الرياضة الغائبة عن التنمية فى مصر

ياسر أيوب الجمعة 29-04-2016 21:34

لا ينتبه كثيرون فى مصر إلى أن إنجلترا احتاجت لدورة أوليمبية حتى تنجح فى تطوير وتغيير وتجميل الحياة فى منطقة شرق لندن، التى كانت متداعية مسكونة بالفوضى والجريمة والإهمال.. وأن كل البطولات والدورات الرياضية التى استضافتها فرنسا طيلة العشرين سنة الماضية كانت ضمن مشروع حكومى هائل وطموح لتجديد مرافق وطرق وخدمات أكثر من مدينة فرنسية.. ويمكن هنا الرجوع إلى دراسات عالمية كثيرة عن استخدام الرياضة كإحدى أهم أدوات التنمية والبناء والتعمير.. من أطلانطا الأمريكية إلى سوشى الروسية وغيرهما.. وكنت دائما أتوقف أمام كل المشروعات العمرانية الكبرى طيلة السنوات الأخيرة فى مصر ولا أجد دورا أو مكانا للرياضة.. ففى حين بقيت الرياضة عندنا مجرد مباريات ومسابقات وألعاب وألتراس وقضايا وحكايات وحفلات وفضائح.. باتت الرياضة فى العالم منذ سنين كثيرة مجرد نقاط جذب للإعمار والمشروعات والطرق، ومقدمة ضرورية لأى حياة جديدة فى كل وأى مكان.. ونحن لم نفكر فى ذلك حين بدأ التخطيط لعاصمة جديدة ومع كل مدينة جديدة بنيناها فى السنين الماضية.. أو مع كل مشروعات التنمية التى بدأت أو لاتزال مجرد حبر على ورق.. ثم فوجئت أخيرا بمشروعين كبيرين يحاولان تدارك هذا الخطأ لتبدأ مصر أخيرا فى مسايرة العالم حولها واللحاق به أيضا.. المشروع الأول بدأ بالفعل وهو مدينة الجلالة التى تقوم بتنفيذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فوق جبل الجلالة على البحر الأحمر.. وإذا كان الذين ذهبوا لزيارة هذا المشروع استوقفهم حجم العمل ومشقة البناء فوق الجبل وضخامة الإنجاز والبناء وكل الطرق الجديدة.. فأنا التفت وحدى لرؤية رائعة للواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، الذى قرر غرس قرية أوليمبية متكاملة وحقيقية وليست دعائية أو زائفة لتكون أهم وسائل التنمية وجذب الناس والاهتمام والأضواء لهذه المدينة الجديدة.. فهذه القرية الأوليمبية بملاعبها وساحاتها وصالاتها ستكون هى البداية الحقيقية لتنمية هذه المدينة، إلى جانب جامعة الملك عبدالله.. فالرياضة والجامعات هما المفاتيح الحقيقية لكل وأى مدينة جديدة.. أما المشروع الثانى فهو الذى استمعت بالمصادفة إلى كل تفاصيله على لسان فرج عبدالبارى، رئيس شركة ستانلى.. مشروع حقيقى ومتكامل برؤاه وتصميماته، قدمه فرج عبدالبارى للدولة جاهزا للتنفيذ، بقصد بناء مدينة كاملة جديدة فى منطقة العلمين.. ولم يستوقفنى فى حديث فرج عبدالبارى دراسته لتمويل بناء هذه المدينة بالكامل دون أى اقتراض من بنوك مصر أو تحميل خزانة الدولة المصرية بما لا تطيقه.. إنما توقفت كثيرا وطويلا أمام رجل حالم بدورة أوليمبية فى مدينة العلمين.. رجل قضى أكثر من سنة يصوغ هذا الحلم الكبير فى شكل دراسة حقيقية وممكنة ورائعة.. قرية أوليمبية فى العلمين، وتطلب مصر استضافة دورة أوليمبية هناك، لتتوالى الخطوات.. مطار وطرق وفنادق وترفيه ومستشفيات وخدمات وجامعة وبيوت لكل العاملين فى هذه المشروعات.. إنه هنا مجرد حلم مصرى، لكنه فى العالم كله أصبح دليلا علميا وحضاريا واقتصاديا ومعماريا لكل من يحتاج أو يريد مدينة جديدة.