ملايين جنيه هى سبب الأزمة المشتعلة فى القناة الثالثة فى التليفزيون المصرى، فبعد تعليمات المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بتخصيص 3 ملايين جنيه لصرف المستحقات المتأخرة للعاملين فى القناة، تردد فى ماسبيرو أن بعض المسؤولين فى التليفزيون اعتبروا أن المبلغ كبير على القناة الثالثة، فقرروا صرف مليون جنيه فقط، وتوزيع الباقى بواقع نصف مليون جنيه على أربع قنوات محلية، وهو ما رفضه العاملون فى «الثالثة» لأن المبلغ المخصص لهم لن يفى بمستحقاتهم، وعندما علقت كشوف الصرف ووجدوا أن المبالغ المخصصة لهم ضعيفة جدا، امتنعوا عن الصرف بل مزقوا كشوف الصرف المعلقة على باب الخزينة، ومن هنا بدأ الاعتصام.
حاول المعتصمون مقابلة عصام الأمير، رئيس القناة، للتحدث معه وعرض المشكلة عليه بهدف الوصول إلى حل للأزمة، لكنهم فشلوا فى الوصول إلى حل يرضيهم، خاصة أن المبلغ المخصص لهم قليل مقارنة بأجور العاملين فى القطاعات الأخرى، ومن مكتب عصام الأمير إلى مكتب عادل معاطى، رئيس قطاع القنوات الإقليمية.. توجه العاملون فنصحهم معاطى بالهدوء لحين صرف مستحقاتهم، لكنهم قرروا اللجوء إلى الاعتصام.
على أبوهيمة، مخرج فى القناة، أكد أن السبب الرئيسى لغضبهم أنهم طوال 54 يوما لم يصرفوا مستحقاتهم فى الوقت الذى يصرف فيه جميع العاملين فى القطاعات الأخرى سواء كان فى قطاع الأخبار أو التليفزيون رغم أنهم يتقاضون مبالغ كبيرة جداً، وأن هناك تفاوتاً كبيراً فى الأجور ففى الوقت الذى لا يتعدى أجر الواحد منهم ألفى جنيه، لا يقل ما يحصل عليه العامل فى باقى القطاعات عن 6 آلاف. وقال: لم نتعمد التجمهر للمطالبة بحقوقنا، فكل من شعر بالظلم لعدم الحصول على حقه انضم إلينا، ولن نخاف من التهديد، ورجل الأمن الذى فعل ذلك ندم على ما قاله، بعد تدخل عصام الأمير، رئيس القناة.
وأكد أبوهيمة أنهم كتبوا مذكرة بكل مشاكلهم وقّع عليها جميع العاملين، للعرض على وزير الإعلام، تضمنت 4 مطالب هى: صرف المستحقات المتأخرة والانتظام فى صرفها ومساواة العاملين فى جميع القطاعات ببعضهم البعض، وتوفير مكان آدمى للعاملين.
مصدر مسؤول فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أكد لـ«المصرى اليوم» أن السبب الرئيسى فى هذه الأزمة المالية هو شراء مباريات الدورى الإنجليزى وصرف بعض مستحقات المنتج المشارك فى المسلسلات والبرامج التى عرضت فى شهر رمضان الماضى، وأرجع المصدر حالة التوتر والقلق التى أصابت العاملين فى القناة إلى ما وصفه بـ«الثرثرة الفارغة» بسبب إلغاء برامجهم بعد إنشاء شبكه تليفزيون المحروسة وهو ما جعلهم فى حالة هياج لاعتقادهم بأن التليفزيون ربما يستغنى عنهم فى الفترة المقبلة.
عادل معاطى، رئيس قطاع القنوات الإقليمية، أكد أن تأخر مستحقات العاملين أزمة يمر بها القطاع، وقال: ليست لى علاقة بهذه المشكلة فمع الرواتب القليلة التى جاءت هذا الشهر، اضطررت إلى صرف نصف شهر فقط وهو ما أثار غضبهم. ولكن ليس معنى ذلك أن يخرج العاملون إلى الاعتصام فى الشارع، وأقول لهم: لو أبوك مادكش المصروف فى يوم تخرج تفضحه بره؟
وقال معاطى: تأكدت من رئيس قطاع الأمن أن تدخل الأمن لم يضايق العاملين فى القناة، والتدخل نفسه غير مرفوض لأننا جهة سيادية، وطبيعى أن يفض الأمن أى تجمعات، والأمر لم يصل إلى حد تهديد المعتصمين بالاعتقال، فكل ما حدث أن أحد رجال الأمن قال لأحد المعتصمين: ماتيجى نشرب قهوة، فتصور زملاؤه أنه تهديد بالاعتقال، كما أن كل القنوات التى تتبع قطاع الإقليمية لم تصرف مستحقاتها، فلماذا تصرف العاملون فى «الثالثة» بهذا الأسلوب.
وفى القناة الثانية بدأ بعض المخرجين فى مطالبة شافكى المنيرى رئيس القناة، ونائبها على عبدالرحمن، بزيادة حصتهم فى عدد الحلقات وأجور البرامج مبررين ذلك بأن هناك بعض المخرجين يتقاضون أضعاف ما يحصلون عليه، لذا طالبوا بالمساواة بزملائهم، ورغم أنهم سبق أن حصلوا على وعود من قبل بحل المشكلة، فإنهم حتى الآن لم يحصلوا على شىء، وما زاد الأمر سوءا أنهم لم يصرفوا حتى الآن أجورهم عن برامج رمضان التى لم يتم اعتماد ميزانيتها، ويتردد أنه ربما يتم تخفيضها بسبب المبالغة فيها، طبقا لتقدير رؤساء القنوات.