تتجنبى». يصبح كالفأر المحصور فى مصيدة. وفجأة تقدم المرأة على الانتحار بقطع شرايين معصمها. تعترف له بعد إنقاذها أنها تتلقى علاجا نفسيا. الآن يدرك المصيبة التى تورط فيها. هذه المرأة غير متزنة.

■ ■ ■

والآن صارت تتصل به فى المنزل. فى الساعة الثانية صباحا، وزوجته تتقلب فى الفراش بين النوم واليقظة، طلبت منه فى صرامة أن يقابلها غدا.

وكانت المفاجأة المزعجة فى انتظاره: «أنا حامل. جزء منك الآن ينمو فى داخلى. ولابد أن تتحمل مسؤولياتك».

يحاولها إقناعها بالإجهاض لكنها تأبى بإصرار. أريد هذا الطفل. ولن أسمح لك أن تعاملنى كعاهرة. سأكون أما لطفلك وأريد بعض الاحترام.

هل توقعت أن تفلت بفعلتك؟

■ ■ ■

فى المساء ينتظره الأسوأ: يجدها جالسة مع زوجته فى البيت بعد أن تعرفت بها. لم يعد الأمر مجرد مطاردة بل تحولت إلى خطر حقيقى.

هذه المرأة ليست على ما يرام أبدا. يأتيه صوتها عبر الهاتف وكأن شيئا لم يكن: «ألا تتذكر عطلة حبنا؟ أريد أن أكررها مرة أخرى».

■ ■ ■

يا له من ثمن باهظ دفعه «مايكل دوجلاس» فى فيلم «الجاذبية القاتلة». فى الأيام التالية سوف تخطف طفله. وسوف تحاول قتله وقتل زوجته أيضا. من السهل بمكان أن تبدأ علاقة ومن المستحيل تقريبا أن تنهيها. هارد لك يا مايكل دوجلاس. لو كنت مصريا لأدركت عبقرية المثل الشعبى: «دخول الحمام مش زى خروجه».

aymanguindy@yahoo.com